الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

دعاء محروس: لست انهزامية أو متشائمة والشعر الحقيقى يولد من رحم المعاناة





دعاء محروس شاعرة شابة من الإسكندرية ترفض أن تكون محايدة فى قصائدها، لأن حياد الشاعر يقتل فى داخله الطموح، وهى مشغولة بقضايا الوطن والمجتمع تكتب شعر العامية لأنه الأقرب إلى قلوب الجماهير ولا يحتاج الى وساطة الناقد بين المبدع والمتلقى.
 
 
■ كيف ومتى بدأت علاقتك مع الشعر؟
- بدأت علاقتى بالشعر أثناء المرحلة الثانوية وبدأت بكتابة الشعر الرومانسى الممزوج بمسحة من الحزن، وشيئا فشيئا بدأت أتفاعل مع قضايا الوطن، وحالة التردى التى وصلت إليها مصر قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، وعبرت عن رؤيتى لهذا الوضع فى قصائدى دون خوف حتى قبل تنحى مبارك عن الحكم، وبفضل تشجيع الأهل والاصدقاء زادت ثقتى فى نفسى وموهبتى ، وكان من أبرز العوامل التى صقلت موهبتى الشعرية هو قراءاتى المتعددة التى أثرت تجربتى الشعرية وأنشأت صفحة خاصة بى على الفيس بوك لنشر قصائدى تحت عنوان «عذراً فأنا شاعرة الأحزان»، كما سجلت أشعارى بصوتى على موقع اليوتيوب.
 
■ لماذا أنت شاعرة الأحزان؟
- اخترت هذا اللقب لأن الشعر الحقيقى يولد من رحم المعاناة والألم، وأشعر بالانتماء الحقيقى إلى جيلى _ جيل ثورة 25 يناير – الذى كسر حاجز الخوف، وعلى استعداد للتضحية بروحه من أجل إصلاح الأمور، لكى يحقق نصرا كاملا ضد الرجعية والتخلف والاستبداد، وأنا لست انهزامية أو متشائمة لأنى أؤمن دائما بأن مصر تنجب القادة والمقاتلين والفنانين والعلماء المستنيرين الذين يستطيعون قيادتها إلى العزة والمجد.
 
■ لماذا اخترت شعر العامية فضاء لإبداعك؟
- لأن شعر العامية لا يحتاج لأي شرح أو وساطة من الناقد بين المبدع والمتلقى، وبالتالى يصل الى قلوب الناس بسهولة ويسر، وأنا أفتخر باللهجة الشعبية المصرية لأنى أريد الوصول إلى الناس البسطاء وأخاطبهم وأعبر عن آلامهم وطموحاتهم وأحلامهم، وهذا لن يتأتى إلا من خلال شعر العامية والمهم أن تحمل قصيدتى صوتى المميز، وأنا أعيش تفاصيل الحياة اليومية فى مدينتى الإسكندرية، وقد انعكس هذا بشكل واضح على الكثير من قصائدى التى أستخدم فيها تفاصيل حياتى اليومية، وهذا لن يتحقق إلا من خلال شخصية الشاعر الذى يعيش بين الناس.
 
■ كيف تنظرين إلى الوضع الثقافى فى مصر الآن؟
- الوضع الثقافى فى مصر الآن يعانى من الترهل، حيث تحول العديد من الكتاب والمبدعين إلى مرتزقة، ويتلونون طبقا لتغيير السلطة، وينقلبون على أفكارهم من أجل الحصول على مغانم ومكاسب زائلة ، كما  أن الثقافة مهمشة الآن ولا تلقى الاهتمام الكافى من الدولة وهناك تضييق على حرية الإبداع والتعبير ولابد أن يدرك المسئولون أن الثقافة هى قاطرة التقدم فى أى مجتمع، وأن كان هناك بعض الأنشطة هنا أو هناك إلا أنه من الواضح هناك اهمال من قبل الدولة تجاه المبدعين فى الأقاليم الذين لا تتوافر لهم فرص النشر والمشاركة فى المؤتمرات الأدبية التى يتمتع بها أبناء العاصمة.
 
■ ما المخرج من هذا المأزق؟
- لابد أن تتبنى المؤسسات الثقافية فى مصر أبناء جيلى وتدرس قضاياه وأفكاره، هذا الجيل الذى أمسك بزمام الثورة، وانطلقت خلفه حشود الجماهير لإسقاط النظام السابق، ولابد من احتضان القوى الثورية فى المجتمع لأن فى هذا تجديدا لشباب السلطة قبل أن يكون تجديدا لشباب مصر.
 
■ ما القضية التى تشغلك طوال الوقت؟
- قضية الحرية والنهوض بهذا الوطن، مصر هى التى علمت شعوب الأرض قيم الاستقرار والتحضر والاستنارة، ولن تسقط مصر أبدا إن شاء الله، ودور الشعر دائما هو رفض الواقع ودوره استنهاض قيم التقدم فى نفوس الناس.