السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بهاء طاهر: النقد قطع عيشى فى بداية حياتى المهنية





 
 
 
 
«مر زمن طويل منذ أن كتبت هذه المقالات، فالكتابة عن المسرح من أصعب الأمور، خاصة إذا قررت أن تكون ناقدا ملتزما، فبعد تركى الإذاعة كنت أكتب عمودا نقديا صغيراً، أتقاضى عنه خمسة جنيهات كنت وقتها فى حاجة شديدة إليها، وانتقدت نجمة مسرحية فاشتكتنى لوزير الإعلام فاوقفنى عن العمل، وهذا يؤكد أن النقد يدر مشاكل كبيرة جدا على الناقد»... بهذه القصة أوضح بهاء طاهر صعوبة وحساسية الكتابة النقدية.
وأكمل بهاء طاهر فى الاحتفالية التى أقامتها الهيئة المصرية العامة للكتاب بمناسبة صدور كتاب «بهاء طاهر ناقدا مسرحيا» ويضم مجموعة من المقالات النقدية كتبها بهاء طاهر: أول شىء كتبته كان للمسرح، حيث كتبت مسرحية من فصل واحد.
قال محمد الروبى: بهاء طاهر ناقدا مسرحيا عنوان لافت ومغر فكثيرون لا يعرفون انه كان يمارس النقد المسرحى بانتظام، وعن أسلوب الناقد بهاء طاهر قال الروبى: يأخذك منذ السطر الأول أخذا جميلا لعالم المسرح الذى يتحدث عنه ولا يكف على إهدائك من نبع ثقافته الكثير يؤكد ما يقوله، ويصبح المقال النقدى كعمل فنى فى حد ذاته، وتكتشف أن مسرح الستينيات لم يكن هو هذا المسرح المثالى كما كنت تظن بل كان يعانى من بيروقراطية أرقت المبدع والناقد.
 ورصد الروبى بعض الملاحظات عن الكتاب وقال: أولا كنت اتمنى أن يتصدر الكتاب حوارا مع الناقد ليكشف لنا بهاء طاهر اى منهج نقدى كان يعتمده ولماذا وكيف يرى الآن هذه الأعمال المسرحية بعد هذا الزمن، ورأيه فى المسرح الآن، ثانيا اختيار المقالات وترتيبها فى الكتاب عشوائى فالترتيب خطوة للأمام وخطوتين للخلف دون اى مبرر مما افقد الكتاب ميزة أن يكون الكتاب مرآة لتراجع المسرح، ثالثا أتمنى مصاحبة مقالات بهاء طاهر بمقالات أخرى أو مقال جامع ينظر لها نظرة نقدية بما نسميه نقد النقد.
وقالت عبلة الروينى: كتاب يكشف جوانب شديدة الأهمية ويشبه بهاء طاهر هذه الجدية والوعى الراقى والعميق لدور الفن ورسالته، واختلفت عبلة مع محمد الروبى حول ضرورة وجود حوار مع بهاء طاهر عن زمن مسرح الستينيات وقالت اعتقد أن هذا الكتاب ليس قاصرا على مسرح الستينيات فقط، وعن مفهوم طاهر للمؤسسة المسرحية هى التى تساهم فى تكوين ثقافة مسرحية سليمة  حتى الجمهور عنده هو جمهور مسئول ومشارك وليس مجرد متلقى، وبهاء طاهر ليس من أنصار الفن للفن ولا الضحك للضحك وليس مع الخطاب السياسى ولكن يرى أن الموقف الجمالى هو ما يؤدى لبناء مسرحى سليم، ويرى أن الكوميديا الحقيقية هى كوميديا جادة وهادفة بالضرورة، وتساءلت الروينى لماذا نتحدث دائما عن مسرح الستينات؟ وأجابت لأن المسرح كان أكثر الفنون فى هذه المرحلة إدراكا لمعنى الرسالة التى يجب أن تقدم والدور الذى يجب أن يقوم به الفن.  
وقال عصام السيد: هذا الكتاب يجب أن يدرس فهو مدرسة فى النقد وبهاء طاهر دائما يقول إن النص هو الذى يحدد النقد، مقالة فى انتظار جودو ويحلل برؤية عميقة لماذا ظهر مسرح الحداثة اصدارات بكيت، والميزة فى بهاء طاهر كناقد لديه كمية سخرية وليست جارحة، وما يميزه أيضا انه لا يجامل أحدا حتى سعد أردش انتقده وكرم مطاوع ومحمود السعدنى، والسؤال هنا بعد كل ذلك لماذا لم يكتب بهاء طاهر للمسرح؟
وعقب د. محمد بدوى الذى كان بين الحضور وقال: بهاء طاهر لديه اتقان شديد للحبكة غير موجود فى جيل الستينيات كله، وهو لا ينتمى للمسرح بالمعنى الحرفى وانما ينتمى للدراما بالمعنى الانسانى والمعنى الذى يتصادم بفلاسفة الوجودية بشكل خاص.
وأضاف بدوى: القضية الثانية خاصة بمسرح الستينيات وكنا فى الستينيات نقول اننا إزاء حكم شمولى وانما هذا الحكم أمام الثقافة كان متسع الصدر جدا لدرجة البريختية والأسطورة فما دمت لا ترفع السلاح على الدولة فأنت مقبول وظل بهاء طاهر طوال هذه الفترة ناقداً وجودياً، والآن نجد المفارقة إننا بعد ثورة هدفها إسقاط الاستبداد لا نجد ما يعبر عنها فى المسرح فالمسرح فعل اجتماعى والمسرح هو محكمة المجتمع.