الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لبنى عبدالعزيز تفتح صندوق ذكرياتها لـ«روزاليوسف»:فضلت «الأطرش» على «حليم».. فحرض ضدى النقاد




«المكان دائمًا يعكس شخصية صاحبه» هذه المقولة تنطبق بكل ما تحمل من معنى على الفنانة لبنى عبدالعزيز... فبمجرد أن تدخل بيتها تشعر بالهدوء والسكينة فهى شخصية حالمة ورقيقة وهذا واضح من خلال بساطة الأثاث الذى جمع بين الجمال والأصالة فمن خلال الصالون الذى حاورتها فيه لفت نظرى بورتريه كبير مرسوم بريشة الفنان صلاح طاهر أهداه لها فى بداية حياتها وهى طالبة فى الجامعة الأمريكية ومازالت محتفظة به وبخلاف ذلك فإن كل الصور الموجودة فى المكان جماعية شاركها فيها أحبابها سواء من الأسرة أو من الأصدقاء والتى تلخص فيهم مشوارها الطويل منذ أن كانت طفلة وحتى أصبحت جدة. وقد خصتنا بصور عائلية تنشر لأول مرة وفتحت لنا أرشيف ذكرياتها التى جمعتها مع ساسة ومفكرين وفنانين ترويها لأول مرة وعلاقتها بزوجها وأحفادها واعتزازها بلقب أم البنات وكيف قبلت زواج بناتها من رجال مسيحيين أشهروا إسلامهم وأسرار كثيرة يرصدها الحوار التالى:
 
■ أبدأ من محطة مبكرة جدًا فى حياتك عندما كان عمرك 17 سنة وحاورتى الرؤساء محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات.. حدثينا عن ذكرياتك مع هذه الشخصيات؟
- كما تعلمين أننى بدأت مذيعة فى ركن الأطفال بالإذاعة وذلك قبل التحاقى بالجامعة الأمريكية وكنت أصغر مذيعة فى الإذاعة فى هذا الوقت حيث قدمت العديد من البرامج مثل «شخصية الأسبوع» و«بورتريه» وأثناء تسجيلى لأحد برامج الأطفال علمت أن الرئيس محمد نجيب موجود فى الإذاعة فحاولت مقابلته إلا أن الأمن رفض وعندما رفعت صوتى وسمعنى الرئيس وهو داخل الاستوديو دخلونى له وطلبت منه وقتها أن يقول كلمة للأطفال بمناسبة أعياد الكريسماس فرحب جدًا ووصفنى «بالشقية» واكتشفت أنه لطيف وطيب جدًا وبعد هذه المقابلة بشهور أجريت معه حوارًا للإذاعة وكنت أصغر مذيعة تحاور رئيس الجمهورية.
 
■  وماذا عن جمال عبدالناصر؟
- أنا اعتبر نفسى ناصرية الهوى فعندما قامت الثورة كان عمرى وقتها 10 سنوات وتفتحت عينى على ثورة 23 يوليو والمشروع الناصرى فقد غير عبدالناصر نظرة الغرب لنا ورنين كلامه وقراراته يسمع فى كل أنحاء العالم بعد أن كان السمعة المعروفة عن مصر بأنه يحكمها ملك فاسد.
 
■ يقال أنه كان يرعاكى فنيًا.. فما تعليقك على ذلك؟
- هو كان يرعى الفن بصفة عامة وليس اهتمامًا خاصًا بشخصى لكنه دائمًا عندما كنت ألقاه يقول لى «يا شقية» وأذكر أن رئيس التليفزيون الأسبق أمين حماد قال لى أن الرئيس عبدالناصر يريد منى تقديم برنامج تليفزيونى فى بداية نشأة التليفزيون لكنى اعتذرت لأنى أعشق الإذاعة واعتبرها بيتى الذى نشأت فيه.
 
■  وكيف كان لقاءك بالرئيس السادات؟
- أنا التقيت به عدة مرات بدأت وأنا مذيعة إذاعة وكان وقتها عضو فى مجلس قيادة الثورة وأذكر أنه أثناء إجرائى للحوار نادى ابنته لبنى لكى تتعلم منى وبعد أن أصبحت ممثلة التقيت به فى بعض الاحتفالات وكان آخر مرة قابلته فيها بعد سفرى واعتزالى وهذه المقابلة كانت بالصدفة فى عشاء خاص فى البيت الأبيض أقامه الرئيس الأمريكى كارتر للسادات وأسرته وعندما شاهدنى السادات وزوجته السيدة جيهان وبناته سلموا علىَّ وسألونى عن أحوالى وهل سأعود للتمثيل مرة أخرى أم لا لدرجة أن كارتر تعجب من حرارة معاملته لى خاصة أنه لا يعرفنى كممثلة.
 
■ وما ذكرياتك مع أول فيلم سينمائى شاركتى فيه وهو «الوسادة الخالية»؟
- هناك شخصيات كانت سببًا فى دخولى التمثيل هما صلاح أبو سيف وإحسان عبد القدوس والاثنان عرفونى من خلال مسرح الجامعة الأمريكية ومن خلال والدى الذى كان يعمل صحفيًا فقد كنت عاشقة للمسرح العالمى ولا أعرف شيئًا عن الفنانين المصريين حتى عبدالحليم حافظ وعندما وافقت على الوسادة الخالية طلب منى صلاح أبو سيف مشاهدة آخر أفلامه لأعرف أسلوبه فى التمثيل وأذكر أنه كان فيلم «شباب امرأة» وأعجبت به جدًا ومن هنا بدأت أتابع السينما المصرية حيث أحببت جدًا «الراهبة» لهند رستم و«جميلة بوحريد» لماجدة الصباحى.
 
ليلة زفافها
 
■ وكيف كانت علاقتك بالوسط الفنى قبل سفرك؟
- علاقة جيدة فأنا لست اجتماعية ولا أحب الاختلاط أو جو الحفلات، ودائمًا كانوا يتهموننى بالغرور لكن الموضوع أنى أحب الوحدة وعلاقتى كانت أكثر بالكتاب والصحفيين خاصة فى صالونات إحسان عبدالقدوس حتى عبدالحليم حافظ قابلته فى بيت تماضر توفيق المذيعة.
 
■ هل صحيح أن عبدالحليم غضب منك عندما قدمتى فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» مع فريد الأطرش؟
- فعلاً لأنه فى هذا التوقيت كان يريدنى أن أشاركه أحد أفلامه لكنى اعتذرت بسبب فيلم فريد وأتذكر أنه قاد حملة هجوم قبل بداية تصوير الفيلم وكان يحرض نقادًا وصحفيين لكى يهاجمونى ومنهم إحسان عبدالقدوس وهذا من منطلق غيرته فنيًا على أفلامى لدرجة أنه فى يوم عزمنى على السينما هو وصلاح أبو سيف وكان فيلم لفريد الأطرش وطول مشاهدتى للفيلم كان يؤكد لى أن فريد الأطرش سيكرر نفسه فى فيلمى معه ولن يقدم جديدًا لكنى كنت مصرة وبالفعل نجح الفيلم.
 
■ قدمت مع رشدى أباظة خمسة أفلام أبرزها «آه من حواء» و«عروس النيل». حديثنا عن ذكرياتك معه؟
- رشدى من أكثر الفنانين الذى عمل فى مقالب حتى أكثر من عبدالحليم فقد كان يتمتع بخفة ظل وروح حلوة وصعب أجد شخصًا مثله فدائما أول يوم تصوير لابد أن أجد غرفتى مليئة بالورد ولا أنسى مقلباً عمله فى بالاشتراك مع فطين عبد الوهاب أثناء تصوير «آه من حواء» عندما كنت أمثل مشهداً وأنا أحاول أطفش عريس تقدم لى وتركونى أحرك أنفى وحواجبى نصف ساعة دون أن يوقفوا التصوير وهما ميتين من الضحك خلف الكاميرا.
 
■ وهل هناك أفلام قدمتها مجاملة لأصحابها؟
- هناك فيلمان شاركت فيهما كضيفة شرف أحدهما مع الفنانة شادية التى أكن لها كل احترام وتقدير وكنت فى هذا الفيلم اجسد دور ابنتها والفيلم الثانى هو «أدهم الشرقاوى» الذى يعد أول بطولة مطلقة لعبدالله غيث وأردت مساعدته فى بداية طريقه ونجح هذا الفيلم واعتقد من أهم اسرار نجاحه هو أغانى حليم.
 
 
مع حفيدتها دينا
 
■ وكيف كانت طبيعة علاقتك بالفنانة شادية؟
- شادية من أطيب الشخصيات التى قابلتها فى الوسط الفنى وأذكر أول مرة كلمتنى فيها بعد فيلم «الوسادة الخالية» التى كانت مرشحة له هى وفاتن حمامة وقالت لى بالنص «أنتى قدمتى الدور أحسن ما كنت هقدمه» وانتى حققتى شهرة ونجومية لم يحققها وجه جديد من قبل وهذه الكلمات اعتز بها جدا وهذا ما جعلنى أوافق مشاركتها كضيفة شرف فى أحد اعمالها.
 
■ فيلم «واسلاماه» من أهم المحطات فى تاريخك ما ذكرياتك مع هذا العمل؟
- أنا اعتز جدا بفيلم «واسلاماه» لأنه فيلم يوضح عظمة الإسلام والمسلمين وصرف عليه بشكل جيد والشركة الايطالية التى انتجته لم تبخل عليه بأى شىء حيث أتت بكاتب سيناريو ومخرج امريكى حاصلان على الأوسكار وصمم الملابس له شادى عبد السلام وتم ترجمته للغة الايطالية وعرض هناك ولا أنسى رد فعل الاجانب أثناء عرضه خاصة مشهد هجوم التتار على المسلمين أثناء الصلاة حيث صفق له الجمهور الايطالى بشدة وهذا يجعلنى أتساءل أين الفيلم الاسلامى ونحن نعيش فى ظل حكومة اسلامية وحكم اسلامى حتى نصحح للغرب المفهوم الخاطئ عن المسلمين الذين يصفونهم بالارهاب والتطرف.
 
■ وهل لو الإخوان انتجوا فيلمًا إسلاميًا من الممكن أن توافقين على المشاركة فيه؟
- وما المانع فأنا أنظر للدور ومستوى الفيلم وليس لمصدر التمويل وكل ما اتمناه أن أكمل المشوار الذى بدأته فى فيلم «واسلاماه» كما اتمنى من الموجودين فى السلطة محاولة تقريب المسيحيين للمسلمين ويعيدون ترابطهم حتى نثبت لهم أن المسلمين اقرب لهم من اليهود.
 
■ هل فكرتى أن تتركى مصر وتستقرى فى امريكا بسبب الاضطرابات فى الشارع؟
- منذ عودتى أنا وزوجى رحمه الله ونحن قررنا ألا نترك بلدنا مرة أخرى وأن نعيش ونموت فيها وعندما قامت الثورة كانوا بناتى يلححن أن أعود لأمريكا لأنهن خائفات على خاصة بعد أن رأين مشهد سحل المواطن «حمادة» لكنى رفضت وقلت لهن «لن يصبنا إلا ما كتب الله لنا» صحيح المصريون اصيبوا بخيبة أمل لأن الثورة لم تحقق شيئًا حتى الآن بل عدنا خطوات للخلف.
 
مع حفيدتها مريم
 
■  وكيف ترين الهجوم على الاعلاميين والفنانين من جانب بعض التيارات الإسلامية؟
- هذه مأساة فالفن علامة الحضارة والاعلام مرآة للمجتمع ولا يوجد بلد فى العالم لا يتم فيها نقد رئيس الجمهورية بما فيهم أمريكا سواء النقد الصريح أو البرامج الساخرة فالإخوان تجاوزا الحدود.
 
■ الأسرة هى من أهم المحطات فى حياتك والتى ضحيتى بالفن من أجلها حديثنا عنها وعن بناتك واحفادك؟
- اسرتى هى أهم شىء حققته فى حياتى ولست نادمة على تركى الفن والسفر مع زوجى وتكوين هذه الحياة الدافئة والحمد لله رزقنى الله ببنتين هما مريم ونادين وقمت بتربيتهما كما ربتنى أمى وجدتى على الأخلاق وطريق اللبس والكلام مع الآخرين وبعض المقربين منى اتهمونى بالرجعية لأنى اتعامل بتفكير جدتى لكن ثبت بعد ذلك  صحة تفكيرى.
 
■ وهل ورثت بناتك عنك حب الفن؟
- نعم فمريم ابنتى الكبرى تحب التمثيل ولكنها هواية فقط ورفضت الاحتراف واختارت أن تعمل مذيعة فى احدى المحطات الأمريكية لكنها الآن تركت العمل وانشغلت بالأسرة أما نادين فهى تعمل فى مجال الجرافيك.
 
■وماذا عن أحفادك؟
- لدى ثلاثة حفيدات هن مريم وسارة ودينا الذى اعتبرهم كل حياتى وهن يكلمونى كل يوم فى التليفون.
 

لبنى عبد العزيز مع محررة "روز اليوسف"
 
■ هل صحيح أن ابنتاك متزوجان من أمريكان اشهرا  اسلامهما؟
- نعم هذا صحيح ولا اعتبر هناك عيباً فى ذلك فهما اشهرا اسلامهما بالقنصلية المصرية وأخذا دروسًا عن الاسلام ومرا بكل المراحل التى تقربهما من الاسلام واذكر أن أثناء عقد قران ابنتى فى القنصلية المأذون مزح وقال من حقك الآن تتزوج اربعة وبعد الزواج اصبحا ابنائى ويحبونى أكثر من أمهاتهما.
 
■ وأخيرا كيف تقضين يومك خاصة بعد وفاة زوجك الدكتور اسماعيل برادة؟
- ما بين القراءة وكتابة مقالاتى فى الأهرام وكلى وبرنامج الاذاعة.