الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فن العمارة يرفع رأس «المرأة المصرية» فى العالم




كان للإسلام نظرته الحافظة للمرأة، حيث اعتبر النساء جواهر ثمينة تجب حمايتها. وأثرت تلك النظرة على العمارة الإسلامية الدينية والمدنية.
 
ففى العمائر المدنية والمتمثلة فى القصور والمنازل نجد أماكن مخصصة للنساء، يحرم على الغرباء الدخول فيها، والتى أطلق عليها اسم «الحرملك». وحفاظاً على المرأة المسلمة من أعين الفضلاء والمتلصصين الذين يختلسون النظر إليها بما يؤذى مشاعرها الرقيقة، فقد زود المعمارى المسلم تلك القصور والبيوت بالمشربيات المصنوعة من الخشب الخرط والتى تسمح للنساء بالنظر من خلالها إلى الخارج دون أن يراها المارة بالشارع.
 
انبهرت المرأة بعد ذلك الحين بفنون العمارة وادركت ان المهارات الهندسية فن راق يمكن ان تمارسه بكل اشكاله والتى اثبتت ان لديها قدرة على الخيال اكبر من قدرة الرجل.
 
حيث ابدت المصممات المعماريات فى مجال العمارة خلال السنوات الاخيرة اهتمامهن المتزايد فى هذا المجال من خلال وجود قدر كبير من المواهب فى مجال العمارة فى مصر واسهامهن الاقتصادى فى خلق فرص العمل الايجابية فى صالح المرأة فضلا عن انه القطاع الذى له دور فى اعلاء قيمة الجمال والتناسق بمجتمعنا.
 
حيث اقيمت احتفالية كبيرة بأحد الفنادق بحضور الكثير من السيدات فى مجال العمارة لتكريمهن على اسهاماتهن فى هذا المجال من خلال ابحاثهن وتصميماتهن التى اثبتت تميزا واضحا من حيث الجودة فضلا عن اهتمامهن بالامور الانشائية مثل التكنولوجيا والاستدامة والتأثيرات الاجتماعية والثقافية مع منحهن الافضلية لعملهن فى ظل ظروف صعبة فيما يتعلق بنوع المشروع والظروف المحلية للبلد .
 
يتم منح الفائزة جائزة «arc vision» الدولية للمرأة والعمارة التى اطلقتها مجموعة إيتالشمنتى العالمية .
 
حيث تمنح الجائزة كل عام لإحدى المهندسات المعماريات التى تظهر ابحاثها وتصميماتها تميزا من حيث الجودة وشملت القائمة النهائية للمرشحات بالمسابقة لعام 2013 تسع عشرة متسابقة من 15 بلدا : مصر والبرازيل واستوانيا والمانيا والهند وايطاليا واليابان والمكسيك وبولندا وسنغافورا واسبانيا السويد وسويسرا وتايلاند والولايات المتحدة من خلال لجنة تحكيم رفيعة المستوى لتتولى تقييم المشروعات والتى رأستها مارتا ثرون مدير جائزة بريتزكير للعمارة .
 
ومن خلال الاحتفالية تحدثت المعمارية شهيرة فهمى عن مجال المرأة فى العمارة فى مصر وابحاثها وتصميماتها التى اذهلت الجميع فى هذا المجال وقالت «لا نستطيع أن نغفل مواهب المرأة وإسهاماتها الكثيرة فى الماضى والحاضر وكذلك فى المستقبل. ومسابقة arcVision برنامج إيجابى يقدر ويدعم الطاقات والقدرة على الإبداع والإسهامات الكثيرة للمصممات المعماريات»، مضيفة أن الرجال والشركات فى حاجة لطاقة وحس المرأة كى يحققوا النمو والنتائج الأكبر التى يطمحوا إليها، فالمرء يضع نفسه حيث يريد رجلا كان او امراة والشخص هو نفسه الذى يفرض احترام الآخرين له وتقبل الناس لك يعود الى قدراتك وطريقة تعاملك معهم ، وأوضحت ان تصاميمها تجمل من خلال تصاميم المبانى الحديدية والمعمارية حيث قالت ان هذه المبانى لا تختلف عن الثانية فهى بحاجة الى تصاميم معمارية الا ان اغلب المبانى الحديدية تستخدم فى بناء اسواق ومراكز تجارية او مخازن وغيرها ، مضيفة انها منبهرة بالفن المعمارى الى حد الدهشة و مازالت حتى الآن تتعلم فى هذا المجال».
 
ومن جانبها، شددت المهندسة المعمارية منى زكريا احدى المكرمات ايضا على أن «هذه الجائزة المعمارية الدولية ذات الأبعاد الاجتماعية تركز على الدور المهم الذى تؤديه المرأة فى مجال العمارة. فالمصممات المعماريات لديهن المقدرة على لعب دور مهم فى مواجهة تحديات المجتمع، فهن لسن مجرد صانعات لمبان صماء، فتحسين جودة المدن والتركيز على قضايا مثل هذه تتطلب بذل جهد شاق ولكنه فى غاية السعادة قائلة «ان المرأة فى مجال الهندسة المعمارية تحتاج للثقة فى عالم التصميم الهندسى الذى اصبح امرا مألوفا مشاهدة مهندسات محترمات ترسخت مكانتهم فى قطاع الهندسة المعمارية ومن الصعب جدا للمرأة ان تعمل كمحترفة لانه لا يزال هناك عوالم لا يمكن للمرأة اللجوء اليها لكنها لا تعتقد هذه الصورة النمطية موجودة فى مجال الهندسة المعمارية، فالهندسة المعمارية مهنة قاسية ولا يمكن لأحد استيعاب المقاومة الهائلة والاعتراض الذى تواجهه المرأة لكونها امرأة فقط فالأمر كسيف ذى حدين فبمجرد تقبل وتجاوز مسألة «كونى امرأة» تبرز عملها هذا بمثابة مشكلة تعوق الطريق الهندسى وكان كفاحا طويلا جدا تجاوزت فيه كل الانكسارات وجعل منى اقوى واكثر دقة ولعل ذلك انعكس فى تصاميمى الهندسية ولا ازال اواجه الممانعة لكن اعتقد ان ذلك يجعل المرأة القوية المثابرة اكثر نشاطا فى عملها».
 

 
وتتابع زكريا: ان ادارة المنزل ورعاية اطفالها من حق كل امرأة فى المقام الاول ولكن هناك الكثير ايضا لانجازه ولذلك عليك أن تتعلمى مبكرا أنه لا يمكنك القيام بكل شيء بنفسك، وعليك تعلم الثقة بالآخرين ليعمل وفقا لرؤيتك. فعمل الفريق الجماعى هو أمر مهم جدا لى ولذلك يمكن متابعة الأمور التى تبقى فى وتيرة قابلة للإدارة و لا يمكننى أن استأثر بالفضل على مشاريعى لنفسى فالعديد من الناس فى مكتبى ساهموا بها من خلال أفكار التغيير والتحرر والحرية والإصلاح الاجتماعى كانت مهمة التى كانت فى المقام الاول بالنسبة لى .
 
 وتكمل حديثها بأن الهندسة المعمارية تتمحور بالأساس حول جعل الامور طيبة وجعل البيئة المحيطة مبهجة لكل جوانب الحياة ، فجزء من عمل المصمم المعمارى هو جعل الناس يشعرون بالسعادة فى الفراغات التى يعيشون فيها سواء كانت المدرسة أو العمل او المنزل ايضا معبرة عن ان كل عام يقدم افضل مشروع معمارى تقوم به مهندسة معمارية مصرية هو بمثابة حدث عظيم يمكن الفخر به فى جميع انحاء العالم.