الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البحراوى: أتعجب ممن ينتظرون ثورة جياع.. ولماذا لا ندعو الى التفاؤل؟




فى محاولة لدرء الصدع النفسى الحادث للكثير من المصريين جراء ما حدث وما يحدث اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا عقد صالون الآداب الثقافى بجامعة القاهرة ندوة للدكتور سيد البحراوي، الناقد الأدبى وأستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة بعنوان «لماذا ينبغى علينا أن نتفاءل؟»، يتناول خلالها مناقشة للأوضاع السياسية والاجتماعية والشأن الجامعى، وذلك بالتعاون مع اللجنة الديمقراطية لأعضاء هيئة التدريس بالكلية.. وتأتى الندوة فى إطار الفعاليات الشهرية لصالون الآداب الثقافى بالكلية.
 
استهل الدكتور سيد البحراوى الندوة بتقديم رؤيته للوضع الراهن على كل المستويات مقارنة بعهود بائدة وبدأ بالوضع الثقافى قائلا: الحد الذى وصل له الوضع الآن غير مسبوق، على الرغم من تراجعه أيضا فى فترة الحكم السابق للمخلوع، حيث قام النظام السابق من خلال فاروق حسنى وزير الثقافة حينها بتدجين العديد من المثقفين وإدخالهم حظيرة وزارة الثقافة، مما أدى إلى تسييسهم خاصة من كان منهم له مصالح مع النظام، هذا بالطبع عكس ما عاصرناه من عصور الازدهار الثقافى فى فترة حكم عبدالناصر والعهد الليبرالى.
 
وأضاف ما أراه حاليا هو أن هدف الإخوان ليس إعادة بناء وإعمار مصر على جميع المستويات كما يدعون، وإنما تفكيك الدولة المصرية من كل موروثها الثقافى والفكرى والحضارى استعداداً لتهيئتها لتصبح مقراً للخلافة الإسلامية تحت حكم الإخوان.
 
هذا ولا أنكر الأزمة الذهنية والسياسية للمعارضة وكذلك أزمة النخب الثقافية فى التوحد على قيادات وجبهات واحدة يبرز من خلالها توجههم وفكرهم ولكن هذا لا ينفى المحاولات الجادة للبعض والتى قريبا ستلقى صدى فى الشارع المصرى بين المواطنين البسطاء الذين لفظوا الإخوان من الشارع بعدما تبين لهم حقيقة أهدافهم السياسية بعيدا عن تضامنهم الاجتماعى الظاهرى معرجل الشارع وعلينا أن نستغل الفرصة كمثقفين وأن نهرع إلى الشارع الذى يحتاجنا لنعيد معا تشكيل وعينا الجمعى بعيدا عن الشعارات والتنظير، وعلينا أن نتعلم من الشارع المصرى والمواطن المصرى البسيط خاصة فى القرى والصعيد، وأن نستمع له وندعه يستمع إلى نفسه ويتوقف للحظات ليتبين بنفسه حقيقة الوضع ولكن ليس بمعزل عنا.
 
وأوضح البحراوى قائلا: أنا متأكد أن الثورة قادمة لهذا أنا متفائل، وستنجح شريطة أن يشارك بها العمال والفلاحون، وأتعجب من أولئك التقدميين ممن يقولون إنها ستكون ثورة جياع، أوليس 90% من شعب مصر جياعاً؟ وأقول لمن يدعى أن هناك انفصالاً بين المصريين، خاصة الطبقة الوسطى منهم والفقيرة، أن الانفصال الحقيقى بين النخب وليس بين الطبقة الشعبية التى لاتزال متماسكة حتى إن بدت صامتة، الثورة القادمة ستزيل ثنائية الأخلاق والتكنولوجيا وأسر التبعية التى نعيشها الآن، وعلى الثوار أنيتعلموا من ثورة 25 يناير وألا يقعوا فى نفس الأخطاء السابقة، ولو أننى أعتقد أن ثورة يناير ثورة ناجحة بكل المقاييس، لأنها أوصلتنا إلى المرحلة الأخيرة -أعنى ما نحن فيه الآن- وسندرك ذلك عندما نصل إلى مبتغانا.
 
وفى النهاية دعا البحراوى الشعب المصرى بكل أطيافه ألا ينساق وراء خطة الإخوان فى الاستدراج للمظاهرات الفئوية على كل شيء حتى لا تستنزف قدراتنا وطاقاتنا الثورية، وهذا مرادهم الممنهج، فهم ليسوا أغبياء، وعلينا أن نتوحد ويختار الشعب قاداته من داخله.