الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فتنة إبريل!





كتب - هاني دعبس وميرا ممدوح  ونادية شابور
«إبريل» هذا العام لم يأت بـ«كدبة» كعادته في كل عام، بل جاء بـ«فتنة» باتت تنشر رائحة الطائفية من جديد في مصر، بعد أن عاشت الكنيسة ليلة كالحة السواد بدأت مساء أمس الأول عقب محاصرة «الكاتدرائية» من جانب مجهولين، لتتحول العباسية إلي ساحة لمعركة دامية كان الأقباط الطرف الثاني فيها، حيث بذلوا كل ما بوسعهم لـ«رد الاعتداء» الذي استخدمت فيه أسلحة الخرطوش والمولوتوف والحجارة ليسقط قتيلان و89 مصاباً.
ليلة الفتنة مازالت تشهد غموضاً حول مدبريها والمشاركين فيها أيضاً، حيث تباينت الروايات حول المجهولين الذين أشعلوا فتيل المواجهات، ما بين شهود عيان يؤكدون أنهم من البلطجة، وآخرين يشيرون بأصابع الاتهام إلي أهالي المنطقة قائلين إنهم نزلوا إلي ساحة المعركة لحماية ممتلكاتهم بعد أن التهمت النيران سياراتهم، واخترق رصاص الخرطوش نوافذ منازلهم.
وأياً كان الجاني، كان دور الداخلية مبهما ويثار حوله الكثير من الغموض خاصة بعد انتشار فيديوهات لحاملي أسلحة الخرطوش يسيرون بجانب مدرعات الشرطة، فضلاً عن «الصدمة» التي سادت وجوه الأقباط عندما شاهدوا قنابل الغاز تتساقط في ساحة الكاتدرائية من الداخل!
وبعيداً عن البيانات الرسمية التي صدرت عن وزارة الداخلية عشية الأحداث لتؤكد سيطرتها علي الموقف الأمني في محيط الاشتباكات، خرج اللواء سيد شفيق مدير إدارة المباحث الجنائية ليعلق علي الأحداث قائلاً: بعض الشباب داخل الكاتدرائية بتضرب مولوتوف وخرطوش!
وعن ضحايا الاشتباكات، قال د.خالد الخطيب رئيس إدارة الرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة إن الأحداث أسفرت عن سقوط قتيلين هما محروس حنا تادرس «30 عاماً»، وآخر لم يتم التعرف علي جثته بينما وصل عدد المصابين إلي 89 مصاباً تم نقلهم إلي مستشفيات عين شمس التخصصي والدمرداش ودار الشفاء ومنشية البكري.
وعلي المستوي الرئاسي أجري الرئيس محمد مرسي اتصالا بالبابا تواضروس أكد فيه أنه يتابع تطورات الموقف مع وزير الداخلية أولاً بأول وأصدر توجيهاته باتخاذ جميع الإجراءات الأمنية لحماية المواطنين ومبني الكاتدرائية من أحداث العنف.
وأضاف الرئيس قائلاً: «أنني أعتبر أي اعتداء علي الكاتدرائية اعتداء علي شخصياً»، موجها بإجراء تحقيق فوري في الأحداث وإعلان نتائجه علي الرأي العام وتطبيقه.
د.هشام قنديل رئيس الوزراء أجري أيضاً اتصالا هاتفياً بالبابا للاطمئنان علي الأوضاع بمحيط الكاتدرائية، مؤكداً حرص الحكومة علي حماية جميع المصريين مسلمين وأقباطًا.
البابا تواضروس من جانبه أصدر بيانا يطالب الجميع بضبط النفس حفاظا علي الوحدة الوطنية مؤكدا أنه علي اتصال مع المسئولين ووزير الداخلية لاحتواء الأحداث.
أما النيابة فقررت تشريح الجثتين وتشكيل فريق، لإجراء معاينة مبدئية لمحيط الكاتدرائية بعد أن استمعوا إلي أقوال نحو 60 مصابا في الأحداث.