الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سعد عبد الرحمن: أطفال الأقاليم محرومون من الخدمات الثقافية والمؤتمر المقبل خارج القاهرة




افتتح الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة فعاليات المؤتمر العلمى الأول لثقافة الطفل تحت عنوان: (الطفل والمستقبل) الذى نظمته الإدارة العامة لثقافة الطفل على مسرح قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتى.

وأكد عبد الرحمن أنه مشوش بين التفاؤل والتشاؤم فما يحدث فى الشارع يبعث على الإحباط، وما يحدث لا ينبغى السكوت عليه، ولعل التفاؤل يبعث من خلال هذا المؤتمر الذى يمكننا أن نقمع التشاؤم من خلاله والتأكيد على أننا قادرون على التصدى بجميع أشكال القبح، مشيرً إلى أنه كان ينبغى عقد هذا المؤتمر منذ عشر سنوات مضت، وطالب بألا تكون مثل هذه المؤتمرات حبيسة الأدراج، وطالب بأن يكون جزءًا من هذا المؤتمر فى الدورة المقبلة خارج القاهرة، لأن الطفل المصرى ليس طفل القاهرة فقط، وإنما هناك الكثيرون فى القرى والنجوع والكفور محرومين من الخدمة الثقافية التى يتمتع بها أطفال القاهرة، كما أنه توجد لدينا إشكالية كبيرة وهى اتساع الفجوة بين النخبة والناس، واشار إلى أن هذه الدورة هى الطريق الصحيح لمناقشة الكثير من القضايا الثقافية.
أما الكاتبة نجلاء علام أمين عام المؤتمر فأشارت إلى أن هذا الملتقى يحاول أن يتلمس طريقا مفتوحا لأبواب المعرفة وتحديد مستقبل أطفالنا لكى يكونوا مؤهلين لحمل مشاعل الحضارة لأن الطفل المصرى هو الأمل وطوق النجاة لنا جميعاً بما يمثله له من مستقبل قادم، وأكدت أن العملية الإبداعية وإنتاجها والكثير من الانشطة البشرية يكتسبها الفرد من خلال التنشئة الاجتماعية بطريقة تلقائية بحيث تصبح جزءًا من كيانه، والتخطيط الثقافى يجب ان يهدف الى المحافظة على مقومات الذاتية او الهوية الثقافية العربية والدفاع  عنها ضد المخاطر الثقافية التى تهددها من الخارج مع ابراز الدور الذى يمكن ان تلعبه الثقافة كقوة دافعة لتغيير الفرد والمجتمع أى إمكان تسخير الثقافة لخلق مجتمع جديد، خاصة أن ثمة ما يشير إلى أن العقل العربى المتعطش إلى المعرفة يتقبل فى كثير من الأحيان كل ما يرد إليه من الغرب بغير نقد أو تمحيص نتيجة الشعور بالتخلف الثقافى والرغبة فى اللحاق بما حققه الغرب.
وقال الأديب جار النبى الحلو: إننا لا نستطيع العبور إلى المستقبل إلا إذا كانت حقوق الإنسان ومن قبلها حقوق الطفل المنصوص عليها فى كل الأعراف والقوانين الدولية قد استقرت فى عقول أطفالنا ونحن معشر الكُتَّاب علينا الاهتمام بحقوقهم الثقافية، وطالب الحلو الكتاب بأن تكون عقولهم حرة مثل عقول الأطفال المتحررة.
أما الباحث مسعود شومان فأوضح أن هذا المؤتمر يجسد شعورًا عميقًا بأن الطفل المصرى لم يلق العناية التى تليق به وبقدراته وطاقاته ومواهبه وحقوقه الإنسانية، فقد كان الاهتمام به شكليًا لكى تحصل المؤسسات المعنية به على صك الاهتمام بالطفولة، ولفت شومان إلى التغيرات المتسارعة فى عالم اليوم وانعكاسها على الطفل المصرى وهذا ينذر بخطر داهم لاتساع الفجوة بين الواقع والعلم .والغزو الثقافى المكثف عن طريق وسائل النشر والإعلام الأجنبية المختلفة وعجز الابداع العربى عن استيعاب وملاحقة التيارات الفكرية المتلاطمة التى تزخر بها الحياة الثقافية فى الخارج، ومن الضرورى اعتبار التخطيط الثقافى جزءًا من عمليات وخطط التنمية الشاملة، فالثقافة لا توجد فى فراغ وانما هى ترتبط بمجتمع معين وتتفاعل مع المعطيات والنظم والأنساق الاجتماعية السائدة فى هذا المجتمع.