الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مراد منير يعود بـ«لجنة» صنع الله إبراهيم: مفتون بجرأة باسم يوسف.. وعرضت عليه التمثيل فى المسرحية.. وسوف أنتج أعمالى بنفسى




عندما تذكر المعارك المسرحية لابد أن يذكر المخرج مراد منير فهو أكثر من خاض معارك عديدة حتى تخرج أعماله إلى النور سواء مع الرقابة أو النظام السابق وكان على رأس هذه المعارك مسرحية «الحسين ثائرا وشهيدا» التى رفضها الأزهر أكثر من مرة ثم مسرحية «اللجنة» المأخوذة عن رواية بنفس الاسم للروائى الكبير صنع الله إبراهيم وقد تعرض هذا العمل للإيقاف والمصادرة لسنوات وحتى هذا اليوم، فعن معاركه الطويلة مع «اللجنة» وقضايا أخرى قال منير فى حواره معنا:

 
أذكر أنه فى أول يوم زواجى منذ 23 عامًا جاء لى صنع الله إبراهيم الفندق وقتها واتفقنا على كل التفاصيل التى تخص «اللجنة» وذهبنا للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة حتى يحول الرواية إلى مسرحية لكنه رحب فى البداية ثم اعتذر، بالطبع ذهبنا لكتاب آخرين كتب بعضهم محاولات، لكن لم تخرج المسرحية كما كنا نريد لأن المعالجات التى قدمت كانت بعيدة كل البعد عن النص الأصلى للرواية والدراما التى تحتوى عليها، لذلك قررت أن أكتبها بنفسى وأحولها إلى مسرحية وبالفعل قمت بهذه المهمة وأعجب بها صنع الله إبراهيم وأكد لى إننى حققت النص والرواية كما ينبغى أن يكون، وأصبحت المسرحية جاهزة منذ سبع سنوات للعرض حتى أننى أتيت بنور الشريف وداليا البحيرى وعمرو عبدالجليل وإيمان البحر درويش وانتهينا من البروفات فى شهرين لكن هيئة المسرح ظلت تماطل معنا لمدة ستة أشهر وفى يوم أثناء البروفة فوجئت بثلاثة أشخاص مجهولين لا أعلم من هم حتى الآن لكنهم دخلوا المسرح أثناء البروفة حتى إننى طالبت نور الشريف بتأجيل البروفة فى هذا اليوم لكنه أصر أن يستكملها، وفى اليوم الثانى فوجئت بإيقاف العرض حتى الآن.

■ فى رأيك ما سر توقف «اللجنة» على وجه التحديد بهذا الشكل المتكرر؟
- ما قيل من أسباب الرفض وقتها أنها تتعرض بشكل فج لمسألة التوريث، لكن السؤال بعد سقوط النظام وحدوث الثورة لماذا لم يعد تقديمها؟!، وبالرغم من أن المكتب الفنى لمسرح السلام طلب جميع أعضائه أن نقدم المسرحية وأبدى نور الشريف استعداده للعودة وداليا البحيرى كذلك، لكن خشى مسرح الدولة مرة أخرى ولا أعلم السبب، وما قيل رسميا أن مراد منير لديه أيديولوجيا لا نستطيع التعامل معها!! لكننى أعتقد أن السبب الحقيقى يرجع إلى أن هذه الرواية  لها رؤية عميقة لما يحدث الأن فى العالم لذلك تسبب قلق لأى نظام.
■ هل هذا هو سبب لجوئك للقطاع الخاص؟
- ليس قطاعًا خاصًا بالمعنى الحقيقى لكننى أسست فرقتى  تحت عنوان فرقة مسرح فن «مراد منير» الفرقة بها شباب ثابت والنجوم سيأتون حسب كل عرض، وأجهز حاليا للعرض الأول من تأليفى وإخراجى وإنتاجى وسأقدم تذكرة رخيصة العرض الأول هو «زيارة سعيدة جدا» والثانى سيكون «اللجنة» أعلم أن هذه مغامر مادية وقد أتعرض لخسارة لكننى لا أخشى شيئًا لأننى سأكون أقمت فرقتى التى أردت أن أقدم من خلالها أفكارى ومشاريعى المسرحية.
■ هل تفكر فى تأجير مسرح معين لهذه الفرقة؟
- أفاوض حاليا على مسرحين وسوف أبدأ بعرض «زيارة سعيدة جدا» تشاركنى به فرقة إسكندريللا فى 5 يونيو المقبل ثم «اللجنة» لكننى  لم أحدد أبطالها بعد.

■ هل سيكون معك نور الشريف هذه المرة؟
- بالتأكيد عندما أبدأ فى التحضير للمسرحية من جديد سأعيد عرضها على الفنان نور الشريف وإذا وافق أعتقد أن هذا سيسعدنى كثيرا.
■ ألم تخشى من تعطيل «اللجنة» رقابيا مرة أخرى؟
- لم يعد يعنينى تعطيل «اللجنة»  لأن ما سبق وحدث معى اعتدت عليه وأصبح شيئًا مضحكًا بالنسبة لى لأننى مقتنع بأن الشخص الذى له قيمة دائما توجه إليه الضربات والاتهامات وإذا كنت بلا قيمة لن ينظر إلى أحد لذلك أعتبر أى طعنات هى وسام على صدرى لأننى أحمل قيمة حقيقية بعملى.
■ وماذا عن النظام السياسى الحالي؟
- النظام الحالى أعتقد أنه ليس لديه طاقة للجرى وراء إغلاق مسرحية لأنه «معدوم العافية» هم يهتمون الآن بملاحقة باسم يوسف والإعلاميين فلن يشغله عرض مسرحى وأعتقد أنه فى موعد تقديم اللجنة سيكون هذا النظام رحل ونسيناه ونسينا الإساءة والمرارة التى شعر بها المصريون وإهانة قامات مصر داخليا وخارجيا لأن مشكلتهم أنهم عديمو الموهبة فالحكم كاريزما وقدرة والإخوان كانوا يجهزون أنفسهم منذ ثمانين عاما للاستيلاء على السلطة وبعدها شعروا بالمصيبة التى وقعوا بها، وعندما أقرأ يوميا الأخبار أقول أن هذه عصابة غير محترفة، وأتمنى أن يجروا وراء مسرحيتى وسأقدمها فى التحرير حتى ولو خسرت.

 
■ ما رأيك فى أسلوب باسم يوسف فى نقد الأوضاع الحالية؟
- أحبه جدا لدرجة أننى أرسلت له كى يشارك فى مسرحية «اللجنة» لكن مدير أعماله أخبرنى أنه يعمل 17 ساعة فى اليوم لإعداد البرنامج، فأنا شديد الإعجاب بحضوره ومفتون بجرأته ولن يقدر عليه أحد لأن الناس تعشقه فليعترض عليه من يعترض حتى خروجه عن المألوف يعجبنى كثيرا.
■ هل ترددت فى خوض تجربة الإنتاج لأول مرة ؟
- كانت من أهم الأشياء التى نصحنى بها أصدقائى ألا أخوض هذه المغامرة الفنية وأنتظر حتى تتحسن الأوضاع لكننى كنت أرد عليهم دائما باننا لو لم ننزل للعمل فى ظل هذه الظروف ونقاوم لن نكون رجالا وإذا لم نساند فننا وعشقنا من الذى يخشى علينا بعد ذلك، أنا لا أهدد أحدًا لكننى خرجت للانتصار لوطنى وقلبى وعملى وإذا لم أنزل حاليا يكون «عيب».

■ إذن لماذا ابتعدت طوال الفترة الماضية؟
- لم أكن بعيدا عرضت أكثر من مشروع ولدى سبعة مشاريع فى هيئة المسرح لكنها رفضت ليس كأعمال لكن الرفض كان لى شخصيا ولا أعلم السبب لكننى أحيانا أشك أنهم لا يريدون مسرحًا حقيقيًا لأن المسرح بـ«يخوف»، فهو يشكل تماس حقيقيًا ومباشرًا مع الجمهور فعلى سبيل المثال المسرح رعب هتلر فى فترة حكمه، لذلك قرر طرد بريخيت وكل المسرحيين على أمريكا لأنه خشيهم فمابالك بهذه الحكومات الهشة الضعيفة الضئيلة لابد أن تخشى المسرح سواء قبل أو بعد الثورة، وهناك شعار رفعه البيت الفنى منذ فترة هو ألا يعمل الموهوب، لأن عمل الموهوب خطر وإذا أردتى هدم أى وطن امنحى فرص كبيرة لغير الموهوبين سيدمرون الدنيا وأذكر أنهم أمسكوا جاسوسا فى روسيا وأثناء التحقيقات قال أننى كنت أضع الرجل غير المناسب فى مكان لا يستحقه وهذا ما يهدم أى شىء وبالتالى هم يعملون بهذا الأسلوب من الثمانينات ليس بالمسرح فقط بل فى كل المجالات بمصر لأن تصدير عديمى الموهبة جعلنا نقول اليوم أنه ليس هناك مسرح، وهذا حقيقى لأنهم نجحوا وبجدارة على مدار سنوات طويلة فى منح أنصاف وأرباع الموهوبين فرص لا يستحقونها،   فيصبح النموذج هو عديم الموهبة والموهوب الحقيقى يدمر ويكتئب نفسيا، ويكفى أن أذكر بأننى على مدار تاريخى المسرحى طوال 25 سنة لم أقدم سوى 10 مسرحيات فقط هذا ما سمح لى به والمسرحية الوحيدة التى استطاعت أن تنفذ وتأخذ حقها فى العرض هى «الملك هو الملك» لكن مثلا  «لولي» والتى قيل عنها انها أعظم ما قدم فى المسرح الغنائى قدمت ستة أشهر ثم أغلقت. 
■ ما رأيك فى المنطق الذى يتبعه البيت الفنى حاليا وهو إغلاق العروض حتى ولو كانت ناجحة كى يمنح الموظفين فرصًا للعمل للحصول على حوافز ومكافآت؟
- نحن لا نعمل فى وزارة شئون اجتماعية هذا مسرح وفن وهذه ليست القضية الأساسية حاليا لأن القضية الأساسية هى أنهم فى وقت من الأوقات جاءوا برجل  جاهل بالثقافة ومنحوه منصب وزير للثقافة وهو عماد أبو غازى، هذا الرجل من أجل المظاهرات وبمنتهى الحماقة عين 800 شخص والهيئة مكتظة بالموظفين، وأخذ تعيين هؤلاء من أموال الإنتاج وسحب أموال كثيرة لتكديس موظفين لأنه كان جبانًا ولم يقدم أى انجاز يذكر للمسرح او الفن هكذا تعاقب علينا وزراء ثقافة كلهم عينة واحدة أفسدوا المسرح تماما فى مصر، إلى جانب رؤساء هيئة تعساء أعدموا المسرح وقتلوه، فماذا يعنى أن أشغل ناس حتى يحصلوا على حوافز ومكافآت، الفن ليس مهنة فإما أن تكون موهوبًا أو غير موهوب، وهناك افتكاسة أخرى اخترعها عماد أبو غازى وهى الانتخابات، أعتقد أن الانتخابات يجب أن تقام فى نقابة المهندسين، لكن كيف يتم انتخابات بالمسرح؟!! مدير المسرح لابد أن تكون لديه عوامل تؤهله لإختيار نص وكاست وممثلين، لكن بالطبع الموظفين سيأتون بالمدير لأنه سيساعدهم على العمل لذلك المديرون الموجودن نتيجة الانتخابات هم أقرب للتشوه، ويقدمون مواسم شديدة البذاءة، فهل يعقل أن المسرح والفنون الشعبية بكل فرقها ينتجون فى السنة ثلاثة عروض فقط، لكننى أذكر فى مثل هذا الوقت كان يعمل مسرح القطاع العام أيام أشرف زكى بنشاط كبير، فرغم اختلافى معه فى بعض الأشياء، لكنه قدم عددًا ضخمًا من الأعمال المسرحية المهمة والتى تحمل قيمة لأن أشرف كان محروقا على المسرح فنختلف معه سياسيا كما نشاء لكنه كان يعمل لإنجاح المسرح  ولكى يكون هناك مسرح حقيقى وإنتاج ضخم، لكن التعساء الموجودين حاليا حولوا المسألة إلى مهزلة سخيفة وأرى أن المرحلة المقبلة ستكنس كل الحثالة السياسية والأدبية والفنية ولدى يقين بذلك.
■ كيف تشعر بهذا التفاؤل فى ظل الظروف السيئة التى تمر بها مصر حاليا؟
- متفائل لأن هذه هى مصر ومن يعرف مصر جيدا ويقرأ التاريخ يعلم أن هذا البلد تنتفض وتقوم فى أيام مثل الوحش وهذا سيحدث قريبا جدا ستحدث انتفاضة وتكنس كل القمامة التى تدمى قلوبنا وتؤلم أنفسنا وأروحنا وسيأتى يوم وتسأليننى كيف تنبأت بـ«كنس القمامة» ؟!