الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
نشطاء الفخفخينا!
كتب

نشطاء الفخفخينا!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 18 - 05 - 2010



«رمش العين» أحدث أسلحة الإرهابيين!
1
- النشطاء لم يذهبوا هذه المرة إلي ميدان التحرير، للتظاهر أمام مسجد عمر مكرم، لكنهم شدوا الرحال إلي نيويورك للمشاركة في مؤتمر «مستقبل الديمقراطية في مصر» بدعوة من شيء اسمه «التحالف المصري الأمريكي».
- ملاحظة بريئة فقط، هي أن تذكرة السفر علي الدرجة السياحية وليست الأولي أكثر من 20 ألف جنيه والإقامة في الفندق 350 دولاراً لليلة، بما يعني أنه مؤتمر «مصروف عليه كويس».
- ندخل في الموضوع: والملاحظة الثانية هي أن المتحدثين لم يقولوا كلاماً أسخن ولا «أشعر» -من شعارات- مما قالوه في ميدان التحرير، فلماذا السفر والكبد والمعاناة؟
2
- الملاحظة الثالثة، هي أن نشطاءنا الأبرار، ذهبوا إلي أمريكا للحديث إلي الأمريكان بلسان الأمريكان وثقافة الأمريكان وباللغة التي يريد الأمريكان أن يسمعوها حتي وإن كانت مضللة.
- مثلاً.. الدكتور يحيي الجمل قال لهم إن قانون الطوارئ يعتمد علي تعريف مطاط لكلمة «إرهابي» ويمكن للحكومة تفسير «نظرة» مواطن يسير في الشارع لأي فرد أمني علي أنه عمل إرهابي.
- انتبهوا لما يقوله الجمل «نظرة» وإذا فسرنا كلامه فهو «رمش عين» أو «غمزة» أو «حبة كحل زيادة» أو «ابتسامة شقية من عيون عسلية»، يمكن أن تشكل عملاً إرهابياً، طبقا لما قاله «الجمل» للأمريكان.
3
- بالله عليكم ده كلام، وهل يصل الهزل إلي هذا الحد، وهل قطع أستاذ القانون الدستوري الأميال وركب الطائرات التي هي أكبر من الأفيال ليتحدث عن إرهاب العيون وجنازير الرموش؟
- الجمل يقول أيضا إنه تقدم بمشروع قانون بأن تعتبر «جميع» الأديان السماوية أساساً للتشريع، لأن «السادات حين قصر ذلك علي الشريعة الإسلامية أراد دغدغة عواطف الناس».
- «خلطبيطة»، مقدارين مسيحية علي حبتين إسلام علي أوقية يهودية، يضاف إليهم مرقة الأديان الأخري، ويتم ضربها جميعاً في خلاط صيني، للحصول علي كوكتيل التشريع المصري.
4
- كان من المفترض أن ينزع الدكتور الجمل عن نفسه الانحياز والهوي، وأن يسترد وعيه القانوني وثقافته الدستورية، وهو يتحدث في أمريكا، التي عاش حياته مناهضاً لها وكارهاً لأفكارها.
- لكن الناس يتغيرون مع الزمن، ولم يعد أحد يعرف من هذا ولا من ذاك، الشيوعي أصبح إسلامياً، والإسلامي تشيع، والناصري تأخون «من الإخوان» والإخواني يرقبهم للانقضاض عليهم حين تحين اللحظة.
- كنا نتمني أن يتحدث أستاذ الدستور بالدستور، ويقول إن تعريف الإرهاب ليس برمش العين، ولكن بالمادة (86) من قانون الإجراءات الجنائية العادي وليس الاستثنائي، ويتوافق عليه الجميع.
5
- من حق الجمل أن يتمسك بأن القانون العادي لا يستطيع مكافحة الجريمة الإرهابية والاتجار بالمخدرات، وأن يسوق النصوص والحجج والمبررات التي تؤيد وجهة نظره، وله كل الاحترام.
- لكنه لم يفعل ذلك واستخدم سلاح السخرية الفاسد، وقال كلاماً ممزوجاً بالغل مثل «كل دساتير العالم تكفل الحرية لشعوبها، لكن الدستور المصري يفعل العكس تماماً».
- «ماشي» لكن كان عليه أن يسترد حياد الأستاذ ويقول إن هذا الدستور هو الذي أقر حقوق المواطنة والدولة المدنية وفصل الدين عن الدولة وغير ذلك من المبادئ السامية والنبيلة.
6
- الثاني هو سعد الدين إبراهيم الذي يبدو أنه يستمتع بالفضائح ويهوي البهدلة، وكأنه يتشعبط في ظهر حنطور، ويزغزغه العربجي كل فترة «بسوطين ورا».
- عائد لتوه من قطر، بعد أن غسلوا أيديهم منه وتبرأوا من أفعاله وطردوه من إماراتهم «غير مرغوب فيه» في وقائع تتعلق بهم، يعني لم يطردوه من أجل سواد عيوننا.
- أراد أن ينفث إحباطاته في مؤتمر نيويورك المشبوه، لكنهم خافوا منه ومن شبهاته، فأرادوا أن يمنعوه من الحضور، فدخل لهم من الشباك قائلا: «أنا سعد محدش يقدر يمنعني».
7
- حسن نافعة عنده مشاكل، وأسامة الغزالي حرب ماسك العصاية من النصف وجودة عبدالخالق ضل طريقه إلي المكان الخطأ.. وبقيتهم تحدثوا بلسان أمريكا وقلب أمريكا ورموش أمريكا.
- إن يقولوا هذا الكلام في مصر.. ماشي، في ميدان التحرير أو العتبة أو عايدة.. ماشي، أن يصرخوا به في الفضائيات.. ماشي، لكن لماذا السفر والتعب والمصاريف ومصافحة ثقيل الظل سعد الدين؟
- يا نشطاء مصر.. انتبهوا أمريكا «بتتخض» من هذا الكلام الفخفخينا، الذي يبدو «زي أبوجد».. فطمئنوها، طمئنوها.. طمأنكم الله.


E-Mail : [email protected]