الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عشرون رؤية فنية مختلفة لـ«سيوة».. فى محمود مختار





 
 
 
حقا الرمال والصحراء سكونها ناطق وحضورها حى وليست مكانا موحشا أو ميتا كما يظن الكثيرون ... هذا ما شعر به الفنان إبراهيم الدسوقى فى لوحتيه اللتين عبر فيهما عن صحراء سيوة بمعرض «مراسم سيوة» الذى افتتح مؤخرا بقاعتى «إيزيس» و«نهضة مصر» بمتحف «محمود مختار»، هذا المعرض يقدم أعمال فوجين من الفنانين، أحدهما خاص بالفنانات بإشراف الفنانة ريم حسن، والآخر خاص بالفنانين بإشراف الدكتور رضا عبدالرحمن، وكان قوميسيير المعرض هذا العام الفنان مصطفى سليم.
 
 
 
الدسوقى بفرشاته القوية التعبير ناعمة التأثير استطاع أن ينقل صحراء سيوة بصمتها النبيل وصمود رمالها أمام الزمن بلوحتين متوسطتى الحجم، وباليتة ألوانه الخاصة التى يستخدمها عادة ويطغى عليها اللون الأصفر الصحراوي، ولأول مرة يغيب الـfigure «الشخصية النجمة» تماما عن لوحات الدسوقي، لكن الروح والحياة والكثافة الشعورية لديه دائما هى البطل، فالدسوقى فنان ديكتاتورى فى أعماله، تعبيريته طاغية ورؤيته لعناصره وتكوينه تكون هى الواضحة والمسيطرة فى أعماله، قادر على التعبير عن حسه ورؤيته بتكنيكات السهل الممتنع، فكانت لوحتاه أكثر الأعمال تعبيرا عن روح سيوة.
لابد من الاعتراف بالتميز الكامل للأعمال جميعها التى قدمت سيوة برؤى مختلفة تماما بغض النظر عن مدى توافقها مع طبيعة المكان وروحه أو ابتعادها عنه، فليس الغرض هو التسجيل الفوتوغرافى للمكان بقدر ما كان تعبيرا عنه وكل حسب رؤيته، فالفنانة سالى الزينى وهى الفائزة بجائزة المنحة المقدمة من الهيئة العامة لقصور الثقافة مناصفة مع الفنان ضياء الدين داود، أضافت من خيالها عالما طفوليا لصحراء سيوة بلوحاتها فالطفلتان تسيران تحملان الوردة فى مرح طفولى تحت أشعة شمس سيوة القوية بينما حولهما يغرد العصفور والزهور حاضرة فى جوانب المكان والخير المتمثل فى الأسماك والألوان الزاهية المحببة للطفل.
بينما قدم داود أعماله التجريدية بتقنية الخزف ينقب فيها عن سر الحياة بصحراء سيوة، عبر الاقتراب المجهرى من رمالها وجذور نباتاتها الصحراوية، لينتج أعماله بتقنية الخزف المحروق بالفرن ومغطى بطبقة الجليز اللامعة فيعطى ألوانا زرقاء وبنية محروقة تعطى الإيحاء للعين بأنها الصورة النيجاتيف للحياة هناك وتمنحها سخونة قبض الفنان على لحظته التعبيرية.
ومن جانبها اهتمت الفنانة أميمة رشاد أكثر بالتراث فى سيوة والموتيفات الخاصة بها وعرائس السحر والتعاويذ والسجاد فى تكويناتها المطبوعة التى تميزت بروح التلقائية والبساطة التى تتسم بها الحياة فى سيوة وأهلها، كذلك طبعت أعمالها بتدريجات الأبيض والأسود ولم يكن للون أى دور فى الأعمال تأكيدا على العناصر والموتيفات الخاصة بسيوة.
شارك بالمعرض أيضا الفنانون: رشا رجب وإيمان أسامة ودينا القلاوى وإيمان إبراهيم ورضا عبدالرحمن وريم حسن وإبراهيم سعد وأشرف رسلان وغادة عبدالملك وأشرف عباس وأيمن حامد ومحمد المصرى ومحمد طلعت ومحمود حمدى ورانيا فؤاد وشيماء عزيز، أما لجنة التحكيم فكانت الأستاذ الدكتور خالد سرور رئيسها وعضوية الناقد صلاح بيصار والأستاذ الدكتور الحسينى علي.