الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإثارة والجمال شعار برلمان لبنان المقبل




ظاهرة جديدة تعيشها الأوساط اللبنانية السياسية والاجتماعية اللبنانية مع قرب الانتخابات النيابية المزمع عقدها فى يونيو المقبل .. الظاهرة ليست فى الجدل السياسى القائم حول القانون الذى ستجرى على اساسه الاستحقاقات فهذا أمر روتينى يثار فى بيروت مع كل انتخابات برلمانية  ..ولكن الجديد فى الأمر هو ترشح 4 سيدات، وهذا ليس غريبا ولكن المثير فى الأمر أن المرشحات الأربع هن عارضات أزياء ومطربات لهن شهرة فى مجال الإثارة، وهو ما جعل اللبنانيون يأخذون الأمر بنوع من السخرية على البرلمان الذى سيتحول إلى ساحة للعرض الجسدى.. المرشحات الأربع هن نتالى فضل الله صاحبة وكالة نتالى لعرض الأزياء ولها مشاركات قيمة فى إقامة المهرجانات والمناسبات التى ساعدت على تحسين السياحة اللبنانية فى الفترة الأخيرة، ومطربة الإثارة لارا كاى التى أثارت جدالا بسبب كليباتها السياسية التى ظهرت فيها بملابس لانجرى وهوت شورت، وقرينتها ميريام كلينيك التى أثارت ضجة فى الفترة الأخيرة بسبب كليباتها العارية،أما المطربة كارول صقر فهى مطربة بالدرجة الأولى بعيدا عن الإثارة المتبعة فى هذه الفترة، وهى من لها أرضية قوية فى عالم الغناء اللبنانى منذ الثمانينيات، وهى من عائلة سياسية، فهى ابنة زعيم حزب «حراس الأرز» إتيان صقر.. هذه الظاهرة نتعرف عليها عبر مرشحتين هما «نتالى فضل الله» و«لارا كاي»، اللتين تحدثتا عن هدفهما من خوض هذه التجربة، وكيف ينظران إلى هذا المعترك وما هى برامجهما، فضلا عن ردودهما عن نظرة الناخبين لهما.

 
 
تعتبر «نتالى فضل الله» واحدة من أهم رموز الموضة والأزياء فى العالم العربى .. فهى تعمل منذ أكثر من 20 عاما ما بين بيروت والقاهرة ودمشق ودبى فى مجال الأزياء منذ أن كانت ابنة الـ 15 عاما حيث كانت عارضة أزياء بارزة، نجحت فى تحقيق نجاحات فى مجالها حيث أصبحت صاحبة واحدة من أكبر الوكالات العالمية فى الأزياء.
نتالى قررت أن تخوض المعترك السياسى رسميا، وذلك عبر المنافسة على المقعد البرلمانى فى الانتخابات اللبنانية القادمة التى من المقرر أن تكون فى يونيو المقبل.. نتالى تأخذ الأمر بمحمل الجد بعيدا عن كونه شهرة ودعاية لبعض المرشحات اللاتى يعملن فى الفن والغناء وعرض الأزياء .. فهى صاحبة جمعيات لحقوق المرأة والطفل، ومنشآت ومشروعات لتنمية السياحة اللبنانية ولديها مشاركات بارزة فى الفترة الأخيرة فى نشاطات سياحية.
■ فى البداية .. ما سبب ترشحك كنائبة فى البرلمان اللبنانى المقبل، الذى يعتبر أمراً سياسياً به حدة وأنت فى الاساس امرأة جميلة تعملين فى مجال الأزياء والموضة؟
- الأمر جاء بمحض الصدفة، كنت فى جلسة مع بعض الأصدقاء وعرضوا على الفكرة، والحقيقة لم أهتم بالأمر لأننى أتواجد بدون مقعد البرلمان فى أعمال تنمية المجتمع وأقوم بدورى من خلال جمعيات المرأة وحقوق الطفل، وفى هذه الفترة وجدت نفسى فى مفترق طرق، خاصه أن الوضع فى لبنان يتدهور من حين الى آخر، فى الوقت الذى وصلتنى فيه عروض مغرية من الخارج لافتتاح أفرع لوكالتى التى تعمل فى مجال الأزياء والموضة للاستفادة من اسمى وخبرتى، وبالطبع هذه العروض كانت ستزيد مما حققته من نجاحات وشهرة عالمية فى هذا المجال، ومع هذه العروض وتفكيرى فيها جمعتنى جلسة مع بعض السياسيين الأصدقاء، وتحدثت عن أننى سأغادر لبنان لعدم قدرتى على الاستمرار فى هذه الأوضاع، ووقتها رفضوا الفكرة مستندين على قولهم بأننى أكثر شخصية دعمت السياحة اللبنانية فى لبنان بسبب المهرجانات والاحتفالات التى أقمتها خلال الأعوام السابقة، ومع فشلهم فى إقناعى قاموا بفرض الترشح عليه، وليس معنى أن الترشح فرض عليه أننى أرفضه، فبعد أن وجدت أن الترشح أمر واقع وجدت أنه ولما لا ؟! فوضع لبنان والمستوى السياسى الذى وصلنا له يحتاج الى وجوه وأفكار جديدة متحررة صاحبة ابداعات، ونرى أجيالا قادرة على تغيير مفاهيم السياسة التى تخدم السياسيين والوزراء والطوائف.
■ هل من الخطأ أن نجد فى البرلمانات العربية على سبيل المثال امرأة جملية ومثيرة تترشح كما نرى فى الظاهرة اللبنانية من مرشحات هن عاضات أزياء وممثلات ؟
- اذا كانت جميلة بها نوع من الاثارة وتمتلك مقدارا من العقل والثقافة واللباقة، فهل هذا ممنوع؟! .. من الممكن أن يكون جمالها واثارتها مجالا لفتح أبواب أكبر تخدم من خلاله اهدافها ومنصبها ومصالح الشعب والوطن، وفى جميع الاحوال فإن الجمال والاثارة الى زوال، والمهم هو إمتلاك الثقافة والفكر الذى يستمر ولا ينقطع .. أنا مثلا لست مرشحة بسيرة ذاتية تقول أننى صاحبة وكالة عرض أزياء فقط ..أنا أمتلك العديد من النشاطات والمشروعات السياحية والاجتماعية ولست محصورة فى عرض الأزياء فقط، فلقد قدمت لبلدى ما هو أهم وأكثر مما قدمه سياسيون كبار ووصلت اسم لبنان الى الخارج بطريقة مشرفة، وبطبعى أقول أن التغيير يلزمه تغيير تفكيرنا ورؤيتنا
■ البعض يسخر فى لبنان عندما يقال أنك وعارضات أزياء ومطربات إثارة سيترشحن للبرلمان خاصه أنكن تمتلكن الكثير من الفضائح على حد قولهم ؟
- هناك من يتحدث بهذه الطريقة والعقلية .. وهناك من يشجعنا ويحمسنا ويقف بجانبنا ولا ينظر بهذه العين .. إذا أردنا التغيير لن ننظر إلى المجتمع من خلال من هم ينظرون للفنانة أو العارضة على أنها جسد مثير دون فكر أو عقل، نصف من كانوا ضدى أو من كانوا يهاجموننى، أصبحوا معى بعد أن أستمعوا لمقابلاتى التليفزيونية وتابعوا حواراتى الصحفية وتعرفوا على نتالى التى تمتلك الفكر والثقافة والتغيير، فأنا لا أمتلك فقط الجسد المثير، وبرنامجى قائم على حقوق المرأة والطفل وآدمية المساجين وتنمية السياحة كمصدر دخل أساسى للبنان، برنامجى ليس برنامجاً شخصياً ولكنه يحتاج لبرلمان بكل نوابه، وإذا لم أنجح فى الانتخابات سأظل أعمل لتحقيق برنامجى لصالح لبنان، خاصة أننا نعيش فى وضع سيئ و على أعتاب مجاعة وأجواء لم نعشها وقت الحرب الاهلية، لا يجب أن نكون جلادين دون أن نرى الانسان ونعطيه الفرصة حتى نحكم عليه.
■ البعض فى بيروت يطالب بنقل جلسات البرلمان اللبنانى على غرار مصر لوصفهم بأن مجلس النواب سيتحول الى ساحة للاثارة ؟
- هذا هو العقل المنغلق الذى يرفض وجود المرأة فى البرلمان، المرأة ليست سلعة للاثارة والمتعة، المرأة الآن فعالة أكثر من الرجل ومن يفكرون بهذه الطريقة يعيشون فى عصر سى السيد.
■ هناك انتقادات تصطحب ترشيحك لكونك أتيت بفريق مجلة «بلاى بوى» الجنسية لتقديم شو أزياء فى بيروت وأتهموكى وقتها بالترويج للدعارة؟
- أفتخر بإحضارى لمجموعة البلاى بوى الى لبنان، البلاك بوى ليسن بنات هوى او عاهرات، وجودهن عاريات عى الغلاف بالمجلة وظيفة، وليس وجودهن على الغلاف بدون ملابس أنهن مومسات، ففى أمريكا هناك مطاعم ومتاجر تحمل هذا الاسم، وأفتخر بتحويلى البلاك بوى لعارضات أزياء فى شو ساعد على تنمية السياحة فى لبنان، ومن قالوا أننى أروج للدعارة بالبلاك بوى متخلفون!
■ هل تأملين يوما ما أن تترشحى لرئاسة الجمهورية بعد الحصول على الخبرة السياسية فى البرلمان؟
- لقد قلت ذلك كنوع من المزحة على اعتبار أننى مسيحية مارونية وهذا المنصب لا يرتقيه سوى المسيحى المارونى، ولكن أكيد حلم أرغب فى تحقيقه فى يوم من الايام ولكن الآن نحن فى الاتجاه للبرلمان
■ ما أهم المشروعات والرسائل التى ستحملينها على عاتقك إذا وصلتى لمقعد مجلس النواب ؟
- برنامجى جاهز، والأولوية فى مشروعى اعطاء المرأة حقوقها وأن يسمح القانون للمرأة اللبنانية المتزوجه من أجنبى أن تعطى الجنسية لابنائها، مثلما من حق الرجل اللبنانى اعطاء الجنسية لابنائه من زوجته الاجنبية، والبرنامج قائم ايضا على المساواة بين الرجل والمرأة فى المعاشات والتأمينات، وقوانين تمنع اتباع العنف مع المرأة، فللمرأة حقوق يجب ان تحصل عليها أهمها التواجد بتمثيل مشرف فى البرلمان لأنها لا تقل فى شىء عن الرجل، وأمتلك ايضا مشروعاً عن الاطفال المشردين فى الشوارع الذين تتم التجارة بفقرهم، برنامجى ايضا لتطوير السجون وتأهيل المساجين، ليكونوا بدلا من أن يخرجوا من السجن أكثر إجراما شخصيات نافعة والنظر فى القوانين التى تسرع فى اصدار الاحكام على من يمتلكون الوساطة فى الوقت الذى ترمى مساجين آخرين بالسنين لحين الفصل فى قضاياهم، فضلا عن النشاط السياحى الذى لا يزايد فيه على أحد، فانا صاحبة مهرجانات سياحية مهمة، كانت مهمتها تسليط الضوء على معالم لبنان.
 

■ لديك فريق عمل سياسى ..هل يقدم لك النصائح .. وهل تطمحين لمنصب وزير السياحة؟
- نعم .. لدى فريق عمل سياسى، يعطونى الدعم المعنوى ويساندونى فى متابعة القضايا التى يجب أن أكون ملمة بها، ومن حقى أن أطمح لمنصب وزيرة السياحة مع احترامى للوزير الحالى، ولكن هناك مشاكل كثيرة الآن اهمها جلب السائحين والترويج السياحى عبر الاعلام و تطوير منظومة الفنادق خاصه أن هناك فوضى فى هذا المجال ومن حقى أن اطمح لهذا المنصب لاننى ضليعة فى السياحة وامتلك الماماً بشكل موسع فيها