الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

هـروب الشباب من المصريـات والزواج من البوسنيات والسوريات




لماذا يترك الشباب الفتيات المصريات ويذهبون للجنسيات الأخرى سؤال اجاباته كثيرة وشائكة، إلا أنه يمكننا حصر الظاهرة مع بداية أوائل التسعينيات من نزوح البوسنيات هربا من المجازر والحروب التى كانت تدور على ارضهم ومن عام 2000 وحتى نهاية العقد كان زواج المصريين من التونسيات منتشرة بسبب السفر والعمل بتونس فى هذه الحقبة.
 
والآن ومنذ احداث ثورة سوريا التى لم تنته بعد نزوح السوريات إلى ملاجئ التجمع فى مصر ظهر مرة أخرى الزواج بأرخص التكاليف وتعد هذه هى الموجة الثالثة التى تصيب الفتاة المصرية بالعنوسة.
 
وتعددت مسميات هذا الزواج وأسبابه وأطلق عليه زواج السيرة مثلما حدث مع السوريات والبوسنيات أو الاتجاه نحو الأجنبيات للهروب من تعقيدات الأسر المصرية.
 

 
وبالنظر لأهم أسباب انتشار هذه الظاهرة فى المجتمع المصرى فى الفترةالأخيرة منذ بداية التسعينيات أرجع الخبراء هذا الأمر لعدة أسباب أهمها المغالاة والتعقيدات التى فرضها المجتمع المصرى فى عملية الزواج بل تمادى الأمر لحد «الفشخرة» والإسراف من قبل أسر الفتيات فى الطلبات المادية مما يضع الشباب بين أمرين إما عدم الزواج وانتشار العنوسة فى المجتمع أو الهروب من الزواج من عربيات أو لعدم المغالاة وهو ما يؤثر بالسلب على الفتاة المصرية من الناحيتين.
 
وهذا أدى لظهور فتاوى شاذة لبعض المشايخ بالزواج من العربيات من أجل السترة واستغلال بعض الرجال المتقدمين فى السن لظروف الفتيات العربيات المهجرة من بلادهن لأسباب الحروب أو الفقر للبحث عن المتعة.
 

 
وفى كل الحالات نجد أن الفتاة المصرية تمر بأعنف أزمة تعيشها حيث إنها تقع فريسة لطلبات اهلها المغالى فيها مثل الشبكة والفرش والشقة والتى تخطت مبالغ مزهلة لا يقدر عليها شاب فى مصر أو أن تبقى عانسا تندب حظهالعدم تقدم أحد لخطبتها ومما زاد الأمر سوءاً هو جمال تلك الفتيات.
 
واختلف الخبراء حول هذا الزواج فاعتبره البعض اتجاراً بالبشر ونوعاً من الجريمة الانسانية التى يجب ان يعاقب عليها كل من يدعو لهذا الزواج الحرام شرعا وقانونا الذى يندرج تحت « زواج السترة» هذا ما أكدته السفيرة ميرفت التلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة معبرة عن حزنها لما يشهده الرجل المصرى من غباء إنسانى تجاه المرأة على حد زعمها وارتكابه جريمة فى حقها تحت ستار الدين، رافضة تماما نداء رجال الدين وشيوخ السلفيين الى دعوتهم للرجل المصرى للزواج بغير المصرية لانها تعتبر هذا فى منتهى الخسة ان يستغل الرجل هؤلاء الفتيات مقابل الزواج به للمضى نحو حياة افضل ورعايتها والحفاظ عليها دون اى مقابل مادى او معنوى.
 
وعن رأى الشرع قال الدكتور صبرى عبد الرؤوف استاذ الفقه فى كلية الدراسات الاسلامية جامعة الازهر: لا شك أن استغلال الظروف المعيشية للفتيات العرب، وزواج الرجال المتقدمين فى السن من فتيات قاصرات فى سن أحفادهم أو أقل، أمر مرفوض عقلاً، حتى إن لم يكن محرماً شرعاً ، طالما توافرت شروط الزواج وأركانه.
 
واشار الدكتور صبرى إلى أن هذا الزواج فيه نوع من البخس للحقوق وامتهان للآدمية حيث يمتد البخس هنا الى كل صور الاستغلال وابشعها مما يتعلق بأعراض الناس ، وهذا أمر مخالف للشرع حتى لو اتخذ لفظ «زواج السترة» عباءة له، ولا شك أن ظروف إتمام هذا الزواج تخالف قوله تعالى: «وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِى الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ» .
 
وعقبت سوسن فايد الباحثة الاجتماعية بمركزالبحوث الجنائية والاجتماعية بأن هناك عوامل كثيرة تدعو الى زواج المصريين من الفتيات العرب حيث اصبح هناك شىء من التعقيد وظروف الشباب التى لم يعد يقدرعليها خاصة فى ظل الاوضاع الاقتصادية المتدهورة حاليا ودخله البسيط وعدم وجود فرص مادية عالية فهم لهم الحق ان يفضلوا الانسب والافضل لهم حيث ترى ان الزواج بغير المصرية اصبح شيئاً سهلاً عليهم من الناحية المادية وقلة المطالب ورعايتهم للزوج المصرى وتقديمها الطاعة والامان له فهن فى احتياج دائم للرجل واحساسهن معه بالامان يكفيهن بجانب طمعهن ايضا فى الحصول على الجنسية .
 
حيث تقول فايد ان الخطأ يعود على تنشئة البنات الخاطئة لانها تبدأ من حيث انتهت الام والاب فهى تتمركز حول نفسها مدللة تحاسب الرجل على كل كبيرة وصغيرة ومطالبها كثيرة حتى انها ترهقه من خلال مفهومها الخاطئ الذى يضعها دائما فى قائمة السلبيات والاخطاء
 

 
 
وعبرت فايد عن رأيها بأن هذا بمثابة هجوم تترى على الفتاة المصرية حيث ينسحب البساط من تحتها بعد اقتحام الفتيات العرب حياتها والسطو على رجالهن ايضا فأصبح هناك حالة إحجام ونفور من قبل الرجل المصرى للفتاة المصرية مشيرة الى ان بلغ عدد زواج المصريين بغير المصرية الى حوالى 15 ألف واكثر حتى الان .
 
وأشارت الى ان الاعلام والتليفزيون اصبح ايضا يشوه صورة الفتاة المصرية من خلال السينما والتليفزيون الذى ادى الى هروب البعض الى البلدان العربية للزواج بغير المصرية وهناك ايضا فتيات يصل سن بعضهن الى 15 عاما يتم بيعهن للزواج القسرى او ممارسة البغاء بعد ان انتهى بهن المطاف كاللاجئات فى مصر، وترى ايضا ان للمؤسسات الدينية دوراً كبيراً فى تأهيل وبناء الهيكل الفكرى للرجل المصرى ودعوتها له بأن المرأة المصرية هى الاولى والتى تتميز باخلاصها لزوجها والحفاظ عليه ورعايته هو وأهله وبيته وهويتها المصرية التى تفتخر بها ايضا.
 
وناشدت فايد الشباب والفتيات من خلال دعوتهم لعمل خطاب فكرى يحث على تحسين قيمهم وافكارهم وتثقيفهم عن طريق هدف مشترك يتفقون عليه للوصول إلى رسالة معينة تحمل انصهارهم فى الحياة وتوازنهم فيها ووجود قيم معنوية عالية وتخطيطهم لحياتهم ومواجهة الصعاب التى تقف حائلاً امام مستقبله.
 
واكدت نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة ان هذا الزواج ضد الانسانية ومرفوض أخلاقيا ودينيا وقانونيا على حد زعمها، وأن الدولة تتحمل المسئولية الكاملة لأنه يجب عليها رعاية حقوق هؤلاء اللاجئات والعمل على إكرامهن وعدم السماح لأى أحد أن يتاجر بهن وتقديم الدعم والمعونات الكافية لهن ، مضيفة أننا ندين مثل هذه الظواهر الانتهازية آكلة لحم الغلابة لأنها تعد ضمن جرائم التجارة بالبشر، ولذلك يجب على المشايخ الذين يتواصلون مع هذه المجموعات أن يتقوا الله، وأن يتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم «كما تدين تدان»، أما القول بأن الزواج إيجاب وقبول، وبذلك يجوز أن تتزوج المرأة العربية طالما هى قابلة بمهور بسيطة وزهيدة، فهذا عبث لأن مبدأ الإرادة غير متوفر، ويكون هذا الزواج بالإكراه لأنها مسلوبة الإرادة.