الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«أنت قائد لبلد عظيم»




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 01 - 06 - 2010


ساركوزي يهنئ الرئيس بتعافيه ويشيد بحكمته


1


- بكل الحب والترحيب والاحترام اختتم الرئيس ساركوزي في مؤتمر أفريقيا فرنسا أمس كلمته بإبداء سعادته بحضور الرئيس مبارك إلي المؤتمر وهو في كامل الصحة والعافية، وضجت القاعة بالتصفيق لتهنئة الرئيس بسلامته.


- وصف ساركوزي الرئيس مبارك بأنه رجل حكيم وفذ وذو خبرة طويلة، وقائد لبلد عظيم وحياه علي تلبية الدعوة بالحضور رغم مشاغله الكثيرة.
- بعد هذا المديح قام ساركوزي بتقديم الرئيس مبارك لإلقاء كلمته، مشيراً إلي أن القمة القادمة ستعقد في مصر وتنتظر استكمال أعمال القمة الحالية.
2
- بعد أن ألقي الرئيس مبارك كلمته التف حوله الزعماء الأفارقة مهنئين ومعانقين، وقد استغرق ذلك وقتاً طويلاً قبل أن يغادر الرئيس القاعة.
- شخص الرئيس مشاكل القارة الأفريقية بصدق وواقعية وقدم خطة مصرية للخروج من الأزمات، ولقيت مقترحاته العملية ترحيبًا شديدًا من القاعة.
- لم تستغرق كلمة الرئيس وقتًا طويلاً، ولكنها جاءت بطريقة الرسائل السريعة والخاطفة التي تلقي ترحيبًا واستحسانًا في مثل هذه المؤتمرات المزدحمة بالحضور والكلمات.
3
- الرسالة الأولي: هي أن أفريقيا تواجه تحديات كبيرة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، فبعد أن حققت معدلات نمو كبيرة بلغت 5% في كثير من بلدانها و7% في مصر، توقفت هذه الانطلاقة الواعدة.
- كان من الضروري جذب الانتباه نحو القضية الأساسية وهي التنمية، التي يمكن أن تنقذ شعوب القارة من الفقر الذي يضرب الشعوب الأفريقية ويعرقل تقدمها ويضعها في أزمات مستمرة.
- لم تكن الدول الأفريقية مسئولة عن الأزمة العالمية ولكنها تدفع الثمن الأكبر لها، ويتمثل ذلك في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتوقف مشروعات التنمية التي تعتمد علي التمويل من الدول الخارجية.
4
- الرسالة الثانية: هي الدعوة الجادة إلي اعتماد خطة عمل مشتركة بمشروعات محددة، خاصة في مجالات البنية الأساسية وقطاعات الإنتاج والخدمات.
- تبنت مصر دعوة صريحة وواضحة بضرورة تفعيل قمة أفريقيا فرنسا، وألا تكون مجرد احتفالية تجمع الرؤساء، ثم ينفضون استعداداً للاجتماع القادم بعد ثلاث سنوات.
- تجربة الصين أفريقيا هي الأكثر فاعلية، حيث تعتمد علي المراجعة الدورية علي المستوي الوزاري، وترفع التقارير إلي القمة، بجانب مساهمة الصين القوية في تدعيم اقتصادات الدول الأفريقية.
5
- الرسالة الثالثة: إنشاء آلية للمتابعة تضم ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الفرنسية، وسفراء الدول الأفريقية المعتمدين في باريس، وتعقد اجتماعات دورية.
- حرصت مصر علي أن تلتقط المتغيرات الكثيرة التي حدثت في الدول الأفريقية في السنوات الأخيرة، وأن تطرح أفكارًا تتجاوب مع ذلك، خصوصاً أن معظم هذه الدول جعل قضية التنمية مسألة حياة أو موت.
- لم تعد التنمية تعتمد علي المفهوم القديم وهو المعونات والمساعدات التي تذهب سدًي، ولكن الشراكة الاقتصادية التي تحقق المنفعة المشتركة لجميع الأطراف.
6
- الرسالة الرابعة: تدعيم دور القطاع الخاص وجمعيات رجال الأعمال والمستثمرين الفرنسيين والأفارقة.. فهذه الاستثمارات هي السبيل الوحيد الذي يعطي القمة تأثيرها وأهميتها.
- الوزير رشيد محمد رشيد كان رئيساً لإحدي الورش التي بحثت شراكة القطاع الخاص في خطط التنمية، والدكتور محمود محيي الدين كان عضواً بالوفد، لاهتمام مصر الكبير بهذه القضية.
- الرئيس مبارك كان حريصاً في كل لقاءاته واجتماعاته علي تأكيد أهمية مفهوم الشراكة، حتي تستطيع الدول الأفريقية أن تصل إلي تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
7
- الرسالة الخامسة: تقديم مقترحات محددة وليس مجرد كلمات واجتماعات تنتهي إلي لا شيء، مثل اقتراح إنشاء صندوق خاص للتنمية لتمويل مشروعات التعاون بين الجانبين في مجال التنمية البشرية.
- هذه المشكلة هي سبب تأخر الدول الأفريقية عن اللحاق بركب العصر، وعدم حصولها علي نصيبها العادل من التقدم التكنولوجي العالمي، فأصبحت تستورد التكنولوجيا ولا تنتجها.
- اقترحت مصر أيضاً التوصل إلي صيغة للتعاون بين هذا الصندوق والصناديق الأفريقية المماثلة، كالصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا.
8
- الرسالة السادسة: الدعوة إلي الوفاء بالتعهدات التي يلتزم بها المجتمع الدولي تجاه أفريقيا، واستمرار فرنسا في دعم طموحات أفريقيا وقضاياها، وحرص مصر علي تطوير الإطار المؤسسي لهذا التعاون.
- المعروف أن أول إطار للتعاون بين أفريقيا وفرنسا بدأ عام 1975، ولكن لم تتغير الأطر التي تحكم العلاقات بين الجانبين، حيث تحاول فرنسا استثمار القمة لدعم نفوذها في أفريقيا.
- أصبح ضرورياً أن تعتمد فرنسا علي دعم أفريقيا اقتصادياً، وأن تفتح خزائنها، إذا أرادت أن تحافظ علي هذا النفوذ، لأن استمرار النفوذ المعتمد علي الميراث الاستعماري أصبح مستحيلاً.
9
- الفوائد التي تجنيها مصر من هذه القمة كثيرة، خصوصًا أنها تسعي إلي العودة بقوة إلي المحور الأفريقي، الذي أثبتت الأحداث والتجارب أهميته البالغة في الدفاع عن مصالح مصر القومية.
- مصر أيضًا لها جذور تاريخية عميقة في أفريقيا، لا تعتمد علي التواجد الاستعماري، ولكن علي دعمها لحركات التحرر الوطني في الستينيات ودورها الرئيسي في حركة عدم الانحياز.
- المحصلة النهائية: هي أن أمام مصر ثلاث سنوات من العمل الشاق في الأدغال السياسية والاقتصادية الأفريقية، لتهيئة الأجواء للقمة القادمة التي تستضيفها مصر بعد 3 سنوات.


E-Mail : [email protected]