الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نور عبد المجيد: خيانة «أنا شهيرة» حقيقية وأعرف أبطالها




لأول مرة تعترف الروائية نور عبد المجيد أن ثنائيتها الروائية «أنا شهيرة» و«أنا الخائن» رواية واقعية عايشت أبطالها، وما أدى بهم لخيانة كل منهما للآخر، الأمر الذى دعاها لكتابتهما منفصلتين ليعيشها القارئ كما عاشتها الكاتبة، هذه الثنائية تأتى بعد رواياتها «أحلام ممنوعة» و«رغم الفراق» و«أريد رجلا» وديوانها الوحيد «وعادت سندريللا حافية القدمين»، وعن تكرارها الكتابة عن تيمة الخيانة، وأثر التنقل بين السعودية والقاهرة، ورؤيتها لوضع مصر بعد الثورة، وما تتنبأ به للمستقبل ... وسبب تأجيل إخراج روايتها «رغم الفراق» كمسلسل تليفزيونى وغيرها من القضايا ... كان لنا معها هذا الحوار:
 
■ كيف تحبين أن تقدمى نفسك للقارئ؟
 
- أنا إنسانة بسيطة تكتب لتتنفس، وتحاول أن تكون كلماتها متنفسا لمن يقرأ .. كل شىء يثير قلمى ويحفزه.. ابتسامة على وجه عاشق .. رجل ينام على أرصفة الطرقات .. طفل على صدر أمه ...الحياة بكل ما فيها تستحق وتدعونا لأن نتأمل ونتألم ونكتب ..
 
■ تكتبين الرواية وتكتبين المقال .. ما الأقرب لك؟
 
- كما أكتب المقال أكتب الرواية، بذات الصدق وبذات الرغبة الكبيرة التى تجتاحنى بإيصال رسالة أرست جذورها فى صدري.
 
والله لا فرق عندى بين رواية ومقال أو تلك الجملة الصغيرة التى أحيانا اخطها على مفكرتى أو صفحتى ... الاختلاف ربما فى التكنيك أو المساحة لكن فى الحالة والشعور لا فرق.
 
■ لماذا أصدرت روايتك الأخيرة فى مطبوعتين منفصلتين «أنا شهيرة» و«أنا الخائن»؟
 
- هى قصة كبيرة أكشفها لأول مرة، سأحاول أن ألخصها لك شهيرة بنيت على قصة واقعية حيث طلبت منذ أعوام سيدة جميلة لقائي، وحين التقينا أخبرتنى أنها فى طريقها لخيانة زوجها بعد أن اعترف لها بخيانته ...كان يوما من أصعب أيام حياتىحيث بقيت ساعات أتحاور معها.
رغم بشاعة القصة وعظم شأن الجرم الذى جاءت تحدثنى عنه، كنت أذوب خوفا وإشفاقا عليها هى .. فى نهاية ذلك اللقاء وبعد أن أنهكتنى فى نقاشها، أذكر أننى نهضت عن مكانى وقلت لها فى يأس: ما عاد عندى ما أضيفه، أريدك فقط أن تعلمى أنك إن فعلت لن تكونى أنت التى عرفتِها أبدا، سيكون عليك أن تحيى مع امرأة جديدة وغريبة تولد داخل ثيابك، هل أنت مستعدة لهذا!!!
 
بقيت أسابيع طويلة أتألم وأدعو لها، وعندما فاض بى الألم كتبت الرواية الأولى، وبقيت عاما أو أكثر بين أوراقي، ويوما كنت احكى لصديق عزيز لى عن هذه القصة فقال سمعتها ولم تسمعيه ... كتبت عنها وأنت لا تعلمين شيئا عنه، فقلت هو اعترف وأخبرها بنفسه، لكن صديقى ابتسم فى مرارة وقال مازالت فى صدره قصة لا تعرفيها!!!
 
وقتها شعرت أن من حق كل طرف أن يحكى قصته، وكتبت «أنا الخائن»، وبعد خروج الروايتين وصلتنى رسائل كثيرة كلها تقول إن أحدا لم يستطع أن يجزم من المذنب ومن منهما يستحق العقاب.
 
وهذه فى الحقيقة إحدى الرسائل الرئيسية التى أردت إيصالها الى كل من يقرأ، نحن لسنا قضاة ولا حكاماً.. نحن جميعا خطاءون ووحده الغفور الرحيم.
 
فى إهدائك الأول فى «أنا شهيرة» هل ترين أن «الحب والصدق والحنان» خطايا نطلب لها الغفران؟
نعم أحيانا يكون الصدق والحنان والحب خطايا، لكن إن تعلمناها وأتقناها لا نكون أنفسنا إن لم نمنحها ونبقى نتألم لأنها ما عادت لغة مشتركة.
 
عادة ما تتجهين نحو تيمة «الخيانة» واللعب عليها رغم أنها أكثر السقطات الإنسانية قسوة، فما سر اهتمامك بمناقشة «الخيانة»؟
 
أبدا لا أتجه نحو الخيانة!! حدث هذا اللبس فقط لأن البعض ربط بين أريد رجلا وشهيرة، ولكن رغم هذا الخيانة قضية كبرى ... سيدتي.. ما يسقط شعوب سوى الخيانة ..
 
خيانة عهد أو كلمة أو مبدأ .. ماذا أسقط ثوار كچيفارا الا الخيانة ..الخيانة هى الرصاصة التى تقتل الأمم فكيف إذن بالقلوب...وأعيد الخيانة ليست جسدًا.. حتى شهيرة لم تقتلها خيانة الجسد ولا أمينة فى أريد رجلا فزوجها لم يخنها بل تزوج، ما قتل المرأتين خيانة المبدأ وسقوط الصروح التى نظنها فوق السقوط.
 
■ أشعر انحيازك أكثر نحو المرأة بنظرية «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» .. ما تعليقك؟
 
- نعم انصر أخاك ظالما أو مظلوما هى حقيقة فمن سوى أخيك على الألم يعينك ويعبر بك، أنا الإنسان أخى .. الإنسان بصورتيه الذكر والأنثى إن قرأت كيف أذوب حبا فى الرجل، وشممت كيف أتوه عشقا فى المرأة لعلمت أن نصرتهما على واجب، فمن أجلهما ولهما خلق الله كل جميل فكيف لا أفعل ..المرأة دون رجل تائهة تبحث عن كتفين عليها فقط تعلم أنها امرأة والرجل دونها وحيد يبحث عن كف دافئة تعينه على الرحلة لكن أحيانا ينسيا وتقوم المعارك!!!
 
■ لماذا اخترت كتابة رواياتك بأسلوب الـ(مونولوج) الذى يقترب من الكتابة المسرحية؟
 
- طبيعة الرواية اقتضت أن تكون الشخصية الرئيسية هى التى تتحدث عن نفسها وهو أمر صعب للغاية لان كل الأحداث والصور تأتيك بعيون راو واحد هو من يسير بك من الحرف الأول وحتى الأخير.
 
■ لك تجربة شعرية واحدة «وعادت سندريلا حافية القدمين» لماذا لم تتكرر التجربة؟
 
- لم يكن شعرا ولكن كلمات الرقيق الجميل شاعرنا فاروق جويدة على الغلاف الخلفى للكتاب جعله يأخذ الشعر ورغم أن شعراء آخرين أخبرونى انه شعر لكن هى كانت عندى رحلة داخل روحى عدت منها إلى عالم الرواية وقد أعود فى رحلة أخرى مماثلة، وقد أبقى فى دارى لا أحد يعلم.
 
■ هل توافقين على تصنيفك ككاتبة نسوية؟
 
- أنا إنسان يشعر ينفعل يتألم وتتكرر داخله المشاعر فيتحرر منها ويلقيها على السطور لا نسائية ولا ذكورية، إنسانية اى كلاهما معا، الكتابة بحد ذاتها هوية ليست بحاجة الى إضافة تفسرها.
 
■ ما انعكاس انتقالك بين مجتمعين مختلفين (السعودية ومصر) على شخصيتك الأدبية؟
 
- اى اختلافات جوهرية بين السعودية ومصر أو حتى السعودية وقطر فى ضوء الخلافات القائمة ..الزى الرسمى .. اللهجة وبعض الحروف التى يختلف نطقها هل هى هذه الاختلافات الجوهرية؟! فى السعودية كنا نعرف أخبارنا من الإذاعة المصرية، وتذوب أرواحنا بغناء أم كلثوم وفيروز من لبنان، والمصريون يرمون بأرواحهم حول الكعبة ومسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) ويطلبون تمر المدينة ويقولون «بالبركة»، فى قطر خرج ألف قلم اليوم يقول نحبكم ورد ألف مصرى ونحن أيضا، أنا أبنائى مصريون .. أى اختلاف؟! .. هى أحيانا خلافات تذوب كخلافات العشاق والأحبة لكن لا اختلافات أراها أبدا.
 

 
■ كيف ترين مصر بعد الثورة وطبيعة المشهد الحالى فيها؟
 
- أراها وصلت الى منطقة حرجة لكن هكذا قال التاريخ تشتد الظلمة لينبثق النور، رجال مصر الذين فاجأوا العالم بثورة انحنت لها الرءوس، سيفاجئون العالم بإعادة الأمور إلى نصابها مرة أخرى، وعندما أقول رجال مصر فأنا أعنى رجالها ونساءها .. أنا فى الثورة والميادين رأيت نساء لا نظير لهن، رأيت الإنسان الحر الذى يكتب شهادة ميلاد له ولأبنائه وأرضه كما ينبغى لهم جميعا.
 
■ حين قامت الثورة فى مصر هل فكرت بالعودة للسعودية على الأقل حتى تهدأ الأوضاع؟
 
- ذهبت الى السعودية أسبوعين ذاك الوقت ويوما قال لى ابنى وكان فى الثانية عشرة من عمره هل هربنا من مصر !!
 
واجبته ان كنت هربت هل كنت لأنزل ميدان التحرير حين كان دوى الرصاص يعلو فيه وهل كنت لاصطحبك فى مناوبات الحراسة فى منطقتنا النائية التى نسكن فيها حتى بعد دخول المساجين الفارين علينا نحن أتينا ليطمئن أهلى وأهلك هنا إننا بخير، وفى اليوم التالى عدنا وأذكر أنه خميس وفى الجمعة كنت وكانوا معى نقف من جديد فى ميدان التحرير.
 
■ يبدو إنك مستقرة مع الدار المصرية اللبنانية للنشر ولا تنوين التغيير لأخرى؟
 
- تعاملت مع أفضل دور نشر وهذا توفيق من ربى الدار العربية للعلوم ودار الساقى والدار اللبنانية المصرية ومع الدار اللبنانية انت رغم الفراق التى مازالت حتى اليوم حديث الكثيرين ومع دار الساقى أريد رجلا والتى أيضا حققت نجاحاً كبيراً فلماذا أغير ونحن نتحدث لغة مشتركة.. هاتان الداران ليستا دوراً أعمل معها بل هم أصدقاء أتجول بين صدورهم الرحبة والمفتوحة لى بحب احمل لهما مثله وأكثر.
 

 
■ هل واجهتك أزمات النشر المعروفة فى بداية الطريق؟
 
- لا شيء يولد دون مخاض، طبعا كانت هناك بعض الصعوبات ولكن انا أؤكد للجميع القلم الذى لديه ما يقوله سيجد من يحتضنه ويأخذ بيده .. الكاتب و دار النشر طرفان لا يستغنى أحدهما عن الآخر بل ويبحث كل طرف عن الآخر فدونه يفقد الطرف الآخر الكثير.
 
■ هل من تطورات بشأن تحويل «رغم الفراق» إلى مسلسل تليفزيوني؟
 
- «رغم الفراق» حدث فيها مجموعة من المشاكل حيث أدى مرض السيناريست بشير الديك إلى تأخر السيناريو والحلقات مما دفع المخرج حاتم على للاعتذار عن العمل وتنفيذ عمل آخر مع دينا كريم وأيضاً اعتذر محمود عبدالمغنى عن العمل ليلحق بركب رمضان الحالي، مما جعل المنتج عادل المغربى ومحمود بركة يتخذان قراراً أراه حكيما بتأجيل البدء فى التنفيذ حتى ما بعد رمضان ليتأجل حتى رمضان ما بعد القادم إن شاء الله وهذا معناه فريق عمل قد يكون جديداً تماما.
 
■ ما مشروعك الأدبى القادم؟
 
- سيعاد طبع روايتى «الحرمان الكبير» و«نساء ولكن» مع دار نشر جديدة، حيث إنهما غير موجودتين تقريبا فى الأسواق، وأيضاً بدأت أعيش مع بدرية وملك لننسج خيوط رواية جديدة.