الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإعلام والمحامون
كتب

الإعلام والمحامون




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 27 - 04 - 2010


هذا هو الخطر الداهم الذي يهدد هشام


1


- أكثر اثنين يمكن أن يعلقا حبل المشنقة في رقبة هشام طلعت مصطفي للمرة الثانية، هما: الإعلام والمحامون، وإذا ابتعدا فسوف يحصل المتهمان علي محاكمة عادلة.


- أولاً: بعض الإعلام ينحاز لهشام بشكل مستتر أو سافر، وتحركهم مصالح مادية ومعنوية خفية وغير معلنة، ويستفز هذا الإعلام الأطراف الأخري غير المستفيدة.
- ثانياً: يمثل الإعلام خطراً داهماً علي المحاكمة، لأنه يجري محاكمات موازية، تؤثر بشكل كبير علي القضاة الجالسين علي المنصة، فيتأثرون بالذي يدافع وأيضا بالذي يهاجم.
2
- ثالثاً: أسوأ ما في الأمر هو نشوب حروب إعلامية بين أحباب هشام وأعداء هشام، مثلما حدث في المحاكمة الأولي، وكان الخاسر الوحيد من ورائها، هو هشام نفسه.
- رابعاً: لا يكتفي الإعلام بحدود التغطية العادية للقضية، لكنه ينصب نفسه قاضياً فوق القضاء، ويصدر حكمه قبل القضاء، ويؤثر في الرأي العام بشكل سلبي.
- خامساً: التدخل الإعلامي السافر في شئون القضاء هو الذي يدفع إلي اتخاذ قرارات بعدم النشر، مما يحرم الرأي العام من المتابعة المعقولة للقضية، مثلما حدث مع المستشار قنصوة.
3
- سادساً: بالنسبة للمحامين، فحدث ولا حرج ابتداء من السباق المحموم حول هشام للحصول علي شرف الدفاع عنه، واغتنام ملايين يسيل لها اللعاب، حتي الشو الإعلامي.
- سابعاً: المحامون يعتبرون هذه القضية وليمة كبري ومن لاينهش منها لن يشبع أبداً، إنها قضية العصر، سلطة ومال ونساء ودماء.
- ثامناً: الصراع بين المحامين علي هشام يضربه في مقتل، وكما يقول المثل «ليس في كل مرة تسلم الجرة» بعد أن كان التكالب هو السبب في الحكم بإعدامه في المحاكمة الأولي.
4
- تاسعاً: يخدع نفسه من يتصور أن الرأي العام مع هشام أو متعاطف معه، واسألوا الناس في الشوارع، وسبب هذه الكراهية هو طريقة التعامل مع القضية في وسائل الإعلام ومع المحامين.
- عاشراً: فوجئ الناس بقصة أغرب من ألف ليلة وليلة، تنتهي بمصرع سوزان تميم علي يد هشام والسكري، كما اتهمتهما النيابة، فهل كنتم تنتظرون أن يتعاطف الناس مع ذلك؟
- حادي عشر: فوجئ الناس أيضا بالمحامين علي كل لون وصنف، لدرجة أن بعضهم قال إنه سيدافع عن هشام رغم أنفه، وظهر لكل زوج من أزواج سوزان ربع دستة محامين.
5
- لو استمر الإعلام في النشر المكثف فنحن أمام أحد خيارين: إما أن يصدر القاضي قراراً بعدم النشر.. أو أن تسبق الحرب الإعلامية حكم المنصة، وعندها سيكون هشام أول الخاسرين.
- فإذا حكم ببراءته، فلن نسمع سوي عبارة «كوسة» أو «اللي له ضهر مينضربش علي بطنه»، وغيرها من عبارات التشكيك في القضاء التي تضرب العدالة في مقتل.
- وإذا حكم علي هشام بالإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة، فلن نسمع سوي أنه ضحية لصراعات سياسية بين فلان وعلان، وهذا أيضا مساس بالعدالة وتشويه لصورتها.
6
- لابد أن يتوافر القدر الكافي لاحترام العدالة، لأن جلسات المحاكمة ليست مباريات في كرة القدم تذاع علي الهواء مباشرة، ويحشد لها المعلقون والمحللون الرياضيون.
- المحاكمة ليست مسابقة تتباري فيها الفضائيات للفوز بالمركز الأول، وليست فرصة للفوز بأكبر قدر من «كعكة الإعلانات».. أو مادة لتسلية الزهقانين من ملل البرامج.
- البعض ينتهز مثل هذه الفرصة للضرب تحت الحزام، سواء لصالح خصم ضد خصم أو لضرب بعض القضاة، أو للتسويق لنفسه، ورفع تسعيرته في القضايا.
7
- كان الله في عون هيئة المحكمة في هذا الاختبار الصعب، في قضية تحمل كل عناصر الجذب والتشويق والإثارة، ومن يقترب منها، فسوف تلسع النار أصابعه مهما كان محايداً.
- أتذكر المستشار العظيم قنصوة الذي اتهموه غدراً وخسة، رغم أن الرجل اجتهد في تطبيق القانون، فحاولوا أن يوصموه بأشياء بعيدة تماما عن المحاكمة، ولكن رُدّ غيظهم إلي نحورهم.
- وأدعو بالتوفيق للمستشار عادل عبدالسلام جمعة.. فإذا كان هشام يستحق البراءة، أو الإدانة.. فنحن نثق في العدالة التي تظهر الحقيقة.


E-Mail : [email protected]