الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مطلوب التحقيق فوراً
كتب

مطلوب التحقيق فوراً




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 14 - 04 - 2010


من هو اللواء الذي سحل البنت وهتك عرضها؟


1


- أسوأ أنواع الابتزاز الذي يمكن أن تتعرض له هو أن تكون مؤيداً للدولة أو الحكومة، أو أن تكون مسئولاً جريئاً تمارس عملك بشجاعة وتنفذ القانون.. عندئذ سيتم ابتزازك بجميع الطرق والوسائل.


- زمان.. كان المعارضون كمن يمسكون في أيديهم قطعاً من الجمر، الآن انقلبت الآية، وأصبح المؤيدون هم الذين تلسعهم الاتهامات مثل ألسنة اللهب.
- الهدف هو إسكات الأصوات والآراء المؤيدة للدولة وللنظام، حتي تخلو الساحة للمحتقنين والمبتزين والمهيجين، وأخشي أن أقول إنهم حققوا نصف الطريق إلي الهدف.
2
- المثال الفج للابتزاز هو مقال كتبه أحد الأدباء في صحيفة مستقلة يحذر فيه «سيادة اللواء» من المصير المؤلم الذي ينتظره وينتظر أولاده وعائلته، بعد أن توقظه زوجته صباحاً فتجده «ميتاً».
- يقول له إنه حين يحاسبه ربه لن ينفعه رئيس ولا وزير داخلية ولا نائب عام يحفظ البلاغات المقدمة إليه في يوم العرض العظيم.. وهات يا تهديد ووعيد في الدنيا والآخرة.
- لماذا؟ لأن «سيادة اللواء» قام بعمله ضد المظاهرات التي كان مخططاً لها يوم 6 إبريل، وتمني أحد المستشارين أن يموت فيها برصاصة، طبعاً لتراق الدماء وتقوم الثورة ويستمتع هو بالخراب.
3
- الابتزاز الفج وصل مداه، وامتلأ المقال المسموم باتهامات كاذبة عن أن «سيادة اللواء» قام بهتك عرض إحدي البنات في المظاهرة، وأنه سحلها علي الأرض، وغيرها من البنات.
- المقال الأسود يرفع أقصي درجات الكراهية ضد الشرطة ويصورها بعبارات وألفاظ أشد بشاعة وقسوة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومن يقرؤه دون وعي سيصاب بروح العداء والرغبة في الانتقام.
- المقال امتلأ بأسوأ فنون الكتابة الأدبية والصحفية، وشاهدت مثله في أفلام الحرب العالمية الثانية التي يأسر فيها بعض الجنود اليابانيين المعروفين بالدموية كتيبة أمريكية مسالمة.
4
- «لواء» يصرخ في قوة وجبروت ليبث الرعب في قلوب البنات، يمسك البنت من شعرها إلي الجنود ليكملوا ضربها، ثم يكمل هو ضربها حتي يحطموها تماماً، ثم يرمونها في سيارة الترحيلات.
- صورة «اللواء» ظهرت في كل تسجيلات الفيديو التي أفلتت من مصادر الشرطة، و«اللواء» يصرخ ووجهه يتقلص بشدة وهو يهتك عرض البنت ليقضي علي تردد مرءوسيه.. «هكذا يزعم كاتب المقال».
- ماذا يقول هذا «اللواء» لربنا سبحانه وتعالي؟ الذي يستخدم الكلاب المتوحشة ليعتدي علي البنات من أجل أن يحمي نظام الحكم، والبنت لا تتوسل ولا تستجدي الجلادين.. «هكذا يتساءل كاتب المقال».
5
- إنني أطالب مثل غيري ممن قرأوا هذا المقال أن يقول لنا كاتبه أين هذه البنت التي تعرضت للضرب والسحل وهتك العرض حتي تم تحطيمها؟.. كما كتب.
- أين هي شرائط الفيديو التي تصور هذه المشاهد واللقطات والتي يحفظ النائب العام التحقيق فيها(!!).. كما يزعم، وهل يصل التهجم حتي علي النيابة العامة؟
- لقد كان مكان المظاهرة مكتظاً بعشرات الفضائيات والكاميرات والصحف العربية والأجنبية والمحلية، ولكن يبدو أن هذا الكاتب كانت له كاميرا خفية لا يري غيره لقطاتها.
6
- أنا متأكد أن وزير الداخلية سوف يسحل هذا «اللواء» ويقدمه لمحاكمة علنية، إذا كان موجوداً بالفعل وليس في الخيال القصصي المريض، الذي يقتبس أحلام «دراكولا» ويجسدها علي مظاهرة 6 أبريل.
- مصر كلها ستطالب بالقصاص العادل للبنات اللائي تعرضن لهذه المعاملة البشعة، وكأنهن في معسكرات النازي وليس في ميدان التحرير وسط آلاف الناس.
- خيال مريض يستخدم خدع الروايات البوليسية وأفلام الرعب التي تبثها الفضائيات بعد منتصف الليل، ويوظف «أدبه الأسود» في حقن الناس بالغل والانتقام والكراهية.
7
- كل من يقرأ هذا المقال سوف يتقدم ببلاغ إلي النائب العام ليحقق في وقائعه، بل ونناشده أن يقدم مرتكبيه إلي محاكمة عادلة، بعد أن يقدم له الكاتب الشرائط والأدلة واللقطات.. التي يزعم تصويرها.
- أما أن تظل مثل هذه الاتهامات طائشة، فهي تحريض سافر للكراهية وتأليب للناس، وهي لعبة خطرة ومدمرة وتمثل أقصي درجات الابتزاز والكذب.
- الهدف كما قلت في بداية المقال هو: إرهاب كل من يؤيد الدولة أو النظام بالعذاب في الدنيا والآخرة، واستخدم كلمة «بنت وبنات» بالذات ليثير في النفوس فكرة الموت من أجل الشرف والعرض.
8
- السكوت علي تلك الاتهامات البشعة هو اعتراف بها وبمرور الوقت سوف تترسخ في وجدان الناس، وتنعكس علي تصرفاتهم ضد الشرطة وكل الأجهزة المسئولة في الدولة.
- فالبلد كله وفقاً لهذه الكتابات السوداء إما فساد أو رشوة أو اغتصاب أو قتل أو جوعي وفقراء، ليس فيه غير ذلك، وهذا هو الإعلام الشيطاني الذي لايجد شيئاً واحداً جميلاً.
- الجريدة التي تنشر لهذا الأديب مثلاً صاحبها ناشر كبير، يعيش حياة مرتاحة وله علاقات بكل الدنيا، من الداخلية حتي الوزراء، فهل هو نفسه يصدق ما ينشره هذا الكاتب في صحيفته؟
9
- هذا ما يحدث في مصر الآن، المستفيدون من النظام والمستمتعون بخيره والذين ينهبون ثمار التنمية، هم الذين يوظفون أموالهم في إعلام يقتل النظام ويعرض البلد كله لمخاطر جسيمة.
- المدافعون عن النظام أصبحوا الآن هم الخونة والأشرار عند المبتزين الجُدد، ويجب إسكات أصواتهم وحصارهم في كل وسائل الإعلام، حتي الإعلام الرسمي يمارس معهم نفس اللعبة.
- إنها الديمقراطية التي يجب أن تعالج أخطاؤها بمزيد من الديمقراطية، ولكن في رقبة هذا الكاتب أن يقدم للرأي العام ما لديه من شرائط ولقطات.. وإلا فسقطته تحتاج إلي تفسير.


E-Mail : [email protected]