السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزير التعليم و"الملطشة"






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 07 - 02 - 2010


كلنا نعلم أن المدرس في الفصل اصبح "ملطشة".. مرة بسبب غياب قيمة المدرس ورسالة مهنة التدريس عند طلاب المدرسة بسبب الدروس الخصوصية أولا التي جعلت من المدرس موظفاً عند التلميذ وأهله.. ومرة ثانية بسبب ابتزاز أولياء الأمور للمدرسين وللناظر ولمدير المدرسة بل وللوزارة نفسها في حالة إذا ما استخدم المدرس حقه في عقاب التلميذ.. بالكلمة أو بالتعنيف أو بالضرب علي اليد بالمسطرة كما كان الحال من قبل.. وأسألوا كبار العظماء من المثقفين والسياسيين والاقتصاديين وحتي الفنانين عن مدرسهم في الفصل وناظر المدرسة واسمعوا كلمات التبجيل والاحترام وأيضا العرفان بالجميل.. ولنتذكر كيف كان الفنان الساخر الكبير "أبولمعة" قمة الأداء الكوميدي الذي أسعد مستمعي الإذاعة ومشاهدي السينما والتليفزيون في الوقت الذي كان ناظرا لمدرسة يهابه التلاميذ وطلاب الثانوي ويبجلونه ويحترمونه وهو يمارس دوره التربوي ويخرج أجيالا من الرجال أصحاب العلم والأدب والاخلاق.

ابتزاز التلاميذ للمدرس وحماية أولياء الأمور لهذا الابتزاز.. جعل المدرس يفكر مائة مرة قبل أن يرد علي تطاول تلميذ.. فإن استخدم حقه في عقاب التلميذ المتطاول أو المهمل أو البليد.. يواجه بالشكاوي والاتهامات من أولياء الأمور.. لناظر المدرسة والإدارة التعليمية ووزارة التربية والتعليم.. وربما أيضا محاضر في أقسام الشرطة.. وتدخل الصحافة علي الخط في إرهاب المدرس وصاحب القرار.. تكتب وتهول وتصرخ مطالبة بعقاب المدرس الذي تجرأ علي معاقبة التلميذ متغاضية تماما عن حق ودور المدرس في حفظ كرامته داخل الفصل والتي هي من ضمانات سير العملية التعليمية داخل الفصل والمدرسة كلها.

لا أدافع عن تطرف المدرس في عقاب التلاميذ ولا أرضي بالطبع عن وصول العقاب إلي إصابات بدنية جسيمة.. لكن في نفس الوقت لا استطيع أن أقبل أن يهان المدرس ويتم التطاول عليه.. فلا يمكن أن تستقيم أمور تطوير التعليم والخروج من محرقة الدروس الخصوصية إذا لم ترد للمدرس قيمته الأدبية والتربوية داخل فصله وداخل مدرسته.. فإن لم يسيطر المدرس علي فصله فلا رجاء في أدب أو تعليم.

ومن ثم فإن وزير التعليم د. أحمد زكي بدر عندما يتحدث عن قيمة المدرس داخل الفصل.. إنما يتحدث عن عودة الانضباط للعملية التعليمية في المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية والتي تشكل شخصية الإنسان وإذا كان مستهتراً بليداً مبتزاً أو كان مجتهداً في حدود قدراته ملتزما بالآداب وأخلاق واحترام الآخرين.. وأعلم أن إعادة الهيبة للمدرس داخل فصله وبين تلاميذه ستجد مقاومات عدة وستواجه بابتزاز من أولياء الأمور متعدد الاشكال.. ولكن د.أحمد قادر علي مواجهة هذه المقاومة وهذا الابتزاز.. وعلينا جميعا أن ندعمه إذا أردنا عودة هيبة المدرس وقيمته العلمية والتربوية بحثا عن انضباط العملية التعليمية.