الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فعلاً.. أفريقيا تغيرت!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 31 - 05 - 2010


الإغراءات الاقتصادية تضرب النفوذ السياسي


1


- كان من المفترض أن تُعقد الدورة الحالية لقمة «أفريقيا - فرنسا» في مدينة شرم الشيخ، ولكن مصر اعتذرت عن استضافتها، نظراً لعدم توجيه الدعوة لكل من السودان وزيمبابوي.


- رفضت مصر حرمان أي دولة أفريقية، إلا إذا كان صادراً بحقها قرار من الاتحاد الأفريقي صاحب الحق الوحيد في توقيع هذه العقوبات، وحتي لا تقع الدول الأفريقية ضحية لعقوبات مختلفة.
- أصرت فرنسا علي عدم حضور البشير، بسبب صدور مذكرة توقيف في حقه من المحكمة الجنائية الدولية، وأكدت مصر أنها لا تستطيع استضافة القمة علي أراضيها دون حضور السودان الشقيق.
2
- تستهدف فرنسا من عقد القمة، المحافظة علي نفوذها في أفريقيا، أو للدقة ما تبقي لها من نفوذ، في مواجهة التغلغل الأمريكي والصيني والقيام بمشروعات تنمية ضخمة وتقديم مساعدات للدول الأفريقية.
- المعادلة الصعبة التي يواجهها ساركوزي أنه لن يستطيع أن يحافظ علي علاقات بلاده بأفريقيا، دون أن يقدم مساعدات اقتصادية كبيرة لتلك الدول، فهذه هي اللغة الجديدة في التعامل مع القارة السمراء.
- الصين تفعل ذلك وقامت بتفعيل آليات القمة الأفريقية الصينية بشكل ايجابي، وتقوم بعشرات المشروعات، أما فرنسا فتكتفي بالروابط التاريخية التي لا تعول عليها الدول الأفريقية كثيراً.
3
- نظرية «النفوذ السياسي» التي ابتدعها الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديجول للسيطرة علي الدول الأفريقية، لم تعد قادرة علي الصمود لأسباب كثيرة، أهمها أن «النفوذ الاقتصادي» أصبحت له الذراع الطويلة.
- أصبح صعباً الآن تغيير الحكومات والرؤساء وادارة الانقلابات كما كان يحدث في الماضي، بسبب اتجاه كثير من الدول الأفريقية الي انتخابات ديمقراطية واختيار حكومات منتخبة.
- تغيرت الأوراق التي كانت تلعب بها فرنسا في أفريقيا، وأوشكت الروابط التاريخية علي التفكك، خصوصاً أن هذه الأيام تشهد مرور 50 عاماً علي استقلال عدد كبير من الدول الأفريقية التي كانت تحت نير الاستعمار الفرنسي.
4
- المشكلة الضخمة التي يواجهها الرئيس ساركوزي هي ضرورة إصلاح ما أفسده سابقوه من الرؤساء الفرنسيين، وأن يستخدم نظرية «التوازن الاقتصادي» بدلاً من «التوازن السياسي».
- الفاتورة كبيرة، وربما لا تستطيع فرنسا أن تتحمل عبئها في ضوء الأزمة الاقتصادية العالمية، والتزامها بمساعدة دولة أوروبية مثل اليونان، بدلاً من الدول الأفريقية.
- لن تستمر الدول الأفريقية في الدوران في الفلك الفرنسي دون مقابل، خصوصا إذا ظهرت علي المسرح الدولي قوي كبري تقدم اغراءات كبيرة للحصول علي صداقة الدول الأفريقية.
5
- مصر لها أهداف محددة من المشاركة في القمة أهمها تنشيط الحوار والتفاهم مع الدول الأفريقية، تأسيساً علي العلاقات التاريخية التي تربط مصر بدول القارة، وأهمية تنامي هذه العلاقات.
- مشاركة مصر في القمة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأزمة توزيع مياه النيل، فهذه قضية بين مصر ودول الحوض، ويتم إدارتها بما يحفظ الحقوق المصرية.
- مصر تقوم بإدارة أزمة المياه في ضوء الاجتماعات المشتركة مع دول الحوض، ولا تنساق وراء أية حملات للتصعيد أو المبالغة ولديها ثقة تامة في الأوراق التي تلعب بها.
6
- 40 رئيس دولة وحكومة أفريقية جاءوا إلي مدينة «نيس» الرائعة التي تقع في جنوب فرنسا.. والسؤال المطروح.. ما هي الفوائد التي تعود علي مصر من هذا المحفل الدولي الكبير؟
- أولاً: تأكيد مكانة مصر وتواجدها وثقلها في المحيط الأفريقي الذي تنتمي إليه، ليس فقط بالحضور، ولكن باعتبارها دولة الرئاسة مع فرنسا.
- ثانياً: تهيئة الأجواء لاستضافة القمة القادمة رقم «26»، بتوجهات مصرية تشترط حضور جميع الدول الأفريقية وعدم استبعاد أية دولة.
7
- ثالثاً: المحافظة علي دور مصر في أفريقيا مثل قضية توسيع مشاركة الدول الأفريقية في عضوية مجلس الأمن، وتجنيب الدول الأفريقية من الدخول في مناقشات تقود إلي طريق مسدود.
- رابعاً: عرض رؤي مصر إزاء جميع القضايا المطروحة، سواء علي صعيد تحقيق الأمن في أفريقيا أو بحث أوجه التعاون الاقتصادي ودور القطاع الخاص في التنمية.
- خامساً: سوف يؤكد الرئيس مبارك خلال كلمته أمام القمة علي المبادرات المصرية الخاصة بالأمن الغذائي،ضرورة إقامة علاقات عادلة بين دول الشمال الغنية ودول الجنوب الفقيرة.


E-Mail : [email protected]