فلنبدأ اقتحامًا حقيقيا

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 13 - 01 - 2010


لقد اتفقنا علي أننا لن نسمح بتعرض جندي مصري علي الحدود لرصاصة خسيسة غادرة من حماس أو غيرها.. وقبلها اتفقنا علي أننا لن نسمح للمأجورين والموتورين وطالبي الشهرة والثروة بالتطاول علي مصر وشعبها ورسم خطط التشهير بها تحت أي مسمي من المسميات وتحت أي شعار سواء من المشبوه "جالاوي " أو غيره.. وأن من يريد مساعدة غزة فالطريق معروف والوسيلة متاحة بشرط الالتزام بالضوابط المصرية واحترام الأراضي المصرية.
ولكننا في حاجة أشد للانتباه إلي أن جريمة نجع حمادي تحتاج منا إلي أكثر من اتفاق علي أنها جرس إنذار قد يكون أخيرًا لما يمكن أن تفاجئنا به هذه الحالة من الاحتقان غير المسبوقة بين عنصري الوطن الواحد.

وهي الحالة التي نعترف جميعًا بأنها موجودة ونرصد لها ظواهر ودلائل وإرهاصات.. وبين أيدينا أسبابها.. اقتصادية واجتماعية وإعلامية وسياسية.. ولنا في مواجهتها.. جهد في خطط تنمية في الصعيد ودفع باستثمارات مهولة لتعظيم فرص التشغيل وغيره في المحافظات المصرية.

ولكن الاقتصاد وحده لن يزيل هذا الاحتقان ولا الجهد الأمني أيضًا.. و من الظلم أن ننسب إلي الحالة الاقتصادية في الصعيد وغيره هذا السلوك المتطرف الطائفي.. كما من الظلم البين أن نترك هذا الملف علي أكتاف الأمن.

نحتاج إلي اتفاق علي اقتحام حقيقي يزيل هذا الاحتقان.. اقتحام لا يترك فيه الخطاب الديني في المسجد والكنيسة.. المدارس.. المناهج.. البرامج الليلية علي شاشات الفضائيات.. الصحافة المكتوبة.. قنوات التطرف واللحي الطويلة والعباءات السوداء.

نحتاج إلي مواثيق شرف وقرارات وملاحقات لا تكل ولا تمل تدفع إلي العودة الحقيقية للاعتدال والتسامح المولود مع كل مصري كفطرة قبل أن يكون سلوكًا.. لابد وأن نبدأ.. وبقوة وإصرار قبل أن نفاجأ من جديد بمجرم متطرف ذ مسلم أو مسيحي- لا يراعي الله ولا الدين ولا الإنسانية.. فتشتعل نار تأكل الأخضر واليابس. فلنبدأ اقتحامًا حقيقيا.