الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المكاسب الاستراتيجية التى منحها «الإخوان» لإسرائيل





استطاعت إسرائيل من خلال وصول جماعة « الإخوان المسلمين» لسدة الحكم فى مصر تحقيق عدد من الانجازات الاستراتيجية المهمة لها، سواء على الصعيد الأمنى أو السياسي، وتعد أول وأهم المصالح الإسرائيلية التى تحققت خلال عهد الرئيس «محمد مرسي» – من الناحية الأمنية - هدم أنفاق التهريب بين غزة وسيناء، والتى طالما طالبت إسرائيل من النظام السابق هدمها واتهمته بالتواطؤ فى تهريب الأسلحة للقطاع، هذا ما أكده الكاتب الإسرائيلى «أورى هايتنر» فى صحيفة «يسرائيل هايوم»، ورأى أن «مرسي» فعل ما كان يرفض «مبارك» فعله.
كذلك نجح «الإخوان» فى إبعاد حركة «حماس» – الابن الشرعى للجماعة – عن الحليف الإيراني، والذى يعتبر التهديد الوجودى الأول على إسرائيل، فقد كان القلق يسود إسرائيل بسبب التقارب بين حماس وطهران، وتهريب الأسلحة المتطورة لحماس، أيضاً استطاع «الإخوان» إبعادهم عن النظام السورى المدعوم من إيران،  مستغلة أحداث الثورة ضد الرئيس «بشار الأسد» .
على الصعيد السياسي، منح الإخوان لإسرائيل اعترافهم باتفاقية السلام مع إسرائيل والإعلان عن الالتزام بها، بالرغم من رفضهم السابق لها والمطالب بإلغائها أو تعديلها. أيضاً إبعاد مصر عن دورها الرائد فى قيادة الدول العربية ، وذلك عن طريق الخصومات والخلافات التى نشبت بين الدولة المصرية تحت حكم الإخوان وبين عدد من الدول، وفى مقدمتها السعودية، خاصة فى الوقت الذى نشبت فيه خلافات مع الإمارات.
بالإضافة إلى تأثير هذا التقارب على العلاقات مع واشنطن، ويلاحظ تغاضى الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» عن زيارة القاهرة فى أولى جولاته الخارجية خلال ولايته الثانية، وهو عكس ما قام به خلال ولايته الأولى، وعن القضية الفلسطينية، فقد دعم الإخوان المسلمين «حماس» أمام حركة «فتح»، وهو ما تسبب فى زيادة الصدع بين الطرفين، وزادت فيه اتهامات مسئولين فى السلطة الفلسطينية لحماس بإفشال محادثات الوفاق والمصالحة، فالخلاف بين الطرفين هو أحد أهم وأكبر الإنجازات السياسية التى يمكن لإسرائيل تحقيقها، وهو ما يبعد ملف الدولة الفلسطينية عن طاولة المحادثات.