الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القاص مصطفى سيف: كتاباتى محاولة لترميم الشخصية المصرية من العطب





 
مصطفى سيف كاتب قصة شاب من محافظة قنا، بدأ رحلته مع الكتابة أثناء المرحلة الجامعية وكانت كتاباته تبشر بكاتب واعد، وكتاباته تحاول إصلاح عطب النفوس من الداخل، حتى ترتقى فى مدارج التقدم، صدر له مجموعة قصصية بعنوان «ضوء أسود».
 
 
■ كيف ومتى بدأت رحلتك مع الكتابة؟
- بدأت رحلتى مع الكتابة منذ الصغر، حيث بدأت حياتى بكتابة الشعر المقفى، طوال فترة المرحلة الثانوية، وتوقفت تماما عن الكتابة خلال المرحلة الجامعية، ولكن حدث تطور غريب حيث قبل انتهاء السنة الدراسية الأخيرة بقليل قرر مجموعة من أصدقائى إصدار مجلة أدبية لنشر إبداعات الكتاب الشباب، وطلبوا منى إعطاءهم أحد نصوصى، فقدمت لهم قصة قصيرة بعنوان «نداء الحرية» ونالت إعجابهم ودهشتهم فى نفس الوقت، لأن القصة كانت شبه مكتملة الأركان والتقنيات الفنية لشاب مازال يحبو على مدارج الإبداع، وهذا حمسنى لمواصلة مشوار الكتابة وبعد التخرج بفترة وجيزة دخلت إلى العالم الافتراضى، وأصبحت نزيلا لدى الشبكة العنكبوتية وأنشأت مدونة بعنوان «طير الرماد» حيث أصبحت متنفسا لكتابة أفكارى ورؤيتى لمجتمعى والأحداث من حولى والتواصل مع الآخرين بشكل منتظم.
 
■ «ضوء أسود» هو عنوان أولى مجموعاتك القصصية، والعنوان إشكالى ومتناقض.. لماذا اخترت هذا العنوان؟
- حياتنا بالأساس تقوم على التناقض، والتقابل بين الثنائيات المتضادة: النور والظلام، الحق والباطل، التقدم والتخلف.. الخ، وهذه نظرة صوفية للوجود، واخترت ضوء أسود لأنه يشكل الخيط الأساسى الذى تدور حوله قصص المجموعة، هذا الضوء الذى يأسرنا فى المادة، أو يلهمنا الضوء الحقيقى ويجب أن نلمسه ونرى من خلاله، وهو نور الروح، وشعاع البصيرة.. الضوء هو ذلك المؤثر الذى يسقط على الأشياء فتراها العيون بعد انعكاسه على الاجسام المعتمة كما درسنا فى علم الفيزياء، .نعم هذا الضوء المادى الأسود الذى يأسرنا وندور فى فلكه، ويكاد يدمر أرواحنا، أما الضوء الحقيقى فهو الذى ينبع من ذواتنا عبر عيوننا، فنرى به الأشياء من داخلنا.
 
■ ما القضية التى تشغلك فى كتاباتك؟
- تشغلنى النفس الإنسانية وما تمر به من أسرار ومكنونات لأنى أعتقد أن إصلاح الإنسان يبدأ من الداخل أولا، والشخصية المصرية أصابها تشوهات ونتوءات جسيمة خلال السنوات الأخيرة وكتاباتى تحاول إعادة ترميم الشخصية المصرية التى شوهتها السياسة وأحرقتها الظروف والمتغيرات المتلاحقة عن طريق تحريرها من الشوائب العالقة بها، ولابد من إصلاح قاعدة الهرم أولا قبل التفكير فى تغيير القمة، ونحن نحتاج إلى المثقف الحقيقى المستنير كى يبادر ويمسك بزمام الأمور من أجل النهوض بالفرد وترسيخ روح البناء والإرادة والتصميم وامتلاك الأدوات النبيلة للانفتاح على الآخر مع التمسك بثوابتنا فى نفس الوقت.
 

 
■ ما أبرز المشكلات التى تواجه كتاب الأقاليم؟
- كتاب الأقاليم يعانون ظروفا صعبة سواء من حيث الاهتمام بأمور الثقافة أو تدهور الأحوال المعيشية الصعبة، وأصبحت الكتابة لديهم نوعا من الترف الذى لا طائل من ورائه، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى القارئ لأن فرص النشر تكاد تكون منعدمة، ونحن بحاجة إلى أن يتعرف القارئ المصرى والعربى على أفكارنا ومعارفنا، وآدابنا، ولابد من رعاية مؤسسات ثقافية جادة ومتخصصة، يديرها خبراء يحملون هدفا ساميا وغرضا نبيلا من أجل النهوض بالحياة الثقافية فى ربوع مصر.