السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ماراثون الإرهاب يضرب أمريكا من جديد




ترجمة ـ مي فهيم وإسلام عبدالكريم ووسام النحراوي
اتسمت النسخة 117 من ماراثون بوسطن بمشاهد دموية مليئة بالرعب والفزع، حيث أعادت إلي الأذهان صدمة التفجيرات الإرهابية التي هزت عرش الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

فقبيل انتهاء ماراثون بوسطن بـ 13 ثانية، انفجرت قنبلتين في وقت واحد تقريبا بالقرب من خط النهاية للسباق، وأوقع التفجيران ثلاثة قتلي علي الأقل وأكثر من مائة وسبعين جريحا ولا يزال الكثير من الجرحي في حالة حرجة.
وقد وقعت الانفجارات العنيفة بعد ساعات من وصول أول متسابقي الماراثون إلي خط النهاية.
 
وعنونت صحيفة «الديلي تليجراف» البريطانية تقريرها بسؤال عنمن يقف وراء تفجيرات بوسطن؟ رأت الصحيفة أنه من السابق لأوانه الإعلان عن هوية المسئولين عن التفجيرات، إلا أنها رجحت   احتمالية أن يكون أمريكيًا متطرفًا وراء الهجوم.
فيما تشير أصابع الاتهام إلي مسئولية الجماعات الجهادية إذ إن أسلوب الهجوم وهدفه تتشابه مع منهج تنظيم القاعدة من حيث الهجوم الذي يستهدف القتل الجماعي وهذا ما يتوفر لها في أماكن مثل الساحات الرياضية المزدحمة، والمناسبات الاجتماعية السنوية والمعارض الدولية الكبيرة والأسواق والمباني.
بينما نفي إحسان الله إحسان المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان تورط الجماعة في التفجيرات التي هزت بوسطن مساء الاثنين، علي الرغم من تأييدها للهجمات المسلحة علي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، حسبما أفادت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية.
في السياق نفسه، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إعراب محمد الشلبي زعيم الجماعة السلفية في الأردن عن سعادته لرؤية الرعب في عيون الأمريكان، مؤكدا أن دماء الأمريكيين ليست أغلي من دماء المسلمين، وأنه من الجيد أن يشعر الأمريكيون بما عاني منه شعوب العراق وأفغانستان عندما غزتهم القوات الأمريكية.
فيما أكد مسئول بهيئة مكافحة الإرهاب في الشرق الاوسط ومقرها في الأردن أن الانفجارات تحمل السمة المميزة لجماعة إرهابية منظمة مثل تنظيم القاعدة، إلا أنه أشار إلي عدم وجود أدلة فعلية تربط تنظيم القاعدة بالتفجير.
وأعلن مسئول أمني أردني ـ رفض ذكر اسمه ـ عن تعزيز القوات الامنية حول السفارة الأمريكية في عمان بعد التفجيرات الإرهابية.
من جانبه، أفاد موقع «ديبكا» الإسرائيلي أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية تتعقب حاليا اثنين من المشتبه في ضلوعهما في تفجيرات بوسطن، أحدهما أسمر اللون ويتحدث بلهجة ليست أمريكية، تدور الشبهات أنها شرق أوسطية.
وتساءل الموقع أين اختفت العناصر الأمنية المكلفة بتأمين الماراثون الذي شارك به حوالي 25 ألف عداء، وهل تم فعليا تمشيط المنطقة قبل الحدث، وهل حلقت في سماء المدينة الأمريكية مروحيات مجهزة للمراقبة والكشف عن المتفجرات. 
وألقي «ديبكا» باللوم علي العناصر الأمنية الأمريكية في تقصيرها في الإجراءات الأمنية المتبعة، ففي حالة العثور علي عبوة واحدة من بين تلك العبوات كان الوضع سيختلف، وكان من الممكن إنقاذ عدد أكبر من الضحايا، أو الإعلان عن إلغاء السباق نهائيا.
وعلي الرغم من تخوف العالم من أن ماراثون بوسطن قد يكرر سيناريو أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما أعقبه من استهداف العراق وأفغانستان، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش أعرب عن ارتياحه لما قام به خلال رئاسته، مؤكدا ثقته بأن القرارات المتعلقة بالعراق وأفغانستان كانت صائبة.
وأكد بوش، خلال مقابلة نادرة أجرتها معه صحيفة «دالاس مورنينج نيوز» الأمريكية، أنه ليس لديه ولع بالعودة للمشهد السياسي، لكن نشاطه سيتركز علي معهد سياسات سيفتتحه يعرف الناس بالأسباب التي دفعته لاتخاذ قراراته خلال رئاسته.
وأشار بوش إلي أن رئاسته شكلتها هجمات الحادي عشر من سبتمبر وإعصار كاترينا وكلاهما أحداث غير متوقعة، مضيفا «رئاستي حددتها أشياء لم أكن أرغب بالضرورة في أن تحدث».
ودافع بوش عن تناوله للاقتصاد، مذكرا بأنه جاء للحكم خلال ركود وإن كان معتدلا إذا تمت مقارنته بالأزمة المالية التي حدثت عند نهاية ولايته تقريبا.
وأشارت إلي أن بوش يري بأن غزو العراق كان يحظي بتأييد وأن تغيير النظام في العراق كان أيضا سياسة يتبعها كلينتون خلال رئاسته.مضيفة أنه منذ أن ترك بوش منصبه اعتاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما والديمقراطيون وحتي الجمهوريون علي انتقاده في أية أخطاء تحدث. ونقلت الصحيفة عن بوش قوله «لا يود أي شخص أن يتم انتقاده كل الوقت»، لكنه استبعد أن يكون هناك ترصد لانتقاده.
الجمهوريون يهاجمون «أوباما» بعد ترويجه انتهاء «القاعدة» بموت «بن لادن» 
كتبت ـ هبة سالم
 

 
يقول إيميل أمين مدير مركز الحقيقة للدراسات السياسية والاستراتيجية انه لا توجد حتي الساعة رؤية واضحة تبين الفاعل الحقيقي وراء هذه التفجيرات، موضحا ان ادارة اوباما عاقلة فلم تلق اي اتهامات جزافية علي اي طرف مفضلة الانتظار لمعرفة من يقف وراء التفجيرات.. واشار امين إلي ان المسئول عن الحادث قد يكون طرفًا خارجيًا مثل تنظيم القاعدة او طالبان ووقتها ستكون الادارة الامريكية في موقف لا تحسد عليه وستتعرض لهجوم شرس من قبل الجمهوريين لتشجيعه في وصول حكومات اسلامية للسلطة، مؤكدا ان الرئيس السوري بشار الاسد سيكون المستفيد  الوحيد من ذلك وسيربح معركته بنسبة 99%، لأنه يروج دوما بان معركته داخل بلاده مع الجماعات الارهابية المسلحة.
ويوافقه الرأي ايمن سمير الخبير الاستراتيجي والذي يري ان الإدراة الامريكية اعطت نموذجًا اكثر من رائع في التعامل مع الأزمات وظهر ذلك جليا من خلال سرعة البيت الابيض في اصدار بيان والتحرك بسرعة لتدارك الازمة.
أصابع الاتهام تشير إلي عربي تواجد في مكان التفجيرات
ابتهال مخلوف
 

 
أعادت الاتهامات السريعة التي انطلقت في شبكات التليفزيون الإمريكية وتداولتها المواقع والوكالات في أعقاب تفجيرات بوسطن لشخص زعموا أنه سعودي أو داكن البشرة العالم العربي والإسلامي للمربع صفر أي للحظة التي أعقبت أحداث سبتمبر عام 2011.
للوهلة الأولي امتدت أصابع الاتهام الأمريكية لجنسية عربية مسلمة، وقد يكون حظ المواطن الذي أشارت شبكة» سي بي إس» الأمريكية إليه بأنه مواطن سعودي مشتبه به في المواقع هو الذي أوقعه في ورطة وجعلته ضحية التحيز ضد العرب والمسلمين دون ذنب جناه.
 وروي مراسل القناة في موقع التفجيرات ان ظروف إلقاء القبض علي المواطن السعودي لأنه كان قريبًا من مكان التفجير، وعقب الحادث انقض عليه من حوله زاعمين أنه كان يثير الريبة عقب الانفجار وأنه كان يحاول الفرار إلا أن أحدهم قام بمطاردته وسلمه للشرطة ولوحظ أنه يعاني من جروح وحروق، إلا إن المحققين نفوا ارتباطه بالحادث، موضحين أن اتصالاته وحياته ستخضع لتحقيقات مكثفة.. فقط حظه العثر وصورة سلبية عن شعوبنا هي السبب في معاناة قد نتعرض لها في أي مكان وأي لحظة.
ماحدث يثبت أن جيوش العلاقات العامة من شركات الأجنبية وخبراء الإعلام لدينا التي استعان بها العرب لتحسين صورة العرب والمسلمين عقب أحداث 11 سبتمبر ضاعت هباء وكانت نتيجتها صفر
والحقيقة الأقسي أن تلك الأموال كانت لابد أن تخصص لمسح آلام الجوع والجهل والتعصب عن بلادنا بدلاً من تلطيخ مساحيق تجميل في وجه تحول علي يد أبنائه قبل أعدائه.
  أثبتت أصابع الاتهام السريعة أن العرب والمسلمين لم يستفيدوا من درس 11 سبتمبر قيد أنملة وأن عباقرة الإعلام لدينا لايدركون حقيقة قاسية أن الصور النمطية السلبية التي تترسخ في أعماق الشعوب حتي إن كانت خاطئة لاتمحي بسهولة
وتحتاج لتغييرها أنهاراً متدفقة من العمل والحفر في الصخر لتغيير واقعنا المزري قبل أن تتغير صورتنا السيئة.
تأهب أمني في لندن وموسكو وواشنطن

 
انتقلت عدوي التأهب الأمني من مناطق متفرقة بالولايات المتحدة، إلي العاصمتين البريطانية والروسية عقب تفجيرات ماراثون بوسطن.. وأعلن بول براون المتحدث باسم شرطة نيويورك أنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية أمام الفنادق ومواقع أخري معروفة في المدينة في انتظار معرفة مزيد من المعلومات عن هذين التفجيرين.
وعند البيت الأبيض وسع جهاز الاستخبارات محيطه الأمني عقب وقوع الانفجارات، فأغلق طريق «بنسلفانيا أفنيو» وطوق المنطقة بشريط الشرطة الأصفر.
وفي بريطانيا ، قال منظمو ماراثون لندن إن الشرطة قررت «مراجعة» استعداداتها الأمنية للماراثون المقرر له الأحد المقبل، وأوضح المدير التنفيذي للماراثون ، أحد أكبر الماراثونات في العالم، نيك بيتل أنه يتم تطوير خطتنا الأمنية بالتنسيق مع شرطة لندن.
وفي روسيا، قالت الجهات المنظمة لبطولة الرياضيين العالميين في موسكو إنها ستعزز التواجد الأمني في أعقاب تفجيري بوسطن.. وأكد فالانتين بالاخنيتشيف رئيس الاتحاد الروسي للرياضيين قوله إن منظمي البطولة سوف «يستفيدون من دروس» تفجيري بوسطن.
 
ماراثون بوسطن.. الأقدم عالمياً

 
ماراثون بوسطن هو سباق يقام في يوم الوطنية ويعد بمثابة عطلة رسمية في ولاية ماساتشوستس في ثالث يوم اثنين في إبريل من كل عام، إحياء لذكري المعارك الأولي من الحرب الأمريكية من أجل الاستقلال. وقد أقيم أول مرة عام 1897 بمشاركة 18 متسابقا، مما يجعله أقدم ماراثون سنوي في العالم.
وتنطلق رحلة السباق من هوبكينتون وتنتهي في كوبلي سكوير بجانب المكتبة العامة في بوسطن، ويمر السباق بثماني مدن وبلدات في ولاية ماساتشوستس وهي هوبكينتون وآشلاند وفرامينجهام وناتيك ووليسلي ونيوتن وبروكلاين وبوسطن.
وتعد بوسطن هي المرحلة الأصعب في سباق الماراثون بسبب مرتفعات نيوتن، وهو الماراثون الوحيد في الولايات المتحدة الذي تتطلب المشاركة فيه تحقيق أزمنة تأهيلية وشروط محددة تنص بشكل عام علي أن أي عداء يجب أن يكمل سباق ماراثون تأهيليا خلال العام ونصف العام التي تسبق بوسطن.
واقتصر الماراثون علي المتسابقين الرجال حتي تم السماح بمشاركة السيدات رسميا عام 1972، وكانت بوبي جيب أول سيدة تكمل السباق علي نحو غير رسمي عام 1966.
 
قنصل مصر بنيويورك: لا مصابين مصريين في تفجيرات بوسطن
 
صرح السفير أحمد فاروق، قنصل مصر العام في نيويورك بأن القنصلية أجرت اتصالات مع أبناء الجالية المصرية في بوسطن والمستشفي العام الذي نقل إليه المصابون في التفجيرات، ولم تتلق أي معلومات بوجود مصابين مصريين في هذه التفجيرات.
وأضاف فاروق أن القنصلية شكلت علي الفور غرفة عمليات للاتصال بجميع المواطنين المسجلين لدي القنصلية المقيمين في بوسطن للاطمئنان عليهم، كما تم حثهم علي التعرف علي أوضاع مواطنيهم المصريين غير المسجلين لدي القنصلية، لانعدام وسيلة الاتصال بهم لعدم قيامهم بالتسجيل وترك بياناتهم لدي القنصلية.