الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أسوان.. والسيدة الأولي






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 28 - 01 - 2010


زيارة السيدة الأولي سوزان مبارك إلي أسوان ولقاؤها بالمتضررين من السيول حملت رسالتين شديدتي الأهمية وإن كانت كل منهما في سياق مختلف إلا أنهما مجتمعتان تستوجبان الانتباه الشديد للمعني والمضمون.

الأولي أن زيارة السيدة سوزان مبارك إلي أسوان لم تكن من باب التعبير عن المواساة وتقديم واجب العزاء في ضحايا السيول وإنما جاءت بسبب يعود إلي تضارب تقديرات لجان حصر الأسر المتضررة وأن نقطة البداية هي التوصل لتقدير حقيقي لحجم الخسائر وحصر دقيق للمتضررين خاصة العائلات التي فقدت منازلها.

فقد تام تجاوز حدود الصدمة الأولي ومرحلة الإسراع بدفع المساعدات الإنسانية للأهالي المتضررين.. هكذا قالت السيدة الأولي.. وأكدت أن الأهم هو النظرة إلي المستقبل بتلبية الاحتياجات الحقيقية للأسر المضارة وسد احتياجات المواطنين إيمانا بحق هذه الأسر والعائلات في العمل من أجلها والوقوف إلي جانب من فقد منزله أو مورد رزقه.

وفي هذا السياق فإن مضمون الرسالة الأولي من الزيارة ليس فقط الدفع في آليات التقدير الحقيقي لحجم الخسائر التي تعرض لها البسطاء في أسوان وحصر دقيق للمتضررين بما يضمن وصول المساعدات إلي مستحقيها الحقيقيين فورا وبدون تأخير وبشكل يعوضهم عما فقدوه من منزل أو مورد رزق.. فيتم تجاوز المعاناة في أقل وقت ممكن.

وإنما أيضا انتقال هذا التحرك الإنساني إلي دائرة أوسع يتخطي مفهوم التعويضات إلي آليات وبرامج للتدريب والتأهيل والرعاية الاجتماعية وصولا إلي بناء قري نموذجية من حيث الموقع بالابتعاد عن مخرات السيول ومن حيث التصميم ومواد البناء بما يلبي احتياجات الحياة اليومية لأهالي أسوان.

ومن ثم فإننا أمام برنامج كامل متعدد الجوانب للبسطاء من أهالي أسوان الذين تضرروا من السيول.. لا يتعلق فقط بدفع تعويض عن منزل تهدم وإنما هو برنامج يقدم فرصة جديدة للحياة تحت ظروف مختلفة في قري نموذجية ومنازل تستخدم في بنائها الأساليب العلمية التي تراعي كل سلبيات الموقع ومواد البناء.. وإنما أيضا إتاحة لموارد رزق متعددة تغير من تفاصيل الحياة اليومية لأهالي أسوان.

ونكمل غداً.