الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
تجربة الوفد
كتب

تجربة الوفد




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 03 - 06 - 2010



المنافس القوي يشعل التجربة الديمقراطية


1


- أولاً: مبروك للدكتور السيد البدوي فوزه برئاسة حزب الوفد، شخصية هادئة ووقورة، لا ينفعل ولا يخطئ ولا ينفلت لسانه، وكلها مواصفات ساعدته علي أن يحسم المعركة لصالحه.


- مواصفاته الشخصية ستضع حزب الوفد علي بداية طريق العودة إلي الحياة السياسية، بعد أن تجمد الحزب جماهيرياً منذ وفاة فؤاد سراج الدين، وتمزق في صراعات مريرة أخرجته من الملعب.
- المرشحان «البدوي وأباظة» يتمتعان بالأخلاق السياسية، وليس بالشرشحة، ولذلك خرجت المعركة ديمقراطية وهادئة ونظيفة، وتصافح الاثنان في صورة افتقدتها الحياة الحزبية.
2
- ثانياً: مطلوب من البدوي أن يفتح شرايين الحزب.. وأن يضخ دماء جديدة في عروقه، فليس معقولاً أن يكون عدد أعضاء الجمعية العمومية للحزب الثاني في مصر 2000 عضو فقط.
- معركة البدوي الصعبة هي اكتشاف المواهب والقدرات الجديدة التي يمكن أن تتحمل المسئولية، وأن تعيد روح التنافس سواء داخل الحزب أو علي صعيد الأحزاب الأخري.
- المنافسة لن تتحقق إلا بمبدأ الفرص العادلة، ويجب أن تكون الكفاءة هي معيار الاختيار، وليس الشللية ولا أصحاب الحقوق التاريخية ولا الطامعين والطامحين والوصوليين.
3
- ثالثاً: الحزب الوطني هو المستفيد الأول.. فوجود حزب منافس قوي، يشعل حرارة المباراة الديمقراطية، مثل دوري كرة القدم الذي لا يعتمد علي فريق واحد.
- علاقة الوفد بالحزب الوطني ليست صراعاً ولا قتالاً، ولكن منافسة شريفة للفوز بأصوات الناخبين، والنزول إلي الجماهير وبذل كل الجهود لكسب ثقتها وتأييدها.
- الحزب الوطني كان سباقاً في إحداث التغيير وتدعيم الإطار المؤسسي الذي تترسخ ملامحه بمرور الوقت، خصوصاً في مؤتمراته السنوية والعامة التي تحدد سياساته العامة.
4
- رابعاً: هل تهب الرياح علي الأحزاب الأخري؟ حزب التجمع مصاب أيضا بأمراض كثيرة، ويمكن أن تعود إليه الحياة إذا بادر بالاستجابة لرغبات جماهيره في التعبير والتطوير والتحديث.
- لا أفهم - مثلاً - أسباب اندلاع الحرب الشرسة بين د.رفعت السعيد وأبوالعز الحريري، ولماذا يعجز رفقاء النضال السياسي عن الاحتكام إلي لغة الحوار؟
- الناصريون قبل أن يكون لهم حزب كانوا أقوي بكثير، قبل قيام الحزب كان لهم صوت أعلي بكثير وأنصار أكبر بكثير، وتفجرت الخلافات بين الحرس القديم والجيل الجديد بعد قيام الحزب، مما أدي إلي إضعاف الاثنين.
5
- خامساً: المصير المظلم ينتظر الأحزاب الورقية.. في صدارتها حزب الأحرار الذي كان له باع في الحياة السياسية عند إنشاء الأحزاب، والآن اختفي تماماً من الساحة ولم يعد له وجود.
- بقية الأحزاب وعددها يصل إلي عشرين لا يعرفها الناس بالاسم، ومع ذلك هناك من يشكو من عدم السماح بقيام أحزاب جديدة، فهل العدد في الليمون؟
- غالبية هذه الأحزاب مرشحة للخروج من الساحة السياسية، وسوف ينتهي الأمر إلي حزبين أو ثلاثة لها وجود بين الناس والبقية لن تقوي علي الاستمرار.
6
- سادساً: النظام السياسي يقوم علي الأحزاب وليس المستقلين.. خصوصاً في انتخابات الرئاسة ييسر الدستور إجراءات مرشحي الأحزاب إلي الحد الأدني، بينما يصعب العملية بالنسبة للمستقلين.
- النظام السياسي في مصر يقوم علي التعددية الحزبية وفقاً للمادة الخامسة من الدستور، وجرياً وراء المعمول به في الدول الديمقراطية، فالأحزاب هي التي تفرز الكوادر وليس العكس.
- عندما يشتد بنيان الأحزاب ويقوي عودها، يكون مناسباً فتح الباب حول تغيير المادة «77» لمدتين رئاسيتين فقط، فهذا هو التداول الحقيقي السلمي للسلطة، وليس هوجة المستقلين.
7
- سابعاً: المحظورة خطر يهدد الجميع.. لأنها تسعي إلي تغيير النظام السياسي واستبداله بنظام علي مقاسها، نظام ليس فيه تعددية ولا تنافسية ولا احتكام لصندوق الانتخابات.
- الدولة الدينية هي مقبرة الحياة السياسية، فلا دستور ولا قانون والحكم لوسطاء الأديان، والسيف بدلاً من القلم، والقتل هو لغة الحوار.
- مبروك للوفد، فكل طوبة يتم تشييدها في النظام الديمقراطي هي في صالح الوطن كله.. الحزب الوطني قبل المعارضة، فما دام الجميع يحتكم إلي الجماهير.. فلن يضلوا أبداً.


E-Mail : [email protected]