الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القتلة في حماس






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 11 - 01 - 2010


من سوء التقدير والغباء الإنساني والسياسي أن يتصور رئيس حكومة "حماس" المنحلة في قطاع غزة أن تقديم التعازي عن اغتيال جندي شاب مصري برصاصة قناص حمساوي جبان يمكن أن يهدئ من المشاعر الجماهيرية الغاضبة في مصر.

ويمكن أن يلتف حول الإعراب عن نفاد الصبر المصري الذي تحمل من حركة حماس كل ما يمكن تحمله تحت مظلة الواجب التاريخي والدولة الشقيقة الكبري التي عليها أن تتحمل رذائل الصغار وشططهم و لعبهم بالنار.

لقد تحملت مصر والشعب المصري الكثير وتعرضت لحملات إعلامية قذرة موجهة كانت رأس الحربة فيها حركة حماس.. وتحملت أيضا اجتياح حدودها ونقل الإرهابيين وسلاحهم عبر الأنفاق إلي العمق المصري.. وتحملت أيضا المزايدات والمتاجرات من "حماس" وظهيرها الإيراني.. وتحملت أيضا إطلاق النار الحمساوي علي صدور الشباب المصري عند الحدود.

في الوقت الذي لم تتوقف فيه -مصر- عن تقديم كل الجهد والدعم والالتزام بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، خاصة في غزة وقد أعلن الرئيس مبارك أن مصر لن تسمح بتجويع غزة. في اغتيال الجندي المصري.. لن تفلح كلمات التعازي من رئيس حكومة حماس المنحلة ولن تجدي عبارات الأخوة في العقيدة والعروبة من قيادات حماس في الداخل أو في سوريا أو في غيرها كمحاولة التفاف تهدأ فيها المشاعر المصرية لتعود حماس مرة أخري للترويج لحملات إعلامية كاذبة وإطلاق النار علي الجنود المصريين.

وإنما مواقف حقيقية وأفعال علي الأرض تجسد معاني الأخوة في العقيدة والعروبة.. ترعي المصالح العليا للشعب الفلسطيني وإعادة حقه المسلوب في الأرض والحياة.. في غزة والضفة والقدس.. وهو ما لن يحدث إلا بالتوقف عن المتاجرة بدماء هذا الشعب وتكريس الانقسام والاقتتال بين أبنائه.. علي أرض لاتزال ترضخ تحت سلطة احتلال إسرائيلي.

كلمات التعازي في اغتيال الجندي المصري يجب أن تكون غير مقبولة.. والحديث عن الأخوة في العقيدة والعروبة يجب أن يكون مقطوعًا إلي حين.. وهذا كلام الشباب في مصر.