نداء إلي ضياء
عبد الله كمال
عزيزي الأستاذ ضياء رشوان.. الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام.. والمرشح نقيبًا للصحفيين:
لاشك أنك قد حققت إنجازًا حين تخوض اليوم جولة الإعادة أمام المرشح المخضرم الأستاذ مكرم محمد أحمد علي منصب نقيب الصحفيين.. وهو إنجاز كان سوف يتحقق حتي لو حصلت علي 600 صوت فقط.. باعتبارك في المركز الثاني.. لأن النقيب الفائز بالفعل في الجولة الأولي لم يحقق الشرط القانوني وهو الحصول علي أعلي من نصف الأصوات الصحيحة بصوت واحد.
ومن حقك أن يخالجك شعور بالثقة ولا أقول بالغرور.. وقد حققت هذا الإنجاز.. وإن كنت قد نصحتك في لقاء تليفزيوني أجريته الأسبوع الماضي بأن عليك ألا تخطئ وتعتقد أن الأصوات التي حصلت عليها تعبر عن شعبية لك أو لما تقول إنه برنامجك.
كما لاشك تذكر أنني قلت في لقاء تليفزيوني آخر إن مجريات الأسبوع الماضي بعد الجولة الأولي تثبت أنك غير مؤهل عمليا لمنصب نقيب الصحفيين.. إذ لم تتحمل الضغط السلمي للحملة المنافسة.. ورحت تقدم علي تجاوزات متنوعة أخطرها في رأيي ليس ما يتعلق برسالتك بشأن تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية.. وإنما إنك لم تتحمل سؤالاً مهنيا ملتزمًا باللياقة من الزميل أيمن عبدالمجيد في مؤتمر صحفي كنت أنت من دعوته إليه.. ورحت تسخر منه أمام الكاميرات.. ولا داعي لتكرار ما قلت.
ولعلك تذكر أيضًا أنني قلت إنه إذا كانت رسالتك بخصوص تغيير رؤساء التحرير هي نوع من الهذيان.. وإنها تعبير عن عدم فهم لدور النقيب الذي ليس عليه أن يتدخل في شئون الصحف.. وألا يظن أنه مالك لها.. وإنني ضغطت عليك لكي تقوم بنشر رسالة موبايل تنفيها.. فلم تنفها وإنما التففت عليها.. فإن الأهم أنك لم تستجب لدعوتي لك بأن تبلغ النائب العام ضد من لفقها عليك كما تدعي وهو ما يثبت أنك صاحبها كما قالت جريدة الدستور التي تدير حملتك.. سواء من مقرها أو مقر نجيب الهلالي المحامي في وسط البلد.
الآن، ونحن مقبلون اليوم علي جولة الإعادة، لابد أن أصارحك بمخاوفي بعد أن بلغتني بعض المعلومات بشأن الشحن ــ ولا أقول الحشد ــ الذي امتلأت به رءوس مناصريك.. وما وصلني من معلومات عن المنشورات التي وزعتها بنفسك في وكالة أنباء الشرق الأوسط وغيرها ليلة الجمعة ــ السبت.. وما قيل لي بشأن استدعاء بعض مناصريك غير الصحفيين من الصعيد في أتوبيس خاص.. وغير ذلك من أمور.
إنني أتمني أن تكون المعاني المستنتجة من تلك المعلومات غير صحيحة علي الإطلاق.. ذلك أنني علي ثقة من أنك تريدها كما نريدها - نحن أنصار الأستاذ مكرم - معركة نظيفة خالية من الأحداث السخيفة والافتعالات التي لا تليق بنقابة فكر وموقف محترمة ولها تاريخ.. لا نريد (خناقات) ولا نريد محاولة احتكاك بأنصار هذا أو ذاك.. ولا نريد أن تكون صورتنا سيئة أمام الرأي العام.. حذر مؤيديك.. ونبه فريقك.. واكبح جماح من لا يقوون علي مواجهة الحقيقة.. وألجم كل من تعتقد أنه قد يخرج عن السياق.. هذه مسئوليتك.. وسوف تعلق في رقبتك.
وإذا كنت أنتقدك ولا أؤيدك.. فإنني لا بد أن أسجل لك محاولتك الحثيثة لتبرؤك من الإخوان المسلمين.. بل واستعانتك واستعانة الجريدة التي تناصرك بعدد من خبراء الأمن السابقين لكي يبرئوك من الانتماء للإخوان.. الصحيح أننا لم نقل إنك عضو في التنظيم.. والصحيح كذلك أنك تدافع عن التنظيم تليفزيونيا وبالمقالات نصف الأسبوعية كما لو كنت أكثر إخلاصًا للإخوان من مرشدهم.. وهذا مثبت للجميع.. ولكنك علي الأقل أثبت بتحركاتك تلك أن الإخوان سبة.. والتعامل معهم ضد روح نقابتنا.. والتعاون معهم يخالف منهج حرية الصحافة.
شكرًا لك يا أستاذ ضياء لأنك تفعل هذا.. فقد أثبت وجهة نظرنا بطريقة غير مباشرة.. وأكدت أن الصحفيين لا يريدون مرشدًا أو متحدثًا باسمه في النقابة.. مع العلم بأنه لا أحد يصدقك.. لأن أرشيفك وأغلبه طازج وليس بعيداً يسبقك.
دعنا نتقبل نتيجة اليوم أيا كانت بروح رياضية وديمقراطية.. ونرتضي اختيار الجمعية العمومية أيا ما كان القرار.. فإذا ما فزت ــ وهذا احتمال بعيد ــ علينا أن نمارس النضال ضدك بديمقراطية تؤدي إلي خروجك في المرة المقبلة.. وإذا ما فشلت.. عليك أن تبحث عن طريقة أخري تغير بها رؤساء التحرير.. ومديري التحرير.. ورؤساء الأقسام.. وأي شخص أنت غاضب منه لأسباب شخصية أو سياسية.
لكن تأكد أن هذا ليس مهمة النقيب.
الموقع الإليكترونى: www.abkamal.net
البريد الإليكترونى: [email protected]