السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انتحار الجماعة سياسياً




أكتب هذه الفضفضة المرتجلة حتى أتنفس هواء جديدا يساعدنى على الصمود فى هذه الازمات المتتالية التى نعيشها مجبورين فى ظل غياب وحدة الـ 18 يوما فى ميادين الثورة حيث يأتى ترشيح المهندس خيرت الشاطر لمنصب رئيس الجمهورية فى ظل اشتباك اخوانى عسكرى على ساحات البيانات الاعلامية وشبكة التواصل الاجتماعى الفيس بوك ربما يدفع المجلس العسكرى أن يتراجع لحساب حكومة اغلبية لحساب عدم الدفع للاخوان بمرشح من داخلها وأيا كان الامر فالإخوان اقر مجلس شوراها هذا الترشح.
 
الإخوان الآن بترشيح المهندس خيرت الشاطر تدخل مشروعها فى دائرة «كن أو لا تكون» و تدخل الجماعة فى مرحلة الانتحار السياسى أو الاخذ بمصر كلها إلى نهضة شاملة .وبهذا تكون الجماعة أمام أمرين أن يتكرر معها تجربة 1954 وتدخل فى دائرة المحن والازمات مع أى تصادم مع المجلس العسكرى أو أى شكل آخر يمكن أن يرتب فى سياق الصدام أو تتجاوز هذا وتستكمل مشروع نهضة على اشبه ما يحدث فى مشروع اردوغان فى تركيا . 
 
الإخوان الآن بترشيح المهندس خيرت الشاطر تصل رسالة قوية للمجلس العسكرى بأنهم قادرون على الصمود فى المشهد لآخر لحظة ورسالة سلبية للقوى السياسية والحزبية أن هناك مزيداً من الاستحواذ والسيطرة ورسالة للشعب المصرى اننا نريد خسارتكم واننا ليس امامنا غير ذلك ورغم ما لاقاه الإخوان فى الساعات الاولى من الترشح من انتقاد الشارع ستتحرك الجماعة وتطلب دعمهم للشاطر .
الإخوان الآن بترشيح المهندس خيرت الشاطر ربما توجه سيناريو عزلة داخلى وخارجى فإخوان الشاطر فى مصر ليس أكرم من إخوان هنية فى فلسطين والعزلة ستزيد من الازمة مع الشعب وهذا صراع يريد الكثير أن يحققه بعد أن كثرت الهتافات للمرة الاولى منذ 30 سنة ضد الإخوان وضد مرشدهم .
 
الإخوان الآن بترشيح المهندس خيرت الشاطر تخطو خطوة مفاجئة للغاية للصف الإخوانى وصادمة للقوى السياسية ورجل الشارع ولم تاخذ هذه المفاجأة وقتا كافيا لتمهيدها وهذا سيأخذ مجهودا كبيرا ومتعبا وربما يكون مؤلما مع خروج قامة مثل كمال الهلباوى لانتقاد قرار ترشح الشاطر وغيرهم من شباب الإخوان وربما يستمر هذا فى التزايد إن لم يكن هناك وضوح رؤية للصف الإخوانى بما يحدث وخلفيات هذا القرار كاملة ودون نقصان لجميع مستويات الإخوان من مؤيد إلى عامل حتى لا تزداد مساحة الرفض التى تزداد لاشك مع مساحة الغموض .
 
الإخوان الآن بترشيح المهندس خيرت الشاطر تؤكد أن الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح كان لديه بعد نظر أو بصيرة عندما اصر على الترشح لحماية الثورة وهو ما أكدته جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة من أن ترشحهم لحماية الثورة وتدعو بما لا يدع مجالا للشك اهمية التأنى فى اتخاذ أى قرار تتخذه خلال الفترة المقبلة بما لا يصدع البنيان التنظيمى وبما لا يخالف منهج التدرج فى بناء الدعوات الذى كان يدعو له الامام المؤسس حسن البنا لأن «أغلبية برلمانية وسعى لتشكيل حكومة وترشح للرئاسة امر مستفز للجميع ويخالف نهجنا التاريخى للجماعة». 
 
الإخوان الآن كان يجب عليها أن تترك المهندس خيرت الشاطر يتفرغ لمهام ادارة ملف تطوير لوائح ونظم الجماعة والملف الاعلامى الذى تعهد به الشاطر أن يتم خلال الفترة المقبلة وهو ما يستمر فيه حتى الآن وحتى ولو العمل كان مؤسسيا والملف سينتقل من هذا الشاطر إلى آخر لا أدرى من هو ولكن ترشيح الشاطر «حرقه» امام الرأى العام أن يعود مرة ثانية فيكون مرشداً عاماً للإخوان وهو ما كان محل اجماع من كثير من ابناء الصف.
 
أعلم تماما أن قرارا مثل هذا الامر وضع الصف الإخوانى فى مأزق لضيق الوقت والدخول فى جدل وتبرير واسعين خلال الفترة القصيرة بعد الترشح ولكن هذا إن لم تستطع الجماعة والحزب أن يقنع به صفه ونوابه للتحرك بشكل مؤسسى وجاد فإن الإخوان بهذا الترشح تزيد مرشحا اسلاميا على المرشحين الحاليين وهذا إن لم تضعه فى حسبان حشدها المتوقع فإن سيناريو نقابة المحامين سيكون حاضراً بقوة، حيث يتم تفتيت اصوات الاسلاميين ونجد مرشحا مدعوما من فلول الحزب الوطنى المنحل أو أى مؤسسة داخل الدولة أو مرشحاً آخر هو الفائز. 
ومن وجهة نظرى هذا يدفع كل القوى السياسية والحزبية والائتلافية والالتراس للاصطفاف خلف فريق رئاسى ربما يكون على رأسه د. عبد المنعم ابوالفتوح كمرشح للتيار الوطنى على أن يكون نائبه الاول حمدين صباحى المحسوب على اليسار بجانب د. ايمن نور المحسوب على الليبراليين أو أى مرشح ثورى آخر ليكون قاعدة شعبية قادرة على الحشد هى الاخرى لنرى انتخابات رئاسية حقيقية لا تقتصر على الاسلاميين والفلول فالاغلبية الصامتة تستطيع أن تغير النتيجة فى أى لحظة ممكنة واعتقد أن الإخوان والحرية والعدالة امامهم فرصة سانحة الآن لإعلان نائبين للشاطر من التيارات السياسية الموجودة بالساحة وما اكثرهم لتهدئة الرأى العام والسعى لتوافق كبير . 
 
وان فشل الاسلاميون فى التوحد أو الالتفاف حول مرشح أو القوى السياسية على مرشح آخر فإن المشهد يضع عمرو موسى فى المقدمة أو عمرو سليمان يليهما المرشحون الاحتياطيون احمد شفيق ومن على شاكلته وعلى نفس مشروعه لنعود مرة ثانية إلى ميادين الثورة أو سجون المخلوع جاهزة .
بقلم حسين القبانى / أحد شباب الجماعة