الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرومانسية سلاح مسلسلات رمضان لمحاربة الإحباط السياسى




يسيطر الطابع الرومانسى على دراما رمضان المقبل بعد أن ساد العنف والبلطجة والدم على أعمال العام الماضى حيث حرص عدد كبير من النجوم والنجمات الخروج بالمشاهد من حالة الاكتئاب والحزن التى أصيب بها من مشاهدة برامج التوك شو ونشرات الأخبار والصراعات السياسية من هؤلاء النجوم الفنانة ليلى علوى التى شاركت العام الماضى فى المسلسل التاريخى «نابليون والمحروسة» اختارت هذا الموسم أن تشارك بمسلسل «عصافير الجنة» للسيناريست محمد الحناوى والذى تدور أحداثه فى إطار رومانسى والبطلة هنا شخصية حالمة تعيش قصة حب وستبدأ تصوير المسلسل خلال الأسبوع القادم بعد اكتمال فريق العمل الذى يشاركها البطولة أيضًا الفنانة يسرا هى الأخرى والتى اختارت أن تبتعد عن النمط الشعبى الذى قدمته فى «شربات لوز» حيث تواصل الآن تصوير مسلسل «ملكية عامة» وتجسد فيه شخصية امرأة ارستقراطية وصاحبة مطعم وتعيش للآخرين وتشاركهم همومهم ويعتبرونها ملكية عامة لهم ولا تهتم بنفسها ويشاركها البطولة مصطفى فهمى وشباب شربات لوز وهو من تأليف تامر حبيب وتخرجه غادة سليم.
 

الفنان السورى جمال سليمان قرر أن يخرج من عباءة الرجل الصعيدى الذى كررها فى أكثر من أربعة أعمال وتعاقد على بطولة مسلسل «نقطة ضعف» للمؤلفة شهيرة سلام والمخرج أحمد شفيق ويشاركه البطولة رانيا فريد شوقى وروجينا وناصر سيف ويقدم من خلال المسلسل نموذجًا لطبيب ناجح يفشل فى قصة حبه بعد أن تتركه حبيبته وتسافر للخارج وتتزوج من غيره.
 
ومن المسلسلات الرومانسية التى تسير على نهج الأعمال التركية مسلسل «آدم وجميلة» الذى تتعدى حلقاته 90 حلقة ويقوم ببطولته مجموعة من الشباب على رأسهم حسن الرداد ويسرا اللوزى وتدور أحداثه حول قصة حب تجمع ولدًا وبنتًا وهما «آدم» الذى يعمل مدير علاقات عامة بإحدى شركات الاستيراد والتصدير و«جميلة» التى تعمل فى نفس الشركة.
 

 
وكذلك مسلسل «الشك» للسيناريست أحمد أبو زيد والمخرج محمد النجار ويشارك به عدد كبير من النجوم مثل مى عز الدين وحسين فهمى ورغدة وصابرين ويدور حول تأثير «الشك» على العلاقات بين الناس.
 
وهناك أيضًا مسلسل «مكان فى القصر» الذى كتبه محمود البزاوى ويخرجه عادل أديب وتقوم ببطولته غادة عادل ويدور حول أسرة مصرية بسيطة تحاول أن تجد لنفسها مكانًا فى قصور الكبار من خلال بنت من بناتهم.
 
 

ومن المسلسلات الرومانسية المأخوذة عن قصة عالمية مسلسل «ضرب نار» الذى تقوم ببطولته نور اللبنانية ومحمد رجب وتدور أحداثه حول قصة حب بين شاب وفتاة من عائلات ارستقراطية ولها نفوذ وسلطة ويحاربوا بعض فى مجال التجارة وهو يشبه إلى حد ما رواية «روميو وجولييت» الشهيرة.
 
وهناك مسلسل «نيران صديقة» لمنة شلبى وكندة علوش وعمرو يوسف ورانيا يوسف وتأليف محمد أمين راضى ويقدم فكرة الصداقة التى تجمع 6 من البنات والشباب أثناء دراستهن الجامعية ومع تغير الزمن تتحول هذه الصداقة إلى منافسة شرسة ويحارب بعضهن البعض.
 
الفنانة رانيا فريد شوقى أكدت أنها قبلت مسلسل «نقطة ضعف» الذى تشارك جمال سليمان بطولته بسبب الرومانسية والمشاعر الحلوة التى يتضمنها العمل ونفتقدها فى حياتنا علاوة على أن الناس فى حاجة للخروج من الواقع السياسى الأليم الذى يعيشون فيه وقد يكون ذلك من خلال عمل رومانسى وإلا لماذا زادت شعبية المسلسلات التركى فى الآوانة الأخيرة.
 
وأضافت رانيا أن هذا العمل اتاح لها الفرصة للخروج من إطار المرأة الشريرة التى سبق وقدمتها منذ عامين فى مسلسل «خاتم سليمان» بجانب أن لها مسلسلاً آخر وهو «الصقر شاهين» سيذاع فى شهر رمضان المقبل وتؤدى فيه أيضًا شخصية شريرة وبالتالى فإن دورها «نقطة ضعف» سيكون مختلفًا عن هذه الأعماللأنه رومانسى حيث تجسد دور أم لفتاة جامعية تعيش صراعًا داخليًا بين مشكلات ابنتها وحبها الأول للدكتور عمر والذى يجسده جمال سليمان والتى عاشت معه قصة حب فى شبابها.
 

 
أما الفنانة يسرا فقالت قبلت هذا الدور لبحثى عن التنوع خاصةً أن الفترة الماضية إنتقد البعض تقديمى الادوار المثاليه لهذا أقدم كل الأدوار من بينها الشعبى والرومانسى.
 
وبمواجهة مؤلفى هذه الأعمال واتجاههم فيها للرومانسية برروا ذلك بأن الناس فى حاجة لهذه الأعمال فى وقت أصبح الدم والبلطجة هو المتصدر فى كل برامج التوك شو ونشرات الأخبار وأن الرومانسية هى جزء من طبيعة الإنسان المصرى وأن الدراما التركية لم تنجح إلا بعد أن أخذوا تيمة أعمالنا وتفردها فى مسلسلاتهم.
 
يقول السيناريست محمد الحناوى مؤلف «عصافير الجنة»: صناع الدراما فى مصر دائما ما يسيرون مع الموجة فإذا كانت أعمال العنف والبلطجة هى السائدة يكون هذا هو اتجاه عام فى المسلسلات وإذا كانت الموضة هى الكوميديا إذا كل الأعمال كوميدية وهكذا علاوة على أن النجوم يجبرون المؤلفين على أن يسيروا بهذه الطريقة وأنا لا أحب هذا الأسلوب فعندما كتبت مسلسل «خاتم سليمان» منذ عامين لم أفكر فى الموجة السائدة فى السوق وإنما فكرت أن أقدم نموذجًا مختلفًا من البشر وهذا ما جعل المسلسل ينجح.
 

 
وأضاف الحناوى مؤكدًا أن سر نجاح الدراما التركية هو الموضوع الذى تقدمه وليس جمال الصورة والدليل على ذلك نجاح أعمال أسامة أنور عكاشة التى خرجت فى الثمانينيات والتسعينيات والتى كان وقتها الامكانيات الفنية كانت متواضعة مقارنة بالتكنولوجيا الآن.. وبالرغم من هذا فإن الأعمال التركية بها عيوب كثيرة مثل المط والتطويل وانفتاح العلاقات بشكل لا يتناسب مع المجتمعات العربية.
 

 
ويتفق مع الرأى السابق السيناريست فداء الشندويلى مؤلف «آدم وجميلة» مشيرًا إلى أن أسباب خوضه تجربة الأعمال الرومانسية ذو الحلقات الطويلة هو حاجة الناس لهذه الأعمال لتخرجهم من التوتر والاكتئاب علاوة على إعادة مسلسلات الأجزاء التى بدأتها الدراما المصرية من خلال «ليالى الحلمية و«رأفت الهجان» و«الشهد والدموع»، وأضاف الشندويلى أن دخول مخرجى السينما للفيديو جعلت الدراما التليفزيونية أكثر عمقًا وهذا يثرى الأعمال التليفزيونية ويشير السيناريست محمد الباسوسى مؤلف «ضرب نار» إلى أنه من المهم أن يعلم المؤلف ماذا يريد تقديمه من العمل الذى كتبه وليس لمجرد مسايرة الموجة وموافقة مزاج النجوم لأن هو الذى يوجه مزاج الناس وليس العكس وأنه تعلم من الكتاب الكبار أن يسير عكس الاتجاه السائد فى السوق ويقدم شيئًا مختلفًا.