الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مرسى فى عيد العلم بعد عودته : الثورة كسرت القيود وأطلقت قوى المصريين فى الإبداع




 
أكد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية أن الاحتفال بعيد العلم يوم تكريم من الشعب المصرى على جهد العلماء وعطائهم وتضحياتهم وعلى حرصهم واصرارهم على أن تنتقل مصر إلى عالم العلم والبحث والتكنولوجيا والحضارة.
وقال الرئيس مرسى فى كلمته بمناسبة الاحتفال بعيد العلم الذى تنظمه وزارة البحث العلمى بمركز القاهرة الدولى للمؤتمرات: إن عيدكم يحمل معانى كثيرة ودلالات عميقة تمتد من عمق المجد الموغل فى العراقة والحضارة المصرية والعربية.
وأضاف: إن لعيدكم معانى ودلالات تتصل بحاضرنا ومستقبلنا، مستقبل الأجيال الحالية والقادمة، حتى نفتح لهم ابواب الأمل الذى يعنى القدرة والسبل، والعلم أهم هذه السبل.
وقال الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية: إن عيدكم يعنى لى ولكم ولمصر وللحضارة الإنسانية الكثير من الدلالات، موضحا أن أولى هذه الدلالات أن عيد العلم يأتى فى مناخ من الحرية العلمية وحرية الفكر والتعبير والإبداع التى أتاحتها ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وأضاف: إن الثورة كسرت القيود التى كانت تحاصر الفكر وأطلقت قوى المصريين فى الإبداع والحركة نحو المستقبل وأسست للتحرر من أسر التخلف الذى فرض على مصر لسنوات طويلة. معربا عن ثقته فى علماء مصر فى الداخل والخارج.
وأكد الدكتور محمد مرسى ثقته فى أن علماء مصر لن يقبلوا أن تتأخر مصر عن ريادتها المستحقة فى عطائها للإنسانية مضيفا: إن الدلالة الثانية لعيد العلم أن الدولة المصرية من الآن تعترف بكل صاحب فضل. قائلا: وانتم أهل فضل وهبتهم مصر كنوزها وهى ثمرات عقولكم ومنحتموها رأس المال الحقيقى وهو العلم والمعرفة.
وقال الرئيس مرسى أنتم تهبون لمصر قوة دافعة جديدة تضعها فى طريق التميز فى عصر لا يعترف إلا بالأقوياء فى العلم والمعرفة. موضحا أن الدلالة الثالثة لعيد العلم إعلاء قيمة العلم والعلماء والبحث العلمى والنهضة القائمة على أسس سليمة، وصولا بذلك إلى نقل التكنولوجيا والإنتاج والوفرة والصناعة على كل مستوياتها.
وقال الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية: إن الدلالة الرابعة مرورنا بمرحلة تحول فى مفاهيم القوة بأشكالها التقليدية إلى قوة العلم والمعرفة. معربا عن أمله فى أن نصل بمصر إلى اقتصاد المعرفة الذى تزداد فيه نسبة القيمة المضافة.
وأضاف الرئيس مرسى: إن العلم والمعرفة أصبحا حجر الزاوية فى بناء اقتصاد هذا العصر الذى يعلى من مكانة العلم فى قيادة التنمية، حيث إن الاخفاق فى امتلاك ناصية المعرفة والتقنية محفوف بالكثير من المخاطر الأمنية والاقتصادية.
وأعرب الرئيس عن أمله فى أن يسعى رجال الصناعة والمستثمرون إلى العلم والعلماء حتى يستفيدوا من خبراتهم لإيجاد منظومة عمل متكاملة ما بين الدراسة والبحث العميق وما بين الإنتاج والتطبيق.
قال الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية: نريد أن ننمى هيئة الطاقة الذرية واستخدامها والوقود النووى فى التطبيقات العصرية والصناعية وتوليد الكهرباء.
وأوضح مرسى أنه على يقين أن الباحثين والعلماء والأساتذة لديهم الإمكانية الحقيقية للطاقة العقلية والعلمية والمعرفية والإخلاص وحب الوطن والرغبة فى العطاء والتضحية ما يمكن أن ينقل مصر فى وقت قصير إلى مجال النهضة الحقيقية.
وأشار الرئيس مرسى إلى أن العلم والبحث العلمى فى المجتمع المصرى يجب أن يكون الركيزة الأساسية فى قيادة التنمية والتقدم، لافتا إلى أن مصر أولت فى الدستور الجديد أهمية خاصة لدعم البحث العلمى واستقلال الجامعات ووضع أسس ومعايير لاختيار الكفاءات وتشجيع المبدعين من أعضاء هيئات التدريس والمراكز البحثية وتبادل الخبرات مع دول العالم المختلفة، وفى سبيل تحقيق ذلك نص الدستور على تحديد نسبة كافية للبحث العلمى من الناتج القومى وتقديم الدعم اللازم للمراكز البحثية والمعاهد البحثية، بالإضافة إلى التزام الدولة بتحويل الدراسات والأبحاث العلمية إلى تطبيقات ملموسة على أرض الواقع لتحقيق النهضة المنشودة للمجتمع.
وأوضح الدكتور مرسى أن انشاء المجلس الوطنى للتعليم والبحث العلمى يناط به وضع استراتيجية وطنية للتعليم بكل أنواعه وجميع مراحله وتحقيق التكامل فيما بينها والنهوض بالبحث العلمى ووضع المعايير الوطنية لجودته.
قال رئيس الجمهورية الدكتور  محمد مرسى: إن مصر تثق فى دور علمائها وباحثيها وأعضاء هيئة التدريس المشاركين فى العملية التعليمية والبحثية ثقة لا يتطرق إليها شك وتقدر ما يقومون به من مشاركة فعالة وما ينبغى أن يكون منهم فى تنميتها ونهضتها. مضيفا: ولذا كان لزاما على أن أقوم برعاية  هؤلاء جميعا أنتم وكل من خلفكم وتقدير مكانتهم الاعتبارية ودعم جهودهم ومشروعاتهم التى تعد مشاعل للتنوير والتمييز والابتكار.
وقال: إن الأمم ترقى بعلم أبنائها وأخلاقهم والعلماء دائما قادة مسيرة أخلاق وبالتالى لا بد من الحديث عن كل أنواع البحث. موضحا أنه إذا كانت الجامعات ومؤسسات البحث العلمى تمتلك المشروعات البحثة والكوادر البشرية وإذا كان القطاع الخاص يمتلك التمويل وإذا كانت مؤسسات المجتمع المدنى تمثل الطريق الثالث للتنمية فإن الشراكة بينهم شراكة مطلوبة لبناء جسر من التكامل لتفعيل البحث العلمى فى قضايا الوطن، وليس هذا فحسب بل تقديم حلول لمشكلات عالمية أو قطرية أو فى مجال المنطقة التى نعيش، مثل نقص الموارد والفساد والصراعات التى تهدد التعايش السلمي.
ودعا القطاع الخاص ورجال أعمال مصر الشرفاء - وهم كثيرون - ومؤسسات المجتمع المدنى للمشاركة والإسهام فى تفعيل المنظومة البحثية وتطبيق مخرجات البحث العلمى ليكونوا بحق شركاء النجاح فى تنمية مستدامة وشاملة.
وأكد مجددا أنه لا بد على شركات الصناعة والمستثمرين وأصحاب رءوس الأموال البحث عن العلماء والباحثين لكى يشاركوا فى حل المشكلات وتطوير وسائل وأدوات الإنتاج لديهم.
وقال رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى إنه «يتعين علينا كدولة رعاية الأجيال الجديدة من الباحثين والمبدعين وتقديم كل العون والرعاية لمستقبل واعد تكون فيه الثقافة العلمية أساس حركة المجتمع، بعيدا عن التغييب العلمى الذى كان يعانى منه المجتمع المصرى فى عهود الضعف والتخلف».
وأعرب الرئيس مرسى عن سعادته بأن تحتل مصر المرتبة الـ41 على مستوى العالم فى البحث العلمى والرابعة على مستوى الشرق الاوسط، معربًا عن أمله فى أن يكون المستقبل أفضل وتحسين تلك المرتبة.
وأضاف انه يتعين على الجميع الاستمرار فى مسيرة التميز العلمى لمصر من خلال مشاركات العلماء فى إيجاد الحلول العملية للقضايا الملحة التى تمس حياتنا، ومنها قضايا الغذاء والطاقة والتعليم والأمن والبيئة، داعيا إلى تضافر جهود العلماء والباحثين فى مختلف الأماكن من أجل تحقيق ذلك.
وأعرب الدكتور محمد مرسى عن ثقته فى ان دعوته ستلقى صدى من قبل العلماء، مؤكدا أن مصر ستشهد تحركا واعيا من كل فئات المجتمع لاكتمال بناء مجتمعنا ليواكب العصر المعرفى الذى نعيشه الآن.