الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اليوم العظيم
كتب

اليوم العظيم




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 25 - 04 - 2010


تحية للقوات المسلحة الباسلة ورجالها الأبرار


1


- «إنه ليوم عظيم في تاريخ مصر الخالدة، يوم حررنا أرضنا المقدسة واستعدنا سيناء الغالية بالكفاح والبذل والعناء، لقد مرت علينا سنوات عصيبة، وأيام قاسية، واجهنا فيها كل صور المعاناة».


- هذه الفقرة من الرسالة التي وجهها الرئيس مبارك للمصريين يوم 25 أبريل 1982، أي منذ 28 سنة.. وفي تلك السنوات التي مرت بمصر بعد التحرير، حدثت متغيرات مذهلة.
- أهم شيء هو أن مصر استطاعت أن تحافظ علي استقلالها وسلامة أراضيها، ولم تتورط في حروب وصراعات أخري، بعد أن خاضت ثلاث حروب متتالية في 15 سنة.
2
- حرب 56 كان الهدف منها كسر شوكة الرئيس جمال عبدالناصر الذي اتخذ قراراً تاريخياً بتأميم قناة السويس، رداً علي الدول الغربية التي رفضت تمويل بناء السد العالي.
- كانت إسرائيل هي رأس الحربة التي بدأ منها العدوان الثلاثي، وكانت الظروف الإقليمية والدولية السائدة في ذلك الوقت في صالح مصر، بشكل أدي إلي انسحاب الدول المعتدية من سيناء.
- كانت حرباً لضرب قوة مصر وقدرتها ووقف مسيرتها نحو التنمية وبناء اقتصاد قوي يسهم في بناء دولة قوية، وبدأ عبدالناصر بعدها معركة البناء والتنمية وبناء الاقتصاد الوطني.
3
- تورطت مصر رغم أنفها في حرب 67 ولم يكن عبدالناصر يفكر في الحرب ضد إسرائيل، ولم يضعها في حساباته، ولكنه وقع في فخ مزدوج: إسرائيل والعرب.
- تعمدت إسرائيل جر شكل مصر وعبدالناصر وتصعيد حروب الاستفزاز ضده، انتظاراً لرد فعله الغاضب، واستثمار الموقف لصالحها في الهجوم علي مصر، وإجهاض قوتها ونموها.
- وتعمد المهيجون العرب توريط عبدالناصر في الحرب لصالحهم، ورفعوا ضده شعارات عدائية ونزعوا عنه زعامة العروبة الوهمية، فوجد الزعيم نفسه بين فكي الكماشة.
4
- دخلت مصر حرباً لم تكن مستعدة لها، وعرّضت جيشها لهزيمة بشعة، لأن عبدالناصر خاض الحرب دفاعاً عن سوريا ضد الاستفزازات الإسرائيلية، حرباً للمجاملة.
- صحيح أن إسرائيل كانت تمثل في ذلك الوقت خطراً داهماً علي الأمة العربية وعلي مصر، ولكنها كانت في نفس الوقت خائفة من مصر وترتعش من عبدالناصر وزعامته.
- الهزيمة هي التي جعلت لإسرائيل قلب أسد، وتجرأت وتمادت في العدوان والتهام الأراضي العربية المحتلة بعد الحرب، وحققت أهدافها الاستراتيجية بشكل لم تكن تحلم به.
5
- الاحتلال والمهانة والانكسار والألم والهزيمة، وضياع جيل بأكمله من الشباب، وانتحار الأحلام الوطنية والروح القومية.. وبدلاً من النصر الذي كانت مصر تحلم به، أصبح الحلم هو تحرير سيناء.
- بالفعل كانت أياماً صعبة ومريرة، ولم تذق جفون الوطن طعم النوم، وربط المصريون الحزام علي بطونهم ووفروا لقمة العيش من أجل اليوم العظيم.. تحرير سيناء.
- كان نصراً عظيماً، ثمنه أرواح الشهداء والتضحيات وفاتورته باهظة تحمّلها المصريون عن صبر ورضا، لأن الأرض هي العرض وكان مستحيلاً أن يستمر احتلال سيناء أكثر من ست سنوات.
6
- ماذا لو لم يتحقق الانتصار ولم يتم تحرير سيناء؟ أعتقد أنه كان مستحيلاً أن يصبر المصريون علي شبر واحد من أراضيهم ينام في أحضان الاحتلال.
- كان مستحيلاً أن تستمر البلاد مرهونة علي مقصلة الحرب، وتسخّر كل مواردها للحرب، وأن تظل أبواب الأمل مغلقة في وجه شبابها، الذي لا يعلم متي تنتهي مهمته الوطنية ويعود للحياة.
- كان مستحيلاً أن تحدث الثورة العمرانية والتنموية الهائلة التي حدثت في البلاد في السنوات الأخيرة فغيرت وجه الحياة تماماً، وحققت إنجازات لم تحدث منذ عصر محمد علي باشا.
7
- لقد استوعبنا الدرس، واستطاع الرئيس مبارك بحنكته وخبرته وهدوئه وصبره أن يحتوي استفزازات وتوريطات كان من الممكن أن تضعه أكثر من مرة علي أعتاب حرب مثل 67 .
- استفزازات من الأشقاء والأعداء والأصدقاء، ومن أمريكا وإسرائيل، وشهدت المنطقة زلازل وبراكين استهدفت مصر، ولكنها عبرتها إلي بر الأمان.
- تحية للقوات المسلحة العظيمة التي تحافظ علي تفوقها وقدرتها علي حماية ترابنا الوطني، وتحية لزعماء مصر، وتحية للشعب المصري الذي يعلِّم أعداءه وأصدقاءه الصبر.


E-Mail : [email protected]