السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الوزير يشكل لجنة لتقييم المهرجان وإيجاد حلول قبل الختام





 
 
 
قرر وزير الثقافة محمد صابر عرب تشكيل لجنة من كبار المسرحيين لتقييم أداء المهرجان القومى للمسرح فى دورته السادسة وذلك بعد الأزمات التى واجهها المهرجان سواء المتعلقة باستبعاد عروض متميزة أو إقصاء للمسرحيين المعارضين له وآخر واقعة كانت منعهم من حضور حفل الافتتاح ومن المنتظر أن تنهى هذه اللجنة عملها قبل يوم الختام، وهو اليوم الذى سبق وتوعد فيه المسرحيون الشباب المستبعدون بالقيام برد فعل قاس وقال المخرج محمد مرسى:
بعد تصعيد الأمر لوزير الثقافة وتقديم شكوى ضد مدير المهرجان ورئيس البيت الفنى للمسرح ماهر سليم بنقابة المهن التمثيلية قرر الوزير تشكيل لجنة تحقيق وتقييم للمهرجان ووعدنا بأنه سيكون هناك موقف حاسم قبل يوم الختام إذا ثبتت صحة البلاغات وما حدث من خروقات وبالتالى لم نقم بأى شىء لأننا ننتظر نتيجة ما ستتوصل إليه اللجنة وإذا لم يحدث أى جديد قبل يوم الختام أعتقد أننا لن نفعل شىء به عنف أو تخريب لكننا سنعترض كما ذكرت من قبل بشكل فنى محترم.
لم تقتصر أزمة المهرجان القومى للمسرح هذا العام على العروض التى تم استبعادها فقط بل هناك مشاكل كثيرة لاحقت هذا المهرجان منذ بدء فعالياته كان على رأسها الاعتذارات المفاجئة للعروض المشاركة بالمسابقة الرسمية حيث اعتذر فجأة أكثر من عرض منهم «ساحرات سالم» إخراج جمال ياقوت و«حصريا» إخراج أحمد كشك والتابع لأكاديمية الفنون وكذلك عرضى مسرح الهناجر «علاقات خاصة» و«إيزيس مون آمور» إخراج محمد أبو السعود الذى أكد أن إدارة المهرجان لم تخبره بأنه مشارك فى المسابقة بوقت كاف يستطيع معه التجهيز للعرض وقال لم أشارك من الأساس حتى أعتذر رغم وجود العرض بالجدول وتحديد يوم له !!، وأخيرا  اعتذر أيضا عرض «أبو شامة» إخراج محمد مرسى وكذلك أدرج العرض بجدول المهرجان ، وفى المقابل استمرت بالمسابقة عروض هزيلة وضعيفة باستثناء بعض العروض الجيدة التى تعد على أصابع اليد الواحدة وهى «حنظلة» إخراج إسلام إمام و«عدو الشعب» إخراج نورا أمين و«ليل الجنوب» إخراج ناصر عبد المنعم و«عرض خاص 1» إخراج الدفعة الثالثة لمركز الإبداع الفنى...
ليس هذا فحسب بل شهد المهرجان اختراق صريح للائحته لمجاملة عروض بعينها وبدا ذلك واضحا فى عرض «الكوتش» للمخرج جلال الشرقاوى الذى شارك بالمسابقة الرسمية رغم أنه تجاوز الثلاث ساعات ولائحة المهرجان تشدد على ضرورة ألا يتجاوز أى عرض مدة ساعتين وحتى لا تقع إدارة المهرجان فى الحرج حذفت جملة «مدة العرض»  من كتيب المهرجان الرسمى فى توصيف عرض «الكوتش»، وبالفعل بدأ العرض فى العاشرة مساء وانتهى فى الثانية صباحا!
بالطبع أدت كل هذه التجاوزات إلى سخط العديد من المسرحيين وكان منهم المؤلفة المسرحية رشا عبد المنعم أحد أعضاء لجنة المسرح التابعة للمجلس الأعلى للثقافة والتى أضافت عن تجاوزات المهرجان قائلة:
لم أقاطع المهرجان لأننى ضد مقاطعة الفن لكن لدى موقفا واضحا منه لأننا جمعيا كنا حريصين على إقامة فعالياته لكن ما حدث من البداية أثناء التنظيم كان خطأ كبيرا عندما أصر ماهر سليم أن يكون رئيسا للمهرجان القومى للمسرح وهو فى نفس الوقت رئيس لجهة تنفيذية وهذا مخالف للائحة القديمة التى وضعت العام الماضى وهى منشورة على الموقع الرسمى للمهرجان وتنص على عدم السماح لرئيس جهة تنفيذية مشاركة فى المهرجان أن يتولى مسئولية به فما حدث كان مخالفة صريحة  بحجة أن ماهر سليم هو من يملك المسارح وهو المسيطر على كل شىء.
وتضيف: وهكذا سرنا بنفس المنطق والفكر القديم أن يكون المهرجان مجرد استعراض دون الإهتمام بأن يكون فعلا ثقافيا حقيقى ،فما حدث أنهم حولوه إلى إحتفالية وعدد من اللجان التى ظهرت فجأة ولا أفهم ما المنطق فى الاهتمام بإقامة حفل افتتاح وختام وفى النهاية يقال: إنه ليست هناك أموال للجوائز التى لا تتجاوز قيمتها ال200 ألف جنيه رغم أن حفل الافتتاح والختام تجاوزت ميزانيتهما نصف المليون جنيه كيف يحدث هذا؟! .
وتقول: فهل المهرجان هو مجرد شو إعلامى فقط؟!، أعتقد أنه إذا كانت لديهم نية فى إقامة وعمل فعل ثقافى كانوا سيهتمون بالمنتج المسرحى المقدم، بينما ما حدث كان العكس تماما، وهذا يعنى أن الدولة تفكر فى استهلاك الثقافة وليس إنتاج ثقافة حقيقية.
وعن مدى تأثير لجنة المسرح على فعاليات المهرجان وتنظيمه تقول:
الحقيقة أن لجنة المسرح للأسف حتى الآن لا تستطيع أن تعلم دورها الحقيقى وهو أن تضع استراتيجية عامة للمسرح المصرى هذه الاستراتيجية تتضمن المبادئ التى تحكم فلسفة الدولة فى الإنتاج المسرحى لكنها لا تنشغل بذلك وأصبحت تنشغل بصراعات صغيرة لا قيمة لها، واللجنة هى أول  من طالب بضرورة عودة المهرجان وكانت هى المرجعية الأولى لتشكيل اللجنة العليا وكانت أيضا المرجعية الأولى لتحديد رئيس ومدير المهرجان لكن للأسف اللجنة العليا للمهرجان بعد تشكيلها خالفت كل ما اقترحته لجنة المسرح .
وعن لجنة تقييم المهرجان القومى قالت:
لا أستطيع الحكم عليها قبل مشاهدة فعلها لكن يتضح من تشكيلها أنها لا تنبىء بشىء مثمر لأن أعضاءها هم غالبا أعضاء المكتب الفنى لقطاع الإنتاج الثقافى وهى نفس الأسماء المكررة التى نسمعها فى كل اللجان دائما ولا تفعل شيئًا جديدًا يذكر، وأعتقد أن هذا يوضح عدم وجود رغبة جادة فى التغيير أو الإصلاح فهى فى رأى مجرد لجنة شكلية ستخرج بنتائج متوقعة فإما أنها ستقول الأمور تسير على ما يرام أو ستطالب بتغيير فلان لكنها لن تطالب بتغيير سياسات .
وتضيف: نفكر كمجموعة من المسرحيين للانضمام لزملائنا المعترضين على ما حدث من إقصاء لعروضهم وكتابة بيان نوضح فيه أهدافنا لكن عنصر التحفظ الوحيد فى انضمامنا لهم أن البعض لديه مشكلة شخصية تخص عرضه وهذا حقهم لكننا نخشى من خلط الأوراق لأن اعترضنا أكثر عمومية ويتجاوز المسائل الشخصية، لكننى احترم بشدة اعتراضهم على الظلم الذى تعرضوا له، لكن من المؤكد أننا كمسرحيين ندعو لوقفة تجمعنا ضد الفساد الحادث فى الإدارة المسرحية، فبدلا من مسرحية الإدارة نريد إدراة مسرحية حقيقية لأنهم يعيشون مسرحية يمثلون فيها الإدارة وهذه المبادرة دعيت لها بعنوان «طوق نجاة» تبناها مشروع دعم الفرق المسرحية المستقلة وبدأنا نخرجها من إطار المسرح المستقل حتى تشمل المسرحيين جمعيا فمن المهم ألا تكون هناك  تصنيفات نوعية.
كواليس..
فى سابقة غريبة قررت إدارة المهرجان تغيير موعد حفل الختام من يوم 10 أبريل الجارى إلى 9 من نفس الشهر ومن مسرح الجمهورية لمسرح دار الأوبرا لدواعى أمنية وهو ما تسبب فى استياء رئيسة لجنة تحكيم المهرجان د. نهاد صليحة.