الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«البهنسا».. مدينة التاريخ والشهداء انهيار تام فى المرافق وتنقيب عشوائى عن الآثار




 
البهنسا مدينة الشهداء والبقيع الثانى الذى يوارى ثراه رفات العديد من الصحابة الذين قضوا نحبهم فى إحدى معارك الفتح الاسلامى لمصر.
 
هذه المدينة التى تبعد عن مركز بنى مزار فى محافظة المنيا 16 كيلو مترا ناحية الغرب تفقد الآن الكثير من الثروات بسبب الإهمال والتنقيب العشوائى والمستمر للمواطنين عن الآثار فى منطقة تجمع كل العصو
حيث استغل البلطجية وبعض الأهالى حالة الانفلات الأمنى الذى تعيشه البلاد، ورغبتهم السريعة فى الثراء فى انتشار عمليات البحث والتنقيب دون التفكير فى أضرار ذلك من ضياع ثروة كبيرة من الآثار الإسلامية والفرعونية والقبطية والرومانية.
 
يعود تاريخ البهنسا للأسرة الـ 26 من عهد الأسرات الفرعونية وهى إحدى محطات رحلة العائلة المقدسة بمصر حيث استظلت بها مريم العذراء والسيد المسيح تحت شجرة سميت بشجرة مريم، وتعد البهنسا شاهد عيان على تاريخ الفتح الإسلامى لمصر فبها البقيع الثانى بعد مكة، وبها عدد كبير من المعابد اليونانية التى أقامها الرومان أثناء تواجدهم.
 
ويؤكد شهود عيان من ساكنى القرى القريبة من البهنسا قدوم أشخاص من خارج المنطقة فى فترات متأخرة من الليل دون مبرر حتى أن حادث مذبحة بنى مزار الشهير الذى وقع فى عام 2005 روج البعض حدوثه بسبب الآثار وقيام دجال مغربى باستخدام دماء الضحايا لفتح كنز أومقبرة بمنطقة البهنسا.
 
ورغم الحديث الطويل عن خطط وزارة السياحة بالاهتمام بالمنطقة وتطويرها ورصد ملايين الجنيهات لتطويرها خاصة أنها منطقة تجمع 5 عصور تاريخية إلا أنها كلها خطط لا تنفذ، إلا على الورق فقط حتى أصبحت البهنسا بعيدة عن اهتمام مسئولى السياحة والآثار معا.
 
يقول على محمود من أهالى قرية البهنسا إنه رغم ما أصاب السياحة من تدهور إلا أنك تجد تلك المنطقة من أكثر المناطق التى تشهد رواجا سياحيا داخليا خاصة من النساء أو الفتيات بمنطقة السبع بنات واللاتى يأتين للبهنسا من أجل الإنجاب أو الزواج بالدحرجة من أعلى المنطقة ثم المرور على البئر 7 مرات.
 
ويشتكى سلامة موسى مسئول الآثار الاسلامية بالبهنسا من الاعتداءات المستمرة على الاراضى الأثرية بالمنطقة والتى يتم البناء عليها بشكل عشوائى خاصة بعد الثورة بالمنطقة المجاورة لقبة سيدى أبوسمرة وبعض الجبانات والاضرحة الاخرى، ويخشى سلامة من أن يمتد ذلك الى مناطق اثرية اخرى فى ظل وجود حالة من الفوضى والانفلات الامنى.
 
ويلفت مسلم محمد أحد سكان البهنسا الى أن هناك حفراً وتنقيباً مستمرة عن الاثار فى المنطقة الأثرية بالقرية من جانب بعض الاهالى الطامحين فى الثراء السريع أو اللصوص، وتجد روايات محاولات بعض المواطنين عن التنقيب عن الآثار كثيرة فهناك من يقول إن هناك أشخاصا يحفرون ويحاولون دخول بعض السراديب التى يتم حفرها ويموتون بداخلها أو يختفون أو ينهار عليهم السرداب،  وشخص آخر اغتنى من التجارة فى آثار تلك المنطقة خاصة الآثار الفرعونية أو الرومانية أما الآثار الاسلامية والقبطية فهى مزارات معروفة ومقابر ولا تسرق.
 
ويؤكد عيد رمضان من بنى مزار وأحد المترددين عليها أن يوم الجمعة يوم معروف كأنه مولد أسبوعى خاصة بمقام سيدى العارف بالله على الجمام.