السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هدية سوزان مبارك
كتب

هدية سوزان مبارك




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 03 - 05 - 2010


ستون يوماً استغرقها هذا العمل الجبار


1


- السيدة سوزان مبارك جزاها الله كل الخير، عن أعمالها الجليلة لمساعدة الفقراء وتخفيف حدة المعاناة عن المضارين والمأزومين، وآخر أعمالها العظيمة هو تسليم مساكن مدينة «الحسنة» لضحايا السيول.



- ستون يوماً فقط كانت فترة بناء المدينة الرائعة التي تشبه المنتجعات السياحية في وسط سيناء، في منطقة لا تري فيها إلا الرمال الصفراء الموحشة، علي مدي البصر.


- انشقت الأرض عن سواعد قوية وإرادة لا تعرف المستحيل للانتهاء من العمل الضخم، وتقديمه كهدية لأهالي سيناء.. في أعياد تحرير سيناء، ووعدت السيدة الفاضلة وأوفت.
2
- السيدة سوزان مبارك، لم تعرف في حياتها إلا الخير، ولم تسع يوماً إلا لمساعدة الناس، وشاهدتها بنفسي في عشرات المشروعات المشابهة، تغمرها السعادة كلما وفقها الله في خدمة المحتاجين.
- سيناء.. منذ شهرين اجتاحت السيول الغاضبة المنطقة بسرعة هائلة، واقتلعت في طريقها كل شيء.. البيوت والأشجار والطريق الدولي والأسواق والمحال التجارية.
- ماذا نفعل للناس؟.. كان هذا هو السؤال الجوهري الذي طرحته السيدة الفاضلة في اجتماع مجلس إدارة الهلال الأحمر، واقترح الجميع مساعدات عينية، ولكنها كانت تصمم علي شيء آخر.
3
- طرحت السيدة الفاضلة السؤال، حول لماذا لا نبني مساكن بديلة لمن أضيروا؟.. لتقدم نموذجاً حياً للقادرين والحكومة في آن واحد علي اتباع هذا المنهج الخلاق.
- فالمساعدة العينية مصيرها لا يكون كبيراً وغالباً ما ينفقها من يتلقاها في أمور ثانوية ولا تعود عليه بالمنفعة المقصودة، والهدف هو تقديم وتعميم مفهوم السلام الاجتماعي وتلاحم المصريين في وقت الشدة.
- تم اختيار منطقة «الحسنة» في قلب سيناء علي بعد 55 كيلو من الحدود الشمالية، حيث كان تدمير السيول هائلاً، ولابد من أن يكون التلاحم هائلاً أيضاً.
4
- ستون يوماً فقط، والسيدة الفاضلة تتابع العمل يوماً بيوم وساعة بساعة، وأصرت علي أن تذهب للناس وتسلمهم الوحدات السكنية بنفسها.
- دموع الفرح تطل من عينيها وهي تصافح الناس وتسلمهم الوحدات السكنية، فقد فطر الله سبحانه وتعالي نفراً من عباده علي حب الخير والسعي وراءه.
- المدينة الجديدة مجرد بداية، فاتح شهية، رسالة هادئة وعميقة المعني والمغزي.. لكل مصري قادر علي أن يفعل شيئاً لبلده، أن يتسلح بروح السيدة الفاضلة .
5
- لقد قمت بزيارة المدينة قبل افتتاحها بعدة أسابيع، مكان رائع تم اختياره بعناية تحت سفح جبال غير مرتفعة، والوحدات أخذت شكل الهلال الكبير.
- الوحدة دور واحد مساحتها 120 متراً.. عبارة عن غرفتين معيشة وحمام ومطبخ وحديقة صغيرة، ويحوطها سور ولها أبواب تطل علي الشوارع الدائرية الرائعة .
- أحد أعضاء مجلس الشعب في سيناء وصف المنازل بأنها «5 نجوم»، وقال: «ياريت تكون لنا مساكن نظيفة مثلها، كل شيء تم تخطيطه بعناية».
6
- لم يقتصر علي كونه مجتمعاً سكنياً فقط، بل تم تزويده بورش للسباكة والسمكرة والتطريز ومحلات للبقالة، وغيرها من مختلف الأنشطة اللازمة لمجتمع متكامل .
- أيضاً: محطة مياه وصرف صحي وكهرباء ونقطة شرطة ووحدة صحية ومنطقة للخدمات، علاوة علي اتساع الشوارع ووجود ميادين كبيرة تعمل علي خلخلة الهواء وتحسين ظروف المناخ.
- البداية هي 50 وحدة سكنية تم الانتهاء منها في هذا الزمن القياسي، لأن المعني والرمز مهم جداً، وهو تقديم هدية لأهالي سيناء في عيد تحرير سيناء.
7
- اللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء كان له دور مهم، الدكتور حسن راتب رئيس مؤسسة تنمية سيناء كان له دور مهم، الهلال الأحمر والدكتور ممدوح جبر كان لهما أيضاً دور مهم.
- كثيرون لا أستطيع أن أحصر أسماءهم، عملوا في فريق واحد يعزف لحناً واحداً هو «من يحب هذا البلد يفعل المستحيل».
- شكراً للسيدة الفاضلة، التي أودع الله حب الخير في قلبها، وأسكن في نفسها الهدوء والسكينة، وجزاها الله خيراً عما تفعل.


E-Mail : [email protected]