الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

متحف الشرطة.. تراث مهدد بالانهيار




«حوائط مهدمة.. أرضيات  متآكلة.. أسقف متساقطة».. من الطبيعي عندما تستمع الي هذا الوصف ان اول ما سيجول بخاطرك هو انني اتحدث عن منزل اصابه زلزال بقوة 8 ريختر أو مبني قد أصابه صاروخ من علي بعد امتار.. ستفاجأ عندما تعلم انني اتحدث عن متحف الشرطة الذي يقع داخل قلعة صلاح الدين في القاهرة.. المتحف لم يصبه صاروخ او زلزال.. المتحف اصابته يد الإهمال وبات مهددا بالانهيار.

المتحف تم إنشاؤه في 25 يناير عام 1986 ويحتوي علي العديد من المقتنيات الثمينة  والتاريخية لأجهزة الأمن المصرية قديما وحديثا فضلاً عن الأدوات المستخدمة في اقسام البوليس وملابس لافراد الشرطة وبعض الصور لمشاهير الضباط والمجرمين وأشهر القضايا ومنها صور للاختين ريا وسكينة والخط.
أهم ما يميز المتحف هو احتواؤه علي صور لوزراء الداخلية منذ عام 1878 حتي الآن بداية بمصطفي رياض باشا أول وزير لداخلية مصر.. كما يحتوي علي صورة لحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق فضلا عن صور شخصية لمحمد علي باشا وأسلحة ودروع وخوذات وحراب بالإضافة إلي مجموعة من أوسمة الشرطة.
 وزارة الداخلية قامت بإعداد موجز عن دور مباحث الآثار وتشريعات حماية التراث الأثري ونبذة مختصرة عن أدهم الشرقاوي ونشاطه بالمنطقة وعملات مزورة وآلات مستخدمة في التزوير وقسم الاغتيالات السياسية ومعركة الإسماعيلية كما يعرض المتحف أيضا تطور الشرطة من العصر الفرعوني وحتي العصر الحديث، إلا أن أهم ما يجذب السائح والزائر لمتحف الشرطة حكايات وصور ريا وسكينة.
الجدير بالذكر أن نفس الموقع الذي أنشأ فيه المتحف كان قد استخدم نفسه كسجن للأمراء في عهد المماليك وتم هدمه في عصر الناصر محمد بن قلاوون عام 1338.. اذا اردت ان تزور المتحف سوف تصدمك المنطقة المحيطة به والتي تحولت الي خرابة متهدمة تماما حتي أنها كشفت بشكل مباشر عن جدران العديد من قاعات المتحف من الخارج ولم يعد يفصل بين الداخل والخارج إلا جدار فقط، ويمكن في أي وقت إذا ما تعرض لضغط أن ينهار.
أرضية المتحف عبارة عن مجموعة من الأخشاب المتآكلة مغطاة بطبقة من الأسمنت والبلاط  فوق مجموعة من الأبيار والقباب مما يجعلها في الكثير من أجزائها قائمة علي فراغ والكارثة أن الأخشاب التي تحمل أرضية المتحف تدعمها مجموعة من السقالات التي تكاد تنهار خاصة أن بعضها أجريت له عملية تركيب جزء خشبي لتكون قادرة علي حمل أرضية المتحف .
 تأخر افتتاح المتحف رغم تحديد عدة مواعيد له ثم يتم تأجيلها يثير الشك حول خوف المسئولين بوزارة الآثار من افتتاحه، كما أن التأخر في ذلك رغم انتهاء أعمال ترميم الآثار بداخله يحمل شبهة إهدار للمال العام خاصة أنه تم غلق المتحف منذ عامين قبل البدء في تطويره لنفس السبب المتمثل في الأساسات والأمن العام.
مصدر بالآثار كشف أن الوزير الدكتور محمد إبراهيم عندما علم بأمر أساسات المتحف قام بتشكيل لجنة هندسية لتقييم مدي متانتها برئاسة المهندس حسن فتحي الذي قام بفحصها وأكد أنه لا يمكن فتح المتحف وتم وقف المشروع مؤقتا وهو ما يفسر تحديد أكثر من موعد لافتتاحه دون تنفيذ.