الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اطردوا «نائب ضرب النار»
كتب

اطردوا «نائب ضرب النار»




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 22 - 04 - 2010


لماذا تتركون المعتصمين في الشوارع.. للذئاب؟


1


- «شنبو في المصيدة» هو أشهر مسلسل إذاعي رمضاني كنا نستمع إليه في السبعينيات، وننتظره علي أحر من الجمر، في وقت كانت فيه الإذاعة مازالت تقف علي قدميها في مواجهة التليفزيون البدائي.


- المسلسل بطولة فؤاد المهندس وشويكار، وكانت البطلة كلما سمعت كلمة «عز»، تصرخ بأعلي صوتها «أنت بتقول عز، يبقي أنت إللي قتلت بابايا، آه يا بابايا».
- أي جملة فيها «عز»: «عز الرجال» «عز العرب» «ابن عز» «عزومة» «عزرائيل»، «أنت بتقول عز.. يبقي أنت إللي قتلت بابايا».. وبنفس هذا الأسلوب الساخر تتعامل الفضائيات والصحف الخاصة مع الأحداث.
2
- المثل الصارخ هو قضية «نائب الرصاص»، مفلوت اللسان، الذي جلب علي نفسه وعلي الدولة والحزب الوطني حرباً «تلكيكية»، علي طريقة «أنت بتقول عز، أنت عايز تقتل المتظاهرين».
- ليس هناك عاقل ولا حتي مجنون في هذا البلد يستطيع أن يطالب بضرب العمال المعتصمين أمام البرلمان بالعصا، وليس رميهم بالرصاص.. الذي فعل ذلك هو الاستعمار البغيض في دنشواي وكوبري عباس وليس الشرطة المصرية.
- المعتصمون لهم مطالب بعضها عادلة ومشروعة، وبعضها مبالغ فيه، ومن حق الرأي العام أن يعرف الحقيقة كاملة، وأن يأخذ كل صاحب حق حقه وألا تتمسك الحكومة بهذا الصمت والتردد.
3
- طبعاً بمجرد أن انفلت لسان النائب بعبارة «الرصاص» انعقدت المحاكمات الفضائية الإعلامية، وبدأت جلسات «التوك شو» في توجيه اتهامات رهيبة.
- العناوين والعبارات صعبة وقاسية: الدولة تأمرنا بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين، اقتلوهم في الشوارع، «الرصاص المصبوب» في إسرائيل و«الرصاص المتدفق» في مصر.. انتهاء شهر عسل الديمقراطية.
- إيه يا جماعة؟ هل تم إعلان الحرب في بر مصر؟ إنه مجرد نائب يتصور أنه ينافق الحزب الوطني في زمن الانتخابات، فذل لسانه، وفعل مثل الدبة التي تقتل صاحبها.
4
- «خد من هذا كثير»، وانتظر أي تصريح عارض أو جملة طائشة أو عبارة جانحة أو ذلة لسان، ستنعقد علي الفور محاكم التفتيش الإعلامية، وتصدر أحكامها في دقائق.
- كان من الضروري أن يظهر هذا النائب في وسائل الإعلام ويعتذر ويتأسف ويبدي الندم ويقول إنه لم يقصد ذلك، ولكنه ظل «يتبجح» بغباوة شديدة.
- كان من المفترض أن يتم الاتصال به من قياداته، ويقولوا له «بطل هبل» و«اخرس»، لأن ظهوره الذي شاهدته بنفسي في الفضائيات كان سيئاً ومثيراً للغضب.
5
- تصور هذا النائب أنه يدافع عن الشرطة عندما يطالب بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين.. مع أن الشرطة في غني عن «دفاع الدببة»، وهي تلتزم أقصي درجات الحذر والحيطة وضبط النفس.
- كتبت منذ عدة أيام أحذر من رصاصة يطلقها متآمر علي المتظاهرين، فتكون سبباً في الفوضي وتفجر «مظاهرات الدم»، وفوجئت بهذا النائب يورط نفسه في شيء تم التحذير منه.
- سيناريو التشهير الإعلامي الذي جري تطبيقه مع النائب «مفلوت اللسان» هو الذي سيسود.. وإذا حدث - لاقدر الله - وانطلقت رصاصة أوحتي شومة من متآمر ضد متظاهر مُسالم.. ستقوم القيامة الإعلامية التحريضية.
6
- الحزب الوطني لا يشرفه أن يكون في صفوفه مثل هؤلاء النواب الذين لا يحسنون التصرف ولا يجيدون قراءة الأحداث، ووجودهم وبال علي الحزب وانتقاص من شعبيته.
- الحزب الوطني يجب أن يكون أول من يهُب للدفاع عن حقوق العمال وسائر المواطنين وأن يتبني مطالبهم، لذلك هو لن يخسر كثيراً إذا تركت صفوفه هذه الانفلاتات التي تدمر ولا تبني.
- سوف يكسب الحزب كثيراً إذا قرر فصل هذا النائب، ليقول للرأي العام نحن أبرياء من مثل هذه الأفكار الشاذة، التي تتناقض مع المنهج الديمقراطي الذي يتبناه الحزب.
7
- حسناً فعل أمين عام الحزب صفوت الشريف، عندما قال بعبارات واضحة وحاسمة إن الحزب يرفض التحريض علي إطلاق الرصاص ضد أي مصري، فنحن نأخذ مواطنينا بالأحضان وليس بالرصاص.
- لكن المسألة لا يجب أن تقتصر علي ذلك.. أين اتحادات العمال والسيد حسين مجاور، أين لجان تسوية المنازعات؟.. أين الحكومة، أين اللجان الحزبية الشعبية، أين.. وأين؟ لماذا تتركون وليمة المتظاهرين للذئاب؟
- انزلوا.. تحاوروا.. تناقشوا.. تفاعلوا.. عالجوا أخطاء وجرائم الخصخصة.. ويا أصحاب الجلود السميكة التي افتقدت الإحساس.. هذا البلد مستهدف من الداخل والخارج.. منكم لله.


E-Mail : [email protected]