السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

برعاية «صدقي والمنقوش» علاقات عسكرية غير مسبوقة بين مصر وليبيا




قام الوفد العسكري الليبي أمس بقيادة رئيس الأركان اللواء الركن يوسف أحمد المنقوش بزيارة لقيادات الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وأيضا الكليات الأربع الحربية والبحرية والدفاع الجوي والجوية.

تأتي هذه الزيارة في إطار تبادل ودعم التعاون بين مصر وليبيا وأيضا في إطار الزيارات المتبادلة لرؤساء الأركان.. حيث بدأها رئيس الأركان المصري الفريق صدقي صبحي منذ أسبوعين، ودعا نظيره علي رأس وفد عسكري وذلك للتعاون من أجل القضاء علي الذين يعملون خارج إطار شرعية حمل السلاح وأيضا للقضاء علي تهريب الأسلحة والمخدرات والطرق غير الشرعية للهجرة.
كما تحتاج الشقيقة ليبيا لبناء جيش جديد وحديث بعد أن تم تفكيكه أثناء الثورة الليبية علي يد القذافي الذي حرص علي أن يكون الجيش من المرتزقة لحماسيته الشخصية أكثر منه وطنيا وهو ما جعل الكثير من القادة العسكريين الليبيين يرفضون هذا الاسلوب في الجيش وتعرض معظمهم للإقالة أو الطرد من الجيش.
ولقد كانت الإقالة من نصيب رئيس الأركان الحالي يوسف المنقوش في عام 1994 ومع أنه من مواليد عام 1950 إلا أن عمره كان لايتعدي الـ44 عاما وقتها.
والمنقوش الذي هو من مواليد مدينة بنغازي تعلم وتدرب علي الحياة العسكرية في الكلية الحربية المصرية أقدم الكليات في العالم وتخرج المنقوش عام 1973 وهو نفس العام الذي أحرز فيه الجيش المصري الانتصار العربي العظيم ولعل تاريخ المنقوش مع مصر وحياته العسكرية التي ترتبط نشأتها بمصر من أهم المقومات التي ساعدت علي التعاون السريع والاستجابة المشرفة بين البلدين في إطار القضاء علي تهريب الأسلحة بشكل خاص التي تم التخلص منها أو سرقتها من جيش القذافي المنحل لتباع قطعا للجماعات الجهادية في سيناء.. ومن هذا المنطلق كان من الضروري القضاء علي هذا المنفذ من بوابة مصر الغربية وفي الوقت نفسه كان الجيش الليبي المستحدث يعاني من جراء تواجد الأسلحة مع غالبية الشعب الليبي مما يصعب من عملهم لتواجد شبكات متفرقة من الميليشيات المسلحة التي تنتمي لجماعات ذات مصالح.. ومن هنا جاءت أهمية التعاون بين البلدين للقضاء علي هذه الثغرات التي تلحق أضرارا جسيمة بالأمن القومي للبلدين.
وساعد علي سرعة اتخاذ القرارات المدرسة العسكرية التي تجمع بين القيادات في البلدين فالنشأة واحدة.. والحقيقة أن المنقوش عينه المجلس الوطني الانتقالي الليبي في أول تحرك للمجلس نحو بناء المؤسسة عقب ثورة 17 فبراير.
وكان المنقوش رغم تعاقده إلا أنه انضم للثوار وكان قائدا ميدانيا خلال المعارك وعندما تم أسره بواسطة كتائب القذافي تحمل كل أنواع التعذيب ولم يرض أن يوشي بالثوار أو يصفهم بأي معني يسيء إليهم حتي تم فك أسره بواسطة الثوار عندما دخلوا طرابلس.
ولم يبق أمام المنقوش سوي إعادة بناء جيش لييبي حديث وهو بذلك يقضي علي بعض الميليشيات المسلحة التي جاءت من كل صوب وحدب وأطلقت علي نفسها «جيش مصر الحر» لإضفاء المصداقية علي عملها غير الشرعي ومقدمة نفسها علي أنها قادرة للقيام بتدريب جيش ليبيا الجديد ولكن الفريق صدقي صبحي أحبط هذا المخطط الجهنمي الذي يقضي علي أمن البلدين وتعاون مع المنقوش الذي أبدي استعدادا تاما للتعاون ولإيفاد عسكريين ليبيين يتعلمون بالمعاهد والكليات العسكرية المصرية التي يعلمها ونشأ في ربوعها، ولذلك شملت زيارات الوفد الليبي التعرف علي كل إمكانيات يمكن للجيش المصري أن يقدمها لشقيقه الجيش الليبي.. فشملت زيارات الوفد أيضا أكاديمية ناصر العسكرية العليا وكلية القادة والأركان، وذلك للتعرف علي الإمكانيات العملية والتكنولوجية والتعليمية بالقوات المسلحة المصرية في إعداد وتأهيل اجيال جديدة من الكلية والضباط الليبيين علي أحدث النظم العلمية والتكنولوجية الحديثة.
وأعرب الوفد الليبي عن عظيم امتنانه للقوات المسلحة التي تعد أحد الروافد التي أمدت الدول العربية والإفريقية بنخبة من الكفاءات العسكرية التي تؤدي مهامها بنجاح في خدمة أوطانها وتعزيز قدراتها العسكرية وترسيخ دعائم التعاون والعلاقات المشتركة بين جميع الدول انطلاقا من مكانة مصر ودورها الإقليمي المتميز.