الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رصيف مجلس الوزراء
كتب

رصيف مجلس الوزراء




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 23 - 05 - 2010


ليس ظاهرة صحية ولا ديمقراطية بل مأساوية


1


- لا أتفق مع رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف في تفسيره لما يجري علي رصيف مجلس الشعب بأنها ظاهرة صحية، ولا بربطها بالحراك الديمقراطي الذي تشهده البلاد في السنوات الأخيرة.


- أولاً: لأنه ليس من الديمقراطية في شيء أن تتحول أجمل منطقة في وسط البلد إلي لوكاندة رديئة المستوي ينام فيها الناس ويقضون حاجتهم في الشوارع علي مرأي ومسمع من الجميع.
- ثانياً: ولأنه ليس من المسئولية الوزارية أن يترك الناس في الشوارع لمدة عشرين يوماً أو شهراً دون أن يسأل فيهم أحد، وكأن السادة الوزراء يستمتعون بالمرور عليهم كل يوم.
2
- ثالثاً: ولأنه ليس ذنب قوات الشرطة أن تظل في حالة استنفار قصوي بالليل والنهار لمحاصرة الأرصفة، فللأمن مهام أخري كثيرة لضبط الجرائم وتحقيق الحزم والانضباط.
- رابعا: لأن الأعصاب يمكن أن تنفلت هنا أو هناك، والمثل يقول: «تأتي الحرائق من مستصغر الشرر» ومادام هؤلاء ينامون في العراء فالشرر قابل لأن يكون حريقاً كبيراً.
- خامساً: لأن المشهد الذي تعيش عليه الفضائيات ومحطات الأخبار العالمية والصحف غير حضاري ولا إنساني بالمرة، ويظهر مصر وكأنها دولة كل ما فيها هو هؤلاء النائمون علي الرصيف.
3
- سادسا: لأن العين لاتقع إلا علي الأخطاء، وسوف يظل «المود» العام للمصريين سيئاً، مهما فعلت الحكومة لأنه لا يظهر في الصورة الحسنات بل السيئات فقط.
- سابعاً: لأن رصيف مجلس الوزراء تحول إلي مستنقع لجذب المأزومين والمهمومين والمجذوبين والمتسولين والمأجورين، ومن لايجد عملاً سوف يجد ضالته في النوم علي الرصيف.
- ثامناً: لأنه إذا ترك الحال علي ما هو عليه، فلن يتسع الرصيف للمعتصمين وقد لا تكفيهم أرصفة وسط البلد كلها في ظل تفشي البطالة والتسيب.
4
- تاسعاً: لأن المصريين البسطاء الذين يشاهدون هذه المناظر الحزينة في الفضائيات ينامون في حزن وكدر، ويتصورون أن البلد ليس فيه من يهتم بالفقراء ويحل مشاكلهم.
- عاشراً: لأن المنظر علي بعضه سخيف ومأساوي ولا يصح أن ننظر إليه من علٍ أو نربطه بظواهر ديمقراطية أو عصرية ويجب تحليله في وصفه الصحيح.
- حادي عشر: لأننا مقبلون علي انتخابات ماراثونية وسوف يكون هؤلاء هم وقود الفوضي في الانتخابات وسوف تتلقفهم الأصوات الشاردة ومرشحو التهييج والإثارة.
5
- أتفق مع رئيس الوزراء فيما صرح به لرؤساء تحرير الصحف القومية بأنه طلب من الوزراء النزول إلي هؤلاء والاستماع إليهم وتقديم تقرير مفصل عن كل حالة.
- طبعاً ولا وزير سمع كلام رئيس الوزراء، ولا وزير سوف يستجيب لذلك، وسوف يعتمدون فقط علي التقارير التي تقول إن المعتصمين قلة مندسة مأجورون ومشاغبون وليس لهم أي حقوق.
- نعم.. بعض المعتصمين يمارسون أسوأ أنواع الابتزاز ولكن منهم كثيرون لهم حقوق مشروعة، معظمها بسبب الخصخصة وبلاويها التي خربت بيوت كثيرين وحرمتهم من لقمة العيش.
6
- التحدي الأكبر الذي يواجه رئيس الوزراء هو أن يقوم بنفسه بالخطوة الجريئة التي لن يقدم عليها الوزراء، وهي أن يرسل بنفسه لجان استماع لمقابلة هؤلاء المعتصمين وحصر شكاواهم.
- الخطوة الجريئة هي أن يحاسب رئيس الوزراء وزراءه عن عدم التزامهم بتنفيذ تعليمات الرئيس لحل مشاكل الناس والاستماع إليهم وإعطاء كل ذي حق حقه.
- الخطوة الجريئة هي أن يصارح رئيس الوزراء الرأي العام بأن الوزير فلان وفلان فشلوا في حل مشاكل المعتصمين وأنهم لايصلحون للبقاء في أماكنهم.
7
- نعم الاعتصامات تحدث في الدول الأوروبية، ولكن لاتقارنوا هذا بذاك ولاتستريحوا لمثل هذه التفسيرات المسكنة التي تضلل ولاتصارح، تخدع ولا تعالج.
- تأكدوا أن مشاكل المعتصمين الحقيقية بسيطة ومشروعة وعادية ويمكن حلها في وقت قصير، ولكن المشكلة أن الرصيف ليس له صاحب، وسوف يكون بالحجز في الشهور القادمة.
- أرجو أن يكون كلامي خفيفا علي رئيس الوزراء فأنا أعلم نواياه الطيبة لحل مشاكل الناس وأعلم أن الحكومة تبذل جهوداً خارقة لكنها تضيع بسبب الرصيف.


E-Mail : [email protected]