الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عماد عبداللطيف: الطاهر شرقاوى مزج الواقع بالحلم والخيال ببراعة




افتتح المركز الثقافى الفرنسى فاعليات برنامج "الكتاب الأول"، بمناقشة رواية "عن الذى يربى حجرا فى بيته" للروائى والقاص الطاهر شرقاوي، بعد قراءة فصل من الرواية، قامت مارى إيلين أفريل هلال أستاذ اللغة العربية بجامعة بوردو الفرنسية، ومديرة قسم تدريس العربية المعاصرة لغير الناطقين بها بالمركز بقراءة فصل مترجم للفرنسية من الرواية.
تكلم الطاهر شرقاوى عن روايته، التى فازت بجائزة أفضل رواية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2013، وعلاقته بالوحدة فى المدينة التى قدم إليها من أرمنت بالأقصر حيث امتزاج الحضارة الفرعونية بالقبطية والإسلامية.
وعن الرواية قال الدكتور عماد عبداللطيف، الذى قدم تحليلاً لغويًا وأدبيًا للرواية، وقرأ فصلاً منها: رواية "عن الذى يربى حجرًا فى بيته" من روايات تيار العقل، وزمن الحدث فى الرواية مكثف جدًا لا يتجاوز اليوم الواحد. وأكمل: تثير الرواية فى نفس القارئ ولنقل مجازًا المشاهد حيرة هل تحكى عن الموضوع التقليدى فى الأدب المصرى ألا وهو الصدمة الحضارية التى يعانى منها أبناء الريف فى المدن الكبرى التى تلتهم أحلامهم ووجودهم وحتى كينونتهم فى أحيان كثيرة أم هى محاولة ابن القرية فى إعادة اكتشاف ذاته داخل عالم المدينة من خلال الحى الذى يعيش فيه ومفرداته؟
وأوضح: تعد الوحدة واغتراب البطل الذى يتماهى بين الراوى والشخصية الرابعة، عن عالمه فى صعيد مصر المحرك الرئيسى فى العمل مما يدفعه إلى خلق عالم يتعلق به فى شقته البسيطة بالمدينة المزدحمة، التى يحرص ألا يؤثثها بالكثير لأنه لا يريد أن يرتبط بمكان واحد، ويصر على الارتحال، فبرزت علاقة الولد بالحجر بسبب الوحدة التى فرضها على نفسه. وصف عبداللطيف الطاهر شرقاوى بالجراح الذى يعكف بمبضعه على تشريح الأحجار فهو يقدم وصفًا دقيقًا لها، كأن الأحجار بشرًا يتغزل فى أوصافهم، ويكتشف القارئ جمال عالم الشرقاوى، الذى اعتبره بـ"أنسنة" غير العاقل كالحجر والقطط والدكك الخشبية فى الحدائق.
وهذا العالم تختلط فيه ثلاثة عوالم، أبدع الطاهر شرقاوى فى مزجها معًا بسلاسة فائقة هى الواقع والحلم والخيال، معتبرًا أن العمل يتماس مع روايات الفانتزيا الواقعية فى أدب أمريكا اللاتينية.
وفى سبيل ذلك يصبح الطاهر شرقاوى مثل القناص الذى ينتظر لحظات الحياة البسيطة، التى قد تمر ولا نشعر بها، لينقض عليها يتأملها ويتوحد معها ويحيك لها مكانًا فى وجدانه ووجدان قارئه، ويحفر بكلماته ولغته التى تتماس وتتقاطع مع اللغة الشعرية وصوره المكثفة  لنفسه مكانة  أصيلة  بين المبدعين المصريين فى الوقت الراهن. وتوقع د.عبد اللطيف أن تصبح شخصية مصاصى الدماء التى يحتار القارئ هل هى خيال أو حلم أو واقعية، شخصية هامة ومحورية فى الإبداع القصصى والروائى الفترة القادمة حيث يصف بها الشرقاوى الأشخاص الذين يستنفدون طاقتنا الإيجابية فى الحياة ويمتصون حيوتننا الإنسانية.