الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الحماية المدنية تخمد حريق «محكمة جنوب القاهرة» بعد ساعتين





 
 
أكد نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية اللواء سيف عبدالبارى أن الحريق الذى اندلع أمس فى مبنى محكمة جنوب القاهرة الابتدائية بباب الخلق، أدى إلى احتراق الطابق الثالث بالكامل نظرا لأنه من الخشب، وأوضح أن  المحافظة قررت تشكيل لجنة هندسية من الإدارة الهندسية لحى وسط القاهرة لمعاينة موقع الحريق بعد تدمير الطابق الثالث.
وقال رئيس حى وسط القاهرة اللواء صلاح عبد المعز إن اللجان ستبدأ عملها بعد انتهاء أعمال قوات الحماية المدنية من أعمالها وانتهاء عمليات تبريد المبنى والتأكد من عدم إمكانية تجدد الحرائق مرة أخرى.
 
 
 
وقام العاملون بحى وسط القاهرة بغلق مكاتب المحكمة فى محاولة من أي عمليات عبث يمكن أن تتم خلال انشغال الجهات المعنية بعمليات الإطفاء.
وتم نقل خزينة المحكمة إلى أحد البنوك فى وسيلة لتأمينها، حيث يوجد بها مبلغ كبير من المال.
وذكر مسئولون فى موقع الحادث أن الطابق يحتوى على ملفات نيابة وسط القاهرة ونيابة الأموال العامة وكذلك ملفات تحقيقات أحداث التحرير وأحداث المقطم ومحمد محمود والأولتراس، وكانت النيران قد تجددت مرة أخرى بعد إطفائها نتيجة إمساك النيران بكمرات الحديد نظرا لأن السقف من الخشب.
كان فريق نيابة الدرب الأحمر قد انتقل أمس لمعاينة موقع الحريق الذى تمكن رجال المطافئ من اخماده ولم تنتج أى إصابات أو خسائر فى الأرواح، وبحسب تصريح اللواء عبدالعزيز توفيق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، فقد توجهت 12 سيارة اطفاء  و2 سلم هيدروليكى لمحاصرة النيران التى نشبت بخمسة مكاتب إدارية، وأوضح توفيق أن رجال الحماية المدنية واجهوا صعوبة فى اخماد الحريق على مدى أكثر من ساعتين لضيق الشارع المجاور لمقر المحكمة من جانب احتواء الطابق الثالث على مكاتب خشية، يذكر أن المحكمة قد اصدرت العديد من الأحكام التاريخية التى شغلت الرأى العام مثل قضية محاكمة الرئيس الراحل محمد أنور السادات التى عقدت فى قاعة (6) بالدور الأرضي.
 وتحكى قصة المحاكمة لوحة جدارية رخامية علقت على حائط القاعة تشهد بأنه فى  عام 1948 وبعد 30 شهرا من الحبس الاحتياطى شهدت هذه القاعة محاكمة أنور  السادات.
 ونفر من شباب مصر متهمين بمقاومة الاستعمار وترأس المحكمة المستشار عبداللطيف محمد وبرأت المحكمة السادات وآخرين، وفى 10 أكتوبر 1977 جاء السادات إلى القاعة نفسها بصفته رئيسًا للمجلس الأعلى للهيئات القضائية ليعقد فيها أول جلسة له مع المجلس برئاسته ، حيث قام فى البداية بشرح تفصيلى بمشاهد محاكمته وأماكن تواجد المستشارين على المنصة وكذلك المكان الذى كان يقف به داخل قفص الاتهام.
وعلى مدار السنوات الماضية شهدت قاعات المحكمة محاكمات مهمة شغلت الرأى العام مثل قضية أحداث 1977، وقضية الجاسوس عزام عزام ، وكذلك شريف الفيلالي، وقضية نواب القروض وعدد كبير من قضايا رجال الأعمال آخرها حسام أبوالفتوح ، وقضية الدكتور يوسف والى وزير الزراعة الأسبق ضد جريدة الشعب وقضية مركز ابن خلدون.
كما شهدت قضايا رئيس قطاع الأخبار الأسبق محمد الوكيل ، والشواذ ، والآثار الكبرى ، ورئيس حزب الغد أيمن نور ، ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى ومحسن السكرى الخاصة بمقتل الفنانة سوزان تميم ، وربما يرجع استئثارها بأغلب قضايا الرأى العام والمشاهير إلى قربها من مديرية أمن القاهرة وإمكانية تأمينها جيدًا وبعدها إلى حد ما عن وسط القاهرة.
وداخل قاعات محكمة جنوب وطرقاتها تسمع يوميًا اختلاط أصوات الزغاريد الفرحة بأحكام براءة من صراخ من أحيلت أوراقهم إلى المفتى، أو تقضى المحكمة عليهم بالسجن المشدد.
وقاعات وغرف المحكمة وطرقاتها كانت مضربًا للأمثال بروعة زخارفها وهدوئها واتساعها، ومع ذلك تحولت إلى ممرات مختنقة لا تحتمل روادها.