الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رصاصة ودم وقتيل!
كتب

رصاصة ودم وقتيل!






كرم جبر روزاليوسف اليومية : 13 - 04 - 2010

هذا هو السيناريو التآمري لقادة المظاهرات

1

- توقفت بشدة أمام تصريح نشرته إحدي الصحف الحزبية أمس، لقاض سابق يقول فيه: «أتمني أن أقدم حياتي ثمناً للتغيير، حتي لو أن الثمن هو رصاصة أتلقاها في مظاهرة».

- أصابني التصريح باستهجان شديد، لشعوري بأن هذا هو الهدف الخفي الذي يسعي إليه البعض.. رصاصة في مظاهرة ودم وقتيل، وبعدها تخرج المظاهرات العارمة، وتسود الفوضي.

- مع صعوبة تحقيق هذا الهدف التآمري، إلا أنه يجب الأخذ في الحسبان جميع الاحتمالات، وأن تتم توعية الرأي العام بشدة لأفكار المخطط الدموي الذي ينمو في عقول بعض قادة التحريض.
2
- هو طبعاً يفترض أن الرصاصة ستأتي من الشرطة، التي تمتلك أقصي درجات الحيطة والذكاء والحزم، بحيث لا تسمح أبداً لمثل هذه الخطط الدنيئة بأن تقع.
- مهمة الشرطة في تأمين المظاهرات أصعب جداً من فضها، تأمين المظاهرة من المتظاهرين، ومن المندسين ومن المحرضين والذين يتمنون خروج رصاصة.
- تأمين المظاهرة في الشوارع التي تسير فيها حفاظاً علي ممتلكات وحياة الناس وتطبيقاً للقانون ومنعاً للفوضي، فليس هناك شيء اسمه مظاهرة سلمية، لأن الأمور يمكن أن تنفلت في أي لحظة.
3
- المؤكد أن الشهور المقبلة ستكون صعبة، وسوف تشهد مزيداً من الاقتراحات التحريضية، التي يحتمي أصحابها خلف الشباب المتحمس ويجعلونهم دروعاً بشرية لأطماعهم السياسية.
- رصاصة في مظاهرة، وتسيل الدماء، بعدها يرفع المتظاهرون «الشهيد» فوق الأعناق ويجوبون به الشوارع، وتنقلب الدنيا رأساً علي عقب، وتكتب الصحف عن الثورة.
- المسرح الإعلامي في الداخل والخارج جاهز ويتحين الفرصة لهذه الرصاصة، وإن لم يجدوها لاخترعوها، رصاصة غادرة يطلقها أي معتوه أو متآمر وصولاً إلي لحظة الصدام.
4
- ما الفارق بين هذا السيناريو وتصريحات البرادعي لل«الواشنطون بوست» ويقول فيها: أنه «لن يشارك في مظاهرة بها 100 أو 500 شخص، وإنما سيشارك في التحركات التي يمكن أن تحدث فرقاً».. ضع أكثر من خط تحت «تحدث فرقاً».
- البرادعي يقول ذلك بعد حملة الهجوم الشديدة عليه في الإنترنت واتهامه بأنه يعبث بأحلام الشباب، ويحاول استثمارهم لمشروعه الديمقراطي الغامض الذي لا يعلم أحد ما هي الأهداف التي يبتغيها.
- النزول إلي الشارع يستهدف شيئاً واحداً هو الإيحاء للرأي العام في الداخل والخارج بأن البلاد علي فوهة بركان، وأن المظاهرات لا تنقطع ليل نهار وأن الدنيا تقف مشدودة علي أصابعها.
5
- التنويم المغناطيسي يعتمد علي القدرة علي الإيحاء، لإقناع المُنوم بأن أشياء لم تحدث قد حدثت بالفعل، والإيحاء يكون بتجسيد الصور والمشاهد والحكايات لوقف القدرات العقلية لدي المتلقي، وإيقاظها في اتجاه واحد فقط.
- هذا ما يحدث الآن، عملية تنويم مغناطيسي لإيقاف القدرات العقلية للناس عن التفكير، وتعبئتهم في اتجاه واحد هو الإحباط، والمحبط إما أن ينتحر أو أن يقتل غيره.
- أدوات التنويم في مصر الآن هي تسويد الصورة إما بالفساد أو الجريمة أو الرشوة أو الانحراف، والإيحاء للناس بأن مصر كلها ليس فيها شيء واحد يدعو للتفاؤل.
- النصف الأول من سيناريو «رصاصة المظاهرات» يجري تنفيذه بدقة بالغة وتتورط فيه بعمد أو حسن نية العديد من وسائل الإعلام التي تتهافت علي تأليب الناس، وكأن بقاءها ورواجها وحصولها علي الإعلانات في الترويج لذلك.
- السيناريو المضاد غائب عن المسرح، وهو إجهاض هذه الأفكار التآمرية أولاً بأول، وكشف أبعادها الخفية، والتنبيه من خطورتها وأضرارها، وأن المستفيد الوحيد فيها هو من يكره هذا البلد.
- ماذا يستفيد «المبشر بالرصاصة» إذا سقط شاب في عمر أبنائه أو أحفاده شهيداً؟ الإجابة هي: أنه سيتاجر بدمه لتحقيق مكاسب سياسية.. ألا لعنة الله علي مثل هذه المكاسب.
7
- منذ سنوات كانوا يقنعون الإرهابيين بالاستشهاد ويعلقون في صدورهم مفاتيح الجنة، ودفعت مصر ثمناً فادحاً للإرهاب والإرهابيين، لأن أحداً لم يهتم بتحصين الشباب ضد أفكار الثعالب التي كانت أخطر من الديناميت والمتفجرات.
- الثعالب ظهروا اليوم بثياب جديدة هي الحرية والديمقراطية وتغيير الدستور، هذا حقهم.. ولكن ليس من حقهم أبداً أن يدفعوا الأمور إلي «الرصاصة الصدمة».
- إنها سيناريوهات مثل الرصاص الفاسد، لكنها سوف ترتد إلي عقول أصحابها.. لأنهم لا يستهدفون خيراً ولا استقراراً، وإنما فوضي مابعدها فوضي، وقودها «شهيد في مظاهرة».

E-Mail : [email protected]