الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجريمة والعقاب!
كتب

الجريمة والعقاب!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 02 - 06 - 2010



ماذا فعل العرب بعد مذبحة غزة؟


1


- البكاء لا يفيد، والشجب والصراخ والإدانة لن تعيد حقاً، ولن ترجع الروح من جديد في جسد القضية الفلسطينية المسجي في ثلاجة «نتانياهو» ودولته الشاردة.
- دولة شاردة تدوس القوانين الدولية بحذائها، ولا تحترم معاهدات أو اتفاقات، ولا تلتزم بوعود أو تعهدات، ولا تعرف إلا سياسة القوة والبطش والقتل والدماء.
- وفصائل متناحرة ومتقاتلة، لا تعرف من فيهم الصديق ولا من هو العدو، صراعاتهم هي البوابة الواسعة التي تعبر منها إسرائيل إلي التهام القضية الفلسطينية، بمباركة فتح وحماس.


2
- في تلك الأجواء المتشابكة والغامضة، ظهر الأتراك علي المسرح يبحثون عن دور، وتراودهم الأحلام التاريخية القديمة، بالعودة إلي جنة الشرق وشمسه الدافئة.
- جاءت السفن الحزينة إلي غزة، وهم يتصورون أن إسرائيل ستعاملهم علي الطريقة المصرية، بالصبر والهدوء والحكمة والتروي، وقبول التجاوزات عن طيب خاطر من أجل الشعب الفلسطيني المحاصر.
- تصوروا أنهم سيمارسون نفس طقوس الابتزاز والبلطجة، وإذا كان المعتوه «جالاوي» قد غاب فجميعهم جالاوي، بنفس أسلوبه ومجونه وانفلاته.
3
- ليس هناك أي مبرر لأن تستخدم إسرائيل القوة المفرطة ضد مدنيين عزل، جاءوا لتقديم الدعم والمساعدة لإخوانهم الفلسطينيين حتي لو كان الهدف هو «البروباجندا» أو «الشو السياسي».
- لا تبرير لانقضاض القوات الخاصة الإسرائيلية علي السفن الهزيلة مثل الصقور الجائعة التي تنهش ما تصادفه أمامها، فتزهق الأرواح وتريق الدماء وتمارس سياسة تكسير العظام.
- المشهد الذي نقلته الفضائيات كان مروعاً للجنود الإسرائيليين الأندال وهم يرتدون ملابس الغوص تحت الماء، وينهالون بالشوم والعصي والهراوات علي أجساد مجهدة، مات بعضها من الذعر قبل الضرب.
4
- «نتانياهو».. الكذاب الأكبر، الذي لا يلتزم بأي وعد ولا يمكن الوثوق به علي أي مستوي، يكذب كما يتنفس، ويتحدث بلسان في الغرف المغلقة، وبلسان مختلف تماماً في المؤتمرات الصحفية وأمام وكالات الأنباء.
- لا يمكن لأي مفاوض أن يضع يده في يده، لأنه في اليد الأخري يخفي سكيناً يطعن بها في الظهر وفي الأمام، ويفعل ذلك دون شعور بالأسف أو الخجل أو الاعتذار.
- هذه هي إسرائيل وهذا هو «نتانياهو» الذي جاءوا إليه بسفنهم وهم واهمون بأنهم يتعاملون مع دولة تحترم الشرعية الدولية أو تخشي الرأي العام العالمي، فنالوا جزاء غبائهم ومناوراتهم.
5
- فتح وحماس، بالله عليكم ماذا تفعلون بأنفسكم وبشعبكم وهل أنتم تصدقون أنفسكم بأنكم دولتان مستقلتان إحداهما في غزة والأخري في القطاع بينهما عدو متربص لالتهام الاثنتين؟
- لماذا لا تصدقون أنكم مازلتم تحت الاحتلال، وأن كل ما يحدث هو مسئولية دولة الاحتلال؟ التي تجبرها القوانين والمعاهدات الدولية علي حفظ وصيانة حقوق الشعب والدولة المحتلة.
- ذنب الشعب الفلسطيني في رقبة قادته أولاً لأنهم يفرطون في الأمانة ويهدرون الرسالة، ويتصارعون من أجل مكاسبهم الشخصية حتي لو كانت علي حساب شعبهم.
6
- «علقة تفوت ولا حد يموت»، صحيح أن القتلي والجرحي أعدادهم كبيرة، ولكن هل تذكرون مذبحة غزة منذ عامين ومئات القتلي والجرحي، ماذا حدث بعد ذلك؟
- «الأحزان تولد كبيرة ثم تتلاشي بمرور الوقت»، هكذا آل مآل مذبحة غزة وسيكون مآل مجزرة سفن الحرية، وكذلك مصير أي جريمة إسرائيلية قادمة.
- هم يقتلون ونحن نتفرج، هم يلتهمون الأرض ونحن في بلهنية، هم يعرفون جيداً ماذا يريدون.. والعرب والمسلمون ينتظرون إعلان الوفاة.
7
- «لك الله يامصر».. قدرك أن تكون القضية الفلسطينية في رقبتك وأن تدفعي الثمن الأكبر والتضحيات الأفدح، وفي كل حادث يبحثون عنك ليكيلوا لك الاتهامات الظالمة.
- مصر هي التي تتحمل التزاماتها التاريخية، وتحارب علي كل الجبهات من إسرائيل حتي الفلسطينيين وبينهما العرب والمسلمون، الذين لا تجمعهم كلمة ولا يتحدون تحت راية.
- العدو هو إسرائيل، والقاتل هو إسرائيل، ودولة الاحتلال هي إسرائيل.. ومن يخطئ هذا الهدف كمن يستخدم سلاحاً فاسداً يرتد إلي صدره.. وهكذا ضاعت فلسطين.


E-Mail : [email protected]