الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمد عبلة يبدأ مرحلة فنية جديدة فى «البحث عن الضوء»




يبدو أن الفنان محمد عبلة يبدأ مرحلة جديدة فى مسيرته الفنية فى المعرض الأول من مشروعه الفنى الجديد «البحث عن الضوء»، الذى افتتح مؤخرا بقاعة المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى بالزمالك، فلقد تخلى عبلة عن الوسائط المختلفة وأبرزها الصورة الفوتوغرافية، التى كان يضيفها لسطح لوحاته الفنية ليعود مرة أخرة إلى الباليتة والألوان الزيتية والأكليريك والفرشاة فقط، ليخرج بها بما يقرب من 25 لوحة فنية متنوعة الأبعاد ما بين الكبيرة والمتوسطة، ومجموعة أخرى أقل حجما من المتوسط، وهو اتجاه جديد أيضا غير معتاد من عبلة، الذى اعتاد العمل على المساحات الكبيرة.
 
قرر عبلة أن يجوب محافظات مصر باحثا عن الضوء .. الأمل .. فى الطبيعة البكر لمصر وفى أصالتها التى ابتعدنا عنها مؤخرا وانخرطنا فى المشاكل اليومية بكل تفاصيلها التى لا تننتهي، عبلة بدأ البحث فى مدينة الفيوم وبحيرة قارون ليرسم مشاهد مختلفة منها كمنظر طبيعى بحت يخلو تماما من الإنسان، وهو أيضا اتجاه جديد لدى عبلة الشغوف برسم الإنسان فى لوحاته، ربما نتذكر هنا الرحلة التى قام بها الشاعر فؤاد قاعود ورسام الكاريكاتير حجازى اللذان كانا يجوبان محافظات مصر ليلتقط منها حجازى لقطاته الخاصة لأهل القرى والمدن الإقليمية بمصر ويعبر عنها قاعود بالكلمة المنظومة بالعامية المصرية، فى محاولةمنهما لأرشفة حياة المصريين والروح المصرية بالريشة والكلمة.
 
تأثر عبلة فى الأعمال بروح الانطباعية وباليتة رينوار بروحها الزرقاء الشفيفة مقتربا من أسلوبه أيضا فى ضربات الفرشاة ذات المساحات المستطيلة رأسيا المتراصة فى ليونة معبرة عن الحشائش البرية على ضفاف البحيرة محيطة بالجزء اليابس الممتد بها... بينما تتضاد معها حركة السحب فى سماء العمل التى تبدو متحركة فيها ومتقاطعة معا فى مساحات شبه بيضاوية أفقية لتأخذ فى التمدد والتفكك مع اقترابها من خط الأفق المتلامس مع البحيرة.
 
أما الضوء فى أعمال عبلة وهو المادة الأولية للطبيعة فلقد اختار الفنان وقت العصارى وهو اللحظة الانتقالية ما بين الصباح والمساء التى تخفت فيها حدة حرارة أشعة الشمس فتبدو الأشعة أكثر تحديدا ووضوحا تكتسب لونا ذهبيا إلى حد ما فيعكس بريقا خاصا فى عيون المعايش لتلك اللحظة، لتمنحه بعضا من الأمل والشجن ... تحتاج هذه اللحظة الضوئية لعين حساسة فى التقاط الدرجات اللونية المتعددة التى تزخر بها الطبيعة فى تلك اللحظة ليبدو المشهد الطبيعى غنيا باللون متجاوزا للتجسيم والبعد الثالث للعناصر وهو ما ركز عليه عبلة فى لقطاته، بينما اختار لحظات أخرى قريبة أكثر للمساء أو مشمسة أكثر فتبدو الطبيعة متوهجة وساخنة.
 
لم يقرر بعد عبلة وجهته التالية أو أين سيتم العرض، لكن جنبات مصر كثيرة وثرية وأرضها خصبة بحاجة للكشف عنها واستدعائها مرة أخرى لعيون المصريين.