الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كسر الحلقة المفرغة






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 17 - 01 - 2010


سنظل ندور في حلقة مفرغة.. تبدأ عندما يرتكب واحد من المحتقنين المتطرفين جريمة في حق مسلم أو مسيحي تشتعل معها نار الدعاوي الانتقامية مصحوبة بصب المزيد من الزيت علي النار المشتعلة من جانب صحافة وقنوات فضائية لها أجندة مشبوهة تخدم اهداف المؤامرة علي هذا الوطن.. في الداخل.

تدعمها مجموعات وتجمعات في الخارج تظل طوال الوقت تقدم التفسيرات عن مزاعم كاذبة في اضطهاد لإخوة في الوطن فتعطيها هذه الحوادث مبررات الاستمرار في حملات التشويه والابتزاز والاستعداء علي الوطن وأمنه ونسيجه الاجتماعي.

كسر هذه الحلقة المفرغة وافساد هذه الأجندات المشبوهة ومواجهة هذه الحملات الكاذبة وإبطال مفعول الاستعداء الخارجي.. لن يحدث سوي عندما نقرر أن الضرورة الحتمية أصبحت تفرض علينا إجراءات وقرارات تواجه الواقع الذي نعرفه جيداً.

والذي لا يغيره إلقاء اللوم علي الخطاب الديني إسلامي ومسيحي فقط .. ولا الهجوم علي المحافظ القبطي وابتزازه والضغط عليه ليحول بوصلته الوطنية من رجل دولة يدير إقليما يعيش فيه مصريون باختلاف فئاتهم وديانتهم ومستواهم الاجتماعي إلي محافظ لديانة أو فئة وعصبية.. ولا حتي إلقاء كل العبء علي الأجهزة الأمنية في علاج هذا الاحتقان.

دعونا نقرر أن هذا الاحتقان بين عنصري الأمة لا يقوم علي أسباب حقيقية قدر ما يبني نفسه علي أخطاء إدارية وتربوية وثقافية وحياتية وإعلامية تخلق مناخا من الشائعات يصعب تتبع مطلقيها ومروجيها.. فتكون محورا للنقاش والحديث في البيوت وبين العائلات وفي الأوساط الشبابية بما يجعل منها حقائق تستدعي الاستعداء علي الآخر فتخرج في شكل هذه الجرائم التي ترتكب في حق الشقيق في الوطن مسلما ومسيحيا.

دعونا نبدأ حلولا حقيقية تمتد من إقرار القوانين المنظمة لممارسة الشعائر الدينية وحتي الخطاب الإعلامي وتلك الحالة من المطاحنة بين من يطلقون اللحي ومن يرفعون الصلبان في المساس والتشهير بدين الآخر.. مرورا بالمناهج الدراسية والسلوكيات العامة ومن يعلق صورة البابا ومن يلصق آية قرآنية علي زجاج سيارته.

فالزمن لم يعد في صالحنا.

[email protected]