الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رشا عبادة: الكتابة النسائية الساخرة يراها المجتمع «استعراض أراجوزى»




رشا عبادة كاتبة ساخرة من دمياط تجربتها فى الكتابة الساخرة لا تشبه أى تجربة أخرى سواء فى الموضوع أو شكله او التقنيات المستخدمة، وتنحصر نزعة السخرية لديها فى وعيها الفائق وقدرتها على الكشف عن التناقض الحاد بين الكلمات ومعانيها، وايضا تعرية العلاقة بين الأفعال ونتائجها، بين المظهر والواقع. صدر لها كتابان الأول بعنوان: حواديت رشراشية نصف فارغة، الثانى بعنوان: على يد مأذون.
 كيف ومتى بدأت رحلتك مع الكتابة؟
بدأت رحلتى مع الكتابة منذ تذوقت متعة التحاور مع الورق بداية من الصف الخامس الابتدائى وبالصدفة المدرسية التى أتاحت فرصة اختيارى لتمثيل المدرسة أمام المحافظ فى إلقاء الشعر احتفالاً بالمولد النبوى، بعدها بدأت أدرك أن هناك عالما أجمل للحروف يمكن أن تنطلق فيه الأحلام، وبدأت القراءة بشغف حتى باتت عادة أدون من خلالها ملاحظاتى وانطباعاتى بلغتى البسيطة على ما أقرأه
 وكأى غريق يبحث عن القشة التى ترفع معنويات طموح حروفه
نشرت أولى قصائدى- إن صح وصفها- بالأهرام المسائى فى الصف الثالث الثانوى
 كانت بعنوان «لحظات مسروقة» على اسم أول كتاب قرأته حينها للكاتب أنيس منصور
 بعدها بدأت بالنشر بصفحات الهواة، والكتابة بمواقع الإنترنت إلى أن استجمعت شجاعتى النسائية فى ظل مجتمع يعتبر الكتابة النسائية الساخرة نوعا من الاستعراض الأراجوزى لاطائل منه، ليخرج أول كتبى لفضاء ابتسامات القارئ بعنوان.. حواديت رشروشية نصف فارغة ثم الكتاب الثانى على يد مأذون
 ولم تزل ناقة أحلامى تبحر فى صحراء الواقع تلتقط سراب فكرة وتحولها إلى حروف فترتوى وتعاود الصبر والبحث.
 لماذا اخترت الأدب الساخر فضاء لإبداعك؟
يا الله.. عادة ما يجبرنى هذا السؤال تحديدا على تقبيل رأس الأدب الساخر وعيونه المفتوحة على العالم على طريقة زينات صدقى _سامحوه يا اسيادنا سامحوه ميعرفشي_ وكيف لاتختار مثلى من هو بمثل رحابة صدر سطوره ومعانيه وقوة تأثيره.
 الأدب الساخر بنظرى حالة إنسانية جزء من اندماجى بهذا العالم، قارب أغوص معه دون الحاجة لاسطوانات أكسجين، فهو وحده كفيل أن يمنحك حرية أن تتنفس.
 الكتابة الساخرة ليست مجرد صورة كوميدية بقدر ما هى تسخير للحروف، تروض نفس الفكرة لتعبر عنها  بشكل يجبرك على الدهشة التى بدورها تجبرك على الابتسام وحينما تبتسم، ثق أن الأفكار ستعبرك بسلاسة وحب وقرب قد تشعر معه أنك من كتبها.
 باختصار يا سيدي.. أنا أعشق بـــراح الأدب الساخر
 ما أبرز القضايا التى تشغلك فى كتاباتك؟
قد أبدو متحيزة هنا.. لكن المثل بيقول: جحا أولى بلحم توره
 ونوعى كما تؤكده شهادة ميلادى يجبرنى  _دون  تعمد_على تصوير واقع المرأة من خلال نظرة المرأة نفسها أحب تلك الزاوية التى أقترب فيها بعدسة أفكارى من خلال سور البلكونة_الدور الثالث_ ألمح ما يحدث بالشارع  وألتقط ما يسقط من شباك الجارة، وأنصت لأحاديثهن عبر شباك المطبخ أستمتع بكشف حقيقة ما لم تفصح عنه حوارتهن بين السطور دون أن أغفل هؤلاء الذين يرقبوهن خلسة من خلف"الشيش" بشغف أو باستهزاء.
باختصار تشغلنى المرأة بكل انطباعاتها بداية من الدلع والطبطبة حتى ترشيحها لمنصب رئاسة الجمهورية.
 عادة ما ينظر النقاد إلى  الادب الساخر على أنه إبداع من الدرجة الثانية.. ما رأيك؟
يبدو أننى سأضطر هذة المرة إلى تقبيل قدم الأدب الساخر فقد بدأت عصيان غضبه لنفسه تدق طبول الحرب.
 أولاً أنا ضد تصنيف الأدب ومنحه درجات وألقابًا على طريقة نجم الشباك، ومعبودة الجماهير، وفتى الشاشة الصغيرة والكبيرة.
فكل طريقة كتابة مؤثرة تستحق منا احترام تأثيرها ومع فرض أن الأدب الساخر دور ثان أو درجة ثانية قد لا يدرك البعض قيمة الدور الثانى بأى عمل فنى أو ما يطلق عليه السنيد.. لا يعد ذلك  تقليلاً من الدور بقدر ما هو جهل وتعام من هؤلاء عن كون  زير الفكرة الجادة عادة ما يحتاج لنوايا ابتسامة تسنده.
يمكنك أن تضحك الكثيرين لكن تأكد أنه من الصعوبة أن تضحك شعبًا يتقن صناعة الضحكة  بأحلك الظروف وما لايدركه من يعتبرون الأدب الساخر ..أدب على ما تفرج أنك قد تضحك الناس بنكتة بعض الوقت لكن أن تستمر فى اضحاكهم وامتاعهم بتمرير فكرة ومعلومة وقضية فهذا هو السهل الممتنع.
 أنت متهمة بالتحامل على الرجل وأنه المسئول عن تعاسة المرأة من خلال ممارسة سلطته الذكورية رغم انه قد يكون مظلوما هو الآخر؟
بعض التهم تشبه الأوسمة شخصيًا أعتز جدا بهذا الاتهام رغم أننى متحيزة بطبعى لصورة الرجولة المثالية التى زرعتها الجدات بعقولنا مذ كنا صغيرات نلمح بتفاصيل حياتهن اليومية قدسية الرجولة" كلمة «الراجل»، تصرف الراجل، وجود الراجل، دموع الراجل، أمان الراجل" النساء بطبيعتهن يمجدن الرجولة فقط حينما يجدونها على حق ولهذا لست ضد الرجل لكنى ضد  من يحسبون على الرجولة  وهم لا يدركون منها سوى أن النوع ذكر بشهادات ميلادهم وهذا ما أقصده دوما بكتاباتى عن ذكورية المجتمع والتى هى بالأصل تشوية صنعته امرأة بعقل ابن أو زوج أو أخ أو أب فأصبح لا يرى من رجولته سوى شنبه وجاعورته وقدرته على رمى يمين الطلاق.
 فى كتابك «على يد مأذون» قدمت صورة المطلقة الضحية  وأعلنت تضامنك معها .. فهل هذه بوادر حرب نسوية جديدة؟
يا ااالله حرب نسوية «حتة واحدة»!!
كما قلت  ما عرضته هو صورة الضحية فكيف لا أتحيز لحقها المهضوم بمجتمع يحجل كما غراب البين، يمشى على سطر" فاضي" ويطنش الصفحة ولهذا أعلنت حربى الخاصة على كل الأفكار السوداء الموروثة بعقول النساء قبل الرجالأنى على قناعة بأن طريق تغيير المجتمعات يبدأ دوما من المرأة.. إذا صلح عقل المرأة  صلح المجتمع كله.
 برأيك.. لماذا يفشل زواج المثقفين؟
اسمح لى أن أعترض على التعميم هنا برغم  كثرة الحالات التى تظهر على السطح، لكن أتصور أن الأسباب عادة ما تنحصر بالندية التى يمارسها الطرفان، الثقة الزائدة بعقلك وتصرفاتك قد تفقدك مرونة التعامل مع الآخر دون قيود تحليل الشخصية والتوقعات والظنون، لتبدأ معه هجومًا  يشبه البحث عن لحظة انتصار زائفة ونصيحتى لهؤلاء هى.. «قد تكون على حق، لكن لاتنسى أن تمارس حقك بمرونة تجعلك تطمئن لاحتمالات حقوق الآخر».
  تقيمين فى دمياط .. ما أبرز المشكلات التى تواجه كتاب الاقاليم؟
نعم. على قولة عبد السلام النابلسي: مع الأسف مع الألم مركزية القاهرة بما تحويه من فرص الممارسة الفعلية للعمل الأدبى من خلال تمركز معرض الكتاب والمكتبات الكبيرة والندوات والتواجد والتواصل بشكل مستمر تجعل الأقاليم أشبه بالجمل الذى يسابق خيلاً عربيًا أصيلاً وبرغم قدرته على الصبر على العطش والجوع فإنه يظل رغمًا عنه فى المؤخرة.