الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فأما اليتيم فلا تقهر»




تمر السنوات ولكن تبقى هناك مناسبات وأيام لا تنسى، واحتفالات ننتظرها من عام لآخر، نجدد فيها الأمل وتترابط فيها أواصر المحبة. نحتفل معا فى أول جمعة من شهر أبريل من كل عام بيوم عزيز علينا ألا وهو يوم اليتيم، وهنا لا أقصد من فقد الوالد والسند، وإنما كل من يحمل هوية مجهول النسب وكل من يعانى أبوة جاحدة، وكل من خرج ليواجه حياته ولم يجد له أباً رحيماً أو أما حانية.
 
إن ألم اليتيم لا يمكن أن نعبر عنه بكلمات، ولا أحد يستطيع أن يصفه إلا من عاشه وشعر به، لقد قدم الإسلام الأيتام للمجتمع فى أفضل صورة شهدتها الإنسانية وأشادت بها كل المجتمعات الحضارية، فهو لم يقدم على أنها شريحة اجتماعية أقل قدراً من غيرهم، بل رسم لهم صورة إيمانية تسمو على كل الارتباطاتالمادية والدنيوية، يقول تعالى: «وإن تخالطوهم فإخوانكم».
 
عظيم أن نحتفل كلنا بالأيتام ويتم تكريمهم فى يومهم هذا، وتقام من أجلهم العديد من الأنشطة الترفيهية والاجتماعية، لكن من المؤسف أن تنتهى صلاتنا ومودتنا بانتهاء هذا اليوم، ويغفل الكثير من الناس والذين شغلتهم أموالهم وبنوهم عن دوام القرب منهم وإكرامهم وتخفيف معاناتهم ورسم الابتسامة على هذه الوجوه الصغيرة.
 
يتعامل كثير منا مع واجبه نحو الأيتام من الناحية المادية فقط ويكتفى بمبلغ شهرى يدفعه إلى إحدى الجمعيات التى تكفل الأيتام، ويعتقد فى نفسه أنه بذلك قد أدى واجبه وما عليه، ناسياً من غير قصد بأننا لو دفعنا كل أموال الدنيا ليتيم واحد فقط فلن يعوضه ذلك عن فقد والديه أو أحدهما، وأن الأديان السماوية لم تطالبنا فقط بالكفالة المادية بقدر ما حثتنا على الجانبين النفسى والمعنوى.
 
لذا يجب علينا جميعا الاستمرار فى البحث عنالأيتام ومتابعتهم ومعرفة أحوالهم أولاً بأول ومساندتهم وكفالتهم ماديا ومعنويا قدر المستطاع، وعلى مؤسسات المجتمع المدنى المعنية والجهات المختصة بالدولة الاهتمام برعاية الأطفال الذين يجوبون الشوارع ويتسولون الطعام والمأوى وذلك لانقاذهم ومنع تحولهم إلى مجرمين وتوفير الأمن والأمان لهم بأماكن تؤويهم ومدارس تعيد تأهيلهم حتى يصبحوا صالحين لأنفسهم ولمجتمعهم.
 
إننا لا نريد أن نتظاهر بأشياء نتكلم عنها فقط، ويكون واقعنا مخالفا تماما، ولابد أن نتساءل عن عدد الأسر ذات العائد الواحد، وماذا قدمنا لهم بجانب تلك الاحتفالات، ولا أدرى كيف يكون عندنا يتيم محتاج فى ظل الاعداد الفلكية للجمعيات الأهلية، وللأسف لا تجد منها من يقوم برعاية هذه الفئة الخاصة بحق سوى القليل، بل ماذا تفعل الدولة رسميا لليتيم على مستوى التعليم والرعاية الصحية، وكم مؤسسة تعليمية تقوم بفعل حقيقى تجاه هؤلاء الأيتام، لذا يحزننى أن أقول إننا بحق لا نعرف حتى الآن ماذا يحتاج اليتيم؟
 
[email protected]