السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التقاليد الاجتماعية «البالية» تجبر العرائس على الإنفاق على تجهيزاتهم ببذخ




رغم الكساد الاقتصادى الذى تعانى منه الأسر المصرية إلا أنها تصر على الإنفاق ببذح فى تجهيز العرائس وشراء كماليات بأسعار مرتفعة وتقع فى أزمات مالية تعصف بكثير من الآباء والأمهات وتدفع للقرض الذى فى كثير من الأحيان يكون سبباً للحبس كما يحدث فى بعض الحالات.
توجد مشكلة كبيرة تواجهها كل عروس عند شراء جهاز عرسها ومعاناتها فى الإنفاق المستمر وبالرغم من ارتفاع المستوى الثقافى عن السابق إلا أنه لم تتغير الموروثات الاجتماعية والتقاليد البالية التى يسير على خطاها الأهل والتى تؤدى بهم إلى احباط البعض من المقبلين على الزواج بدعوى أن هذا هو الهدف.
 
وأصبح شراء جهاز العرائس بمثابة كارثة تعانى منها كل فتاة مقبلة على الزواج هكذا بدأت حديثها مها محمود التى تقوم بالتحضير لزفافها وتؤكد أنها تذهب يوميالشراء اغراض زفافها التى لا تنتهى من تجهيزات مطلوبة بالرغم من ارتفاع أسعارها بل إن بعضها قد تحتاجه بعد عدة سنوات وليس مطلوبا الآن.
 
وشبهت غادة محمد المقبلة على الزواج التجار «بالسفاحين» الذين يمتصون دماءنا ومالنا بنصبهم علينا حيث تقول غادة: «إنها بدأت تفقد الأمل فى الحياة فهى مخطوبة من 3 سنوات حتى الآن بسبب عدم توافر أجهزة العرائس التى تستمر فى التزايد كل عام وغلاء الأجهزة الكهربائية والاثاث الذى يرتفع سعره بشكل مستمر بالرغم من كثرة تهالكه واهداره وعدم نظافته وحتى الشركات التى تعرض حاليا الاثاث عن طريق الانترنت فأثاثها أيضا متهالك وانواع الخشب لديهم غير جيدة بالرغم من اشكالها المبهرة فيجب على هذه الشركات مراعاة الظروف المادية لكل من هو مقبل على الزواج حتى يتم الشراء من خلالنا وأيضا التجار الذين يجب عليهم مراعاة ضمائرهم فى البيع والشراء والظروف المادية التى يمر بها الشباب أيضا».
 

 
ويقول عبدالله صبرى بائع فى احد المحال التجارية التى تشتهر بالاثاث والأجهزة الكهربائية انه اصبح هناك هجوم على الصناعات غير المصرية كالصناعة الماليزية والتايلاندية والتركية التى تحتل قائمة متطلبات العرائس فالصناعة التركية جيدة والاقبال عليها كبير ويستمر عبدالله فى الحديث قائلا «إنه يرى ان الصناعة المصرية اصبحت متدهورة خاصة بعد الكساد الاقتصادى الذى أصاب البلد فهو واحد من الآباء الذين يعانون من تكلفة شراء جهاز ابنته الذى يقوم بتجهيزها الآن ويعانى من غلاء الأسعار أيضا معبرا انه يكسب من هذا الشراء ولكنه فى المقابل يخسره بالصرف المستمر على جهاز ابنته».
 
ويحدثنا أيضا الحاج محمد صالح وهو تاجر اثاث وصاحب محل اجهزة كهربائية عن غلاء الاسعار وارتفاع ظروف المعيشة التى تعانى منها أغلب الفتيات والشباب المقبلين على الزواج خاصة احباط الشباب من عدم توافر ظروف معيشية جيدة وفقدان آمالهم فى تحقيق مستقبلهم مع شريكة الحياة، حيث يشعر صالح بالحزن حين يرى الاهل يعانون من شراء أجهزة بناتهم مراعيا الظروف الاقتصادية التى يعانى منها البعض والبطالة التى اصبحت منتشرة فى هذا البلد والتى لم تترك بيتا من البيوت الا وعششت فيه رافضا فى نفس الوقت خفض الاسعار لأن هذا يعود على الباعة والتجار بالسلب فهذا مصدر رزقهم الذى يعيشون منه ولا يجب القضاء عليه.
 
ويتفق مصطفى على تاجر اثاث مع هذا الكلام مراعيا ايضا ظروف الشباب الذين يعانون من البطالة الدائمة والتى اصبحت العقبة الوحيدة أمام مستقبلهم رافضا احتلال شركات الاثاث للتجار الذين يتميزون بالاثاث الجيد والقوى قائلا: «إن اثاث الشركات هذا لم يتميز بالقوة مثل اثاث التجار المصريين ويتسم بغلاء الاسعار فقط».
 
ويضيف مصطفى انه لا يحبذ انتشار المعارض السورية وبيعها الاثاث والاجهزة الكهربائية الخاصةبالعرائس لأنها تقليدية وبالية وتقوم بالنصب على المواطنين من خلال عرض معروضاتها بطريقة غير شرعية وإظهارها على انها منتجات جديدة غير موجودة الا فى المعارض السورية فقط فيجب محاربتها والقضاء عليها حتى لا تستمر فى الانتشار اكثر من ذلك. 
 
وفى جولة لنا داخل سوق الموبيليا وجدنا العديد من حجرات النوم المتهالكة والمدهونة بأنواع رديئة من الطلاء تكاد لا تتعرف على ألوانها الأصلية فهى إما خرج بيت أو فضلات بعض الفيللات والكمبوندات زهدها أصحابها ففضلوا التخلص منها وشراء ما يليق بهم لتقع فى أيدى فقراء الجيزة العديدين وتتنوع الخامات المصنوع منها تلك الحجرات ما بين الأبلاكاش والزان وبعضها خليط من الجبس والخشب الرديء وهناك أنواع عديدة من الانتريهات المكونة من قطعتين فقط وبعضها تصل أعداده إلى الخمسة أو الأنتريه الأمريكانى وبالطبع تختلف أسعارها ويختلف زبائنها كذلك هناك العديد منالمطابخ الخشب والألوميتال حديثة الصنع أو المستعملة ولكنها أقل حظا من باقى الموبيليا فزبائنها ليسوا بالكثيرين وغالبا مايكونون تجارا جاءوا خصيصا من محافظات الصعيد ليبتاعوا تلك الأصناف ويقوموا بعمليات إحلال وتجديد لها ليغيروا من هيئتها ويجعلوها جديدة ليبيعوها بآلاف الجنيهات بعد ذلك، ولم تكن الموبيليا وحدها تشهد رواجا فى حركة البيع والشراء بل هناك محال الستائر والمراتب التى تبيعها وتشهد رواجا هائلا ويختلف زبائنها.