الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المصريون احتفلوا بمولد نفيسة العلوم




رغم الحالة الاقتصادية المتردية والأوضاع الأمنية الهزيلة التى تعانى منها البلاد، حرص المصريون على الاحتفال أمس بمولد السيدة نفيسة ابنة الامام حسن الأنور المشهورة بنفيسة العلوم ما بين زائر للضريح وقارئ للقرآن وموزع للصدقات والأطعمة وغير ذلك.

جدير بالذكر ان السيدة نفيسة ولدت يوم الأربعاء 11 ربيع الأول سنة 145 هـ فى مكة المكرمة وذهبت مع والدها إلى المدينة المنورة فى سن الخامسة لتلقى العلم وكانت تسمع من شيوخ المسجد النبوى ما يلقونه من علوم الفقه والحديث، وكانت وهى فى المدينة لا تفارق مسجد جدّها المصطفى (ص)، قارئة ذاكرة باكية، تقيّة صالحة، عالمة بالتفسير والحديث راكعة ساجدة ضارعة داعية وقد حجّت بيت الله الحرام ثلاثين حجّة، أكثرها مشياً على الأقدام.
وقد أكد الدكتور الشحات السيد عزازى إمام وخطيب المسجد أن السيدة نفيسة تزوّجت من إسحاق المؤتمن ابن الإمام جعفر الصادق فى رجب 161ﻫ وبهذا الزواج اجتمع فى بيت واحد نور الامام الحسن جدها ونور الامام الحسين جد زوجها وهما كما قال الرسول (ص) سيّدا شباب أهل الجنة.
وقيل عن إسحق أنه كان يكنى «أبا محمد»، ويُلقّب  «المؤتمن» وأنه كان كمعظم أهل البيت من أهل الفضل والاجتهاد والورع، روى عنه الكثير من الناس الحديث والآثار، لكونه محدث ثقة مأمونًا وصادقًا.
كان للسيدة نفيسة مكانة فى قلوب المسلمين عامة، والمصريين خاصة وكان أهل مصر يلتقونها فى موسم الحج، ويسألونها زيارتهم إلى بلدهم لكثرة ما سمعوا عن فضلها وعلمها، فكانت ترحب بدعوتهم وتقول لهم: سأزور بلادكم إن شاء الله فإن الله قد أثنى على مصر وذكرها فى كتابه الكريم. وقد أوصى جدى بأهلها خيرًا فقال: «إذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لكم فيها صهرًا ونسبًا».. وقيل أن النيل قد جف فى عام من الأعوام فذهبوا إليها فقامت وصلت وأمرتهم بصلاة الاستسقاء وأعطتهم وشاحها (طرحة صلاتها) وقالت قولوا بسم الله الرحمن الرحيم واطرحوها على نهر النيل ففعلوا ففاض الماء وامتلأ النهر من فضل الله تعالى  وهي من صلي علي الشافعى بعد موته.
أما الشيخ عبدالرؤوف السيد عمر إمام المسجد فيقول أن الفقيه محمّد بن إدريس الشافعى  إمام الشافعية سمع منها الحديث.. وقد مرضت السيّدة نفيسة فى أواخر حياتها، فلمّا حلّت عليها أوّل جمعة من شهر رمضان، اشتدّ بها المرض وزاد عليها الألم وكانت صائمة، فدخل عليها الأطبّاء، فأشاروا عليها بالإفطار؛ لحفظ قوّتها، ولتتغلّب على مرضها، فرفضت وجلست تقرأ القرآن وعندما وصلت الى قوله تعالى: (لَهُمْ دَارُ السّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) توفّيت وفارقت الروح الجسد فدُفنت فى قبرها فى شهر رمضان 208ﻫ فى القاهرة.