الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فيلم "لجنة الصحة" الهندي






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 20 - 01 - 2010


من اللافت أن يتورط بعض نواب البرلمان في انتقاد وزارة الصحة وخطتها التي واجهت بها أنفلونزا الخنازير بدءاً من ظهور أول إصابة وافدة عبر خطوط الطيران ثم انتشارها كعدوي وتجاوز عدد الإصابات بها رقم الألفين إصابة ومات متأثراً بها 224 حتي كتابة هذه السطور.

حيث لام البعض في لجنة الصحة بمجلس الشعب وزارة الصحة والوزير د.الجبلي بأن الإجراءات الاحترازية كانت "زيادة شوية".. وقال آخرون: إن وزارة الصحة وقعت في فيلم "هندي" أدي إلي هلع وخوف المواطنين.

وفي تقديري أن ما أثير في اجتماع لجنة الصحة بمجلس الشعب هو الفيلم الهندي.. إذ تغافل نواب لجنة الصحة عن كثرة الظهور الإعلامي للوزير د.الجبلي وربما في كل المحطات الفضائية وفي أكثر من توقيت متزامن مع تزايد عدد الإصابات بأنفلونزا الخنازير.. مطمئناً للناس بالحديث عن "تفاهة" الفيروس وعدم صموده أمام "كوب شاي واسبرينتين".. ولا يحتاج في مقاومته سوي للنظافة الشخصية.

ومن هؤلاء النواب من هاجم وزير الصحة في هذا الوقت بدعوي تبسيطه للأمور وعدم رغبته في إثارة الفزع والخوف وأن حقيقة الفيروس وانتشار الإصابة بالمرض علي عكس ما يقول الوزير وطالبوه بإجراءات أكثر واحترازات أكثر تشدداً وسيطرة.

بينما خطة الدولة في مواجهة الإصابة بأنفلونزا الخنازير تسير بشكل علمي ممنهج يتوافق مع كل مرحلة من مراحل الإصابات بالمرض وانتشارها بالتوافق مع مراحل التطور العالمي للفيروس وما هو متوقع من موجات انتشار الإصابة الزمنية.

وبما جعل الناس علي موجة واحدة مع المرض المنتشر سريعاً واحتمالات تطوره ووسائل مواجهته.. فأصبحت "سيرة" أنفلونزا الخنازير مثل أي "سيرة" أخري من تفاصيل الحياة اليومية المعتادة داخل البيوت بين الأسر لا خوف فيها ولا فزع.. مطمئنة إلي إجراءات المواجهة احترازياً أو علاجياً.

ربما كانت تنتظر لجنة الصحة في مجلس الشعب أن يكفي وزير الصحة علي الخبر "ماجور" وأن تتبع وزارة الصحة سياسة "كله في السليم" بما يجعل الإجراءات الاحترازية ليست "زيادة شوية" فيفاجأ الناس بأنفلونزا الخنازير تداهمهم ويتفنون كل بطريقته في مواجهتها. في لجنة الصحة فيلم هندي.. "مش كده".