الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سيرك البرادعي!






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 21 - 02 - 2010


لا إهانة ولا تقليل من شأن ولا حتي من باب السخرية.. فالسيرك وخيمته له هدف نبيل مبدع في إسعاد البشر.. وهذا ما كان يقدمه للبسطاء سيرك "عاكف" وسيرك "الحلو".. وإنما السيرك المنصوب الآن "سيرك د. البرادعي"- وإن كانت ليست له خيمة- هو مرتع واسع لألعاب الحواة ونفاثي النار وعلي "صدرها تنور".. و"المتشعلقون" دون "ترابيز".. ومتمرسي وضع الأطنان من مساحيق التجميل الأبيض علي الوجوه والأحمر علي الشفاه علي صورة "بلياتشو" السيرك.
 

الدكتور البرادعي مع كل التقدير له كرمز مصري حامل لقلادة النيل وقيمته العلمية والدولية تم استقباله في مطار القاهرة الدولي كشخصية رفيعة المستوي.. كل التقديس لحقه كمواطن مصري في ممارسة العمل السياسي والطموح في الفوز بمنصب رفيع.. وهو الحق الذي أتاحته مبادرة الرئيس مبارك في انتخابات رئاسية تنافسية وكفله الدستور.

ربما لم يكن مسئولاً بشكل مباشر عن نصب سيرك المغامرين هذا.. ولكنه في كل الأحوال استجاب له وتفاعل معه حتي آخر خطوة بتصريحات وأحاديث وإعلانات وآراء.. حتي أصبح مسئولاً مباشراً عن نصب هذا السيرك الذي لا يحدث إلا ضجيجاً بلا طحن من باب العلاقات العامة "P.R".

تصريحات وأحاديث الدكتور لم تراع الخط الفاصل بين الكلمات الرنانة والتصريحات النارية والنظريات في الديمقراطية والمطالبات السياسية، وغيرها.. وبين احترام العقول التي يتوجه لها ويطلب مناقشته والتفاعل معه بجدية وانفتاح في الرؤي والأفكار.. فلا تجد ما يدعو لجدية المناقشة ولا التعرض بانفتاح للرؤي والأفكار ولا حتي المطالبات السياسية التي يعلنها.

فمن غير المعروف عن الدكتور البرادعي تاريخ سياسي ينتمي لنظرية أو أفكار أو مدرسة سياسية معينة ولا معروف عنه نشاط سياسي.. ومن غير المشهور عنه حديث في الحياة السياسية المصرية قبل أن يحال إلي التقاعد من منصبه الدولي ويعلن أنه ينزل علي رغبة قطاع من الشعب المصري حين جاء الحديث عن ترشحه للانتخابات الرئاسية.

في الوقت الذي يستطيع فيه الدكتور البرادعي وصف هذا القطاع من الشعب المصري الذي نزل علي رغبته.. ولم يسأله أحد إجابة عن هذا السؤال.. ولم يتبرع هو بتسميته أو تحديد نطاقه أو بيان عدده ضمن جموع المصريين .

هل هم البسطاء؟.. هل هم المهمشون؟.. هل هم العمال؟.. هل هم الشباب؟.. هل هم الذين كانوا في استقباله في المطار ورحلوا عندما تأخرت طائرته؟.. من هم بالضبط من يمثلون هذا القطاع الذي تحدث عنه الدكتور البرادعي مضطراً للنزول علي رغبته؟

من أنت..؟ وإلي أي الطبقات الاجتماعية تنتمي؟..وعن أي المدارس السياسية والاقتصادية الاجتماعية تريد أن تعبر..؟ كيف يمكن أن تتحدث عن إصلاح سياسي وتغيير في الدستور في الوقت الذي تستخدم فيه الكلمات المطاطة غير محددة الآليات و لا الوسائل؟.. علي غرار كلمة "قطاع من الشعب".
ونكمل غداً.

[email protected]