الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أصوات السلفيين قد تكون حاسمة فى انتخابات مصر




فى أعقاب سقوط الرئيس المصرى حسنى مبارك ظهرت الجماعات الإسلامية السلفية المتشددة من بين الظلال وسرعان ما أصبحت قوة سياسية.العديد من الرجال أطلقوا لحاهم بعد تخلصهم من الخوف من التعرض للاعتقال أو التعذيب لآرائهم الدينية المتشددة، وارتدت المزيد من النساء النقاب حتى اللاتى يعملن فى وظائف حكومية.
 
 
السلفيون فازوا فى الشتاء الماضى بنحو 25% من مقاعد البرلمان الجديد، ولكنهم يشعرون بالتهميش على الرغم من سلطاتهم الجديدة المكتسبة بينما يكافحون من أجل تحويل قوتهم الجديدة إلى صوت سياسى موحد قبل بضعة أسابيع من موعد انتخابات رئاسة الجمهورية.
ذلك يعزى الشعور إلى استبعاد مرشحهم المفضل للرئاسة، الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، من السباق فى وقت سابق من شهر نيسان وسط مزاعم بحصول والدته الراحلة على الجنسية الأمريكية؛ الأمر الذى جعل أتباعه فى حيرة من أمرهم.
 
 
كل من حزب النور، وهو أكبر الأحزاب السياسية السلفية، ومنظمة الدعوة السلفية قد أعلنا يوم السبت عن دعمهما للمرشح الإسلامى التقدمى عبد المنعم أبو الفتوح.
 
 
هذه الخطوة قد تؤدى إلى توحيد أصوات السلفيين مجدداً وراء مرشح غير مرجح، نظراً لامتلاكه لآراء أكثر مرونة حول الشريعة الإسلامية مقارنة بآراء السلفيين المتشددة.
 
 
 كما أن المحللين يرون أن انفصاله عن واختلافه مع جماعة الإخوان المسلمين قد يجعله حليفاً رئيساً للسلفيين ولكن مازال السلفيون يواجهون تحديات كبيرة، إذ يبدو أن حزب النور على وشك الانهيار مع قيام العديد من الأعضاء خلال الأسابيع الماضية بتقديم استقالاتهم، فى حين ترك البعض الحياة السياسية تماماً.
 
 
يقول خليل العنانى، وهو خبير فى شئون الحركات الإسلامية فى جامعة رودهام فى بريطانيا، قوله: إن السلفيين يشكلون الآن أحد مراكز القوة الجديدة فى مصر، وقرارهم سوف يحدد نظام الحكم فى مصر طوال أعوام قادمة.
 
 
واضاف ان الدور الحاسم المحتمل الذى يلعبه الإسلاميون المتشددون أثار قلق الإسلاميين الأكثر اعتدالاً إلى جانب المسيحيين الأقباط حيث دعا القادة السلفيون إلى التوسع فى تطبيق الشريعة الإسلامية على قطاعات مثل الخدمات المصرفية على نحو من شأنه أن يحظر، على سبيل المثال، تقاضى الفائدة على القروض فى حين اقترح البعض جعل ارتداء المرأة الحجاب أمراً إلزامياً، وإلى ضرورة الفصل بين الجنسين فى أماكن العمل.
 
 
وفى البرلمان، لاقى النواب السلفيون سخرية لاذعة إثر المطالبة بإلغاء تدريس اللغة الإنجليزية فى المدارس وخلّفت هذه الدعوات قلقاً بين الليبراليين الذين يخشون أن تصبح مصر مثل السعودية، حيث لا يسمح للنساء بقيادة السيارات، كما دفعهم إلى دعم المرشحين الرئيسين الآخرين: وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق. ودفع رد الفعل ذلك بعض السلفيين إلى الاعتقاد بوجود مؤامرة ممنهجة تهدف إلى تهميشهم مجدداً من الحياة السياسية، وتحول كثيرون إلى دعم أبو الفتوح الذى يرون أنه المرشح الوحيد القادر على توحيد المصريين من مختلف الانتماءات السياسية.